وجه الكاتب والإعلامي الفلسطيني عبد الباري عطوان نقداً لاذعا للزيارة التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الملكة العربية السعودية، واصفا إياها ب"مهرجان ترامب الإسلامي في السعودية"؛ وذلك من خلال مقطع فيديو بثه على "يوتيوب". وأكد عطوان أن الحفاوة التي يحظى بها ترامب "لم يحظ بها أي زعيم أمريكي"، وهو "الذي يكره المسلمين ويعتبرهم إرهابيين، وهو من أغلق أبواب بلده كليا في وجه 6 دول إسلامية، وأي عربي أو مسلم يذهب إلى هناك يتبهدل في مطارات أمريكا"، بحسب وصفه. مدير موقع "رأي اليوم" سرد في حديثه عددا من الأسباب الممكنة لزيارة ترامب إلى المملكة العربية السعودية، منها أنها تتبوأ مكانة خاصة في العالم الإسلامي، ومنها رغبته في تكوين تحالف للديانات الثلاث، لكنه عاد واستدراك بالقول: "أضيف سببا ثالثا وهي المغريات، فترامب تاجر، وقد قدمت له السعودية 350 مليار دولار كصفقة أسلحة، تدفع منها 100 مليار فورا والباقي يقسط على سنوات، مع تعهد باستثمار 200 مليار دولار على مدى 4 سنوات في مشاريع البنية التحتية بأمريكا". وتساءل عطوان: "ماذا يريد ترامب أكثر من ذلك؟ سيكون غبيا لو لم تكن السعودية هي محطته الأولى"، قبل أن يستطرد: "ترامب ذاهب إلى هناك من أجل إسرائيل". نقطة استفاض فيها عطوان موضحا أن "ترامب ذاهب إلى هناك من أجل تثبيتها حليفا للدول الخليجية ومن لفَّ لفَّها، ومن يقول غير ذلك يخالف الحقيقة.. ترامب ذاهب لتشكيل نيتو عربي إسلامي ليس لمواجهة إسرائيل، بل لمواجهة البعبع الإيراني الذي ضخموه بشكل غير عادي". واستعرض الإعلامي الفلسطيني ما وصفه بأدلة على أقواله، وقال: "دليلي على ذلك أن هنري كيسنجر زار ترامب ليلقنه ويملي عليه طلباته في ما يتعلق بإسرائيل، وهي أن يتم تطبيع تدريجي كامل بين الدول الخليجية وإسرائيل، وأن تُزال كل الحدود الاقتصادية، وعلى وجه التحديد السماح للطيران الإسرائيلي بالتحليق فوق الأجواء الخليجية، ثم منح تأشيرات للرياضيين ورجال الأعمال الإسرائيليين". وأضاف عطوان متسائلا: "ماذا عن القضية الفلسطينية؟ ماذا عن حق العودة؟ أبدا.. فقط تطبيع كامل.. ترامب يريد ابتزاز العرب، نهب العرب، يريد حلب البقرة العربية حتى آخر نقطة.. ورطونا في حرب في سوريا وفي اليمن وفي العراق.. والآن يريدون توريطنا مع إيران لبيع كل الأسلحة الخردة منزوعة الدسم". وختم عطوان بقوله: "والله ترامب سيقودنا إلى مصيبة كبرى، وكل هدفه هو إسرائيل".