هاجم عبد الباري عطوان، الصحافي الفلسطيني ورئيس تحرير يومية «القدس العربي»، حكام الدول العربية على خلفية ما يحدث من هجمات غير مسبوقة في قطاع غزة، وصل فيها عدد القتلى الفلسطينيين إلى أكثر من 74 قتيلا منذ مطلع الشهر الجاري. وقال عطوان من مكتبه في لندن، في حوار مع «المساء»، إن الاعتداءات المتواصلة في قطاع غزة هي نتيجة اتفاق عربي أمريكي على ألا تحكم أية حركة إسلامية في أية دولة من الدول العربية على الإطلاق حتى لو كان الوصول إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع في انتخابات نزيهة، مؤكدا في الوقت نفسه أنه يتوقع أن تصبح إسرائيل، إذا ما انتصرت على حماس في غزة ولاحقا على حزب الله في جنوب لبنان، الحليف الاستراتيجي لمعظم دول الخليج في مواجهة إيران، العدو رقم واحد لأمريكا. ووصف عطوان موقف المغرب إزاء العدوان الإسرائيلي المتواصل حاليا على قطاع غزة ب«المؤسف» خاصة وأن العاهل المغربي هو الذي يرأس لجنة القدس. وقال بهذا الخصوص إنه لا يعرف لماذا لا يدعو الملك محمد السادس إلى اجتماع للجنة القدس كما كان يفعل والده الراحل الحسن الثاني الذي كان له دور كبير، ليس فقط في دعم القضية الفلسطينية وإنما في كل القضايا العربية والإسلامية، قبل أن يتابع متسائلا: «فمتى ستنعقد هذه اللجنة إذا لم تنعقد الآن؟». وأشار عطوان، في حواره مع «المساء»، إلى تراجع دور المغرب في النزاع العربي الإسرائيلي في عهد العاهل المغربي محمد السادس، وهو الأمر الذي يعتبره رئيس تحرير يومية «القدس العربي» خسارة كبيرة للأمة العربية والإسلامية. وقال، في هذا السياق، إن الملك الجديد يبدو منكفئا على قضايا الداخل ويبدو أنه لا يريد أن يسير على خطى والده الذي كان المغرب، على عهده، حاضرا بقوة في كل القضايا من خلال احتضان أرضه للقمم العربية والقمم الإسلامية. ودعا عطوان الحكومة المغربية إلى أن ترتقي إلى مستوى مواقف الشعب المغربي الذي خرج في مسيرات حاشدة بالدار البيضاء والرباط تجاوزت أكثر من مليون ونصف المليون متظاهر تضامنا مع الشعبين الفلسطيني والعراقي، مشددا على أن المغاربة من أكثر الشعوب ارتباطا بنضال الشعب الفلسطيني رغم بعد المسافة بين البلدين. وتساءل عطوان قائلا: «لماذا لا يوقف النظام المغربي كل أشكال التطبيع مع إسرائيل ويقطع كل أشكال العلاقات الدبلوماسية معها؟ قبل أن يضيف قائلا: «ألا يستحق أطفال فلسطين ونساؤها وشيوخها الذين يموتون يوميا تحت نيران القصف الإسرائيلي وقفة تضامن معهم من طرف الحكومة المغربية؟». وختم عطوان حديثه عن المغرب بالقول: «والله مؤسف أن يحصل هذا من طرف المغرب الذي كان له دور محوري في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني على عهد الراحل الحسن الثاني». من جهة أخرى، طالب عطوان بوقف المفاوضات مع إسرائيل وحل السلطة الفلسطينية التي يتزعمها محمود عباس أبومازن لأن الوضع الأنسب في الأراضي الفلسطينية، في ظل العدوان الإسرائيلي عليها، هو أن تكون هناك مقاومة واحتلال، أما أن تكون هناك سلطة بدون سلطة فوق أرض محتلة فهذا، في نظر عطوان، مجرد أكذوبة روجتها الإدارة الأمريكية وصدقها عباس وبعض الفلسطينيين. نص الحوار في صفحة آخبار المساء.