أبهر الثنائي المالي الشهير أمادو وماريام الجمهور، ب"ساحة أبي رقراق"، في أداء استثنائي بألوان الأرض والشمس الإفريقيتين، مضمخة بأغان تحتفي بالقيم الإنسانية الخالدة وتنشد للحب والأخوة بين البشر. وأمتع الفنانان أمادو باكايوكو وماريام دومبيا، الزوج في الحياة وعلى خشبة الموسيقى، الحضور بلون موسيقي متميز ذي إيقاعات من البوب الإفريقي. ولكون الفنانين يمثلان الثقافة الإفريقية، فقد ارتديا باعتزاز الزي التقليدي المالي، فنقلوا الجمهور في رحلة مدهشة لاكتشاف هذا البلد الغني بتراثه الموسيقي العريق. وبالمناسبة، اقترح أمادو وماريام مجموعة من الأغاني باللغة الفرنسية وبلغة البامبارا (إحدى اللغات الوطنية في مالي) مستقاة من ريبيرتوارهما الموسيقي شديد الثراء. ويتعلق الأمر، على الخصوص، ب"بوفو صافو" و"ويلي كاتازو" و"باتوما"، وأيضا "الواقع" التي هي أغنية منتقاة من الألبوم الناجح "الأحد في باماكو"، الذي أصدره المغني والموسيقي الفرنسي مانو كاو. وغنى الزوج المالي أيضا لجمهور موازين حصريا عناوين جديدة من ألبومهما الذي سيصدر في شهر شتنبر المقبل. وكانت أغاني أمادو وماريام، على صورتهما، إيجابية وجذابة، جعلت الجمهور يرقص طيلة السهرة، ونقلته إلى أجواء احتفالية إفريقية. وبفضل هذه الروح التواصلية والمفعمة بالحيوية، أثار الثنائي فرحا بالحياة لا يضاهى أتاح لهما أن يغزو قلب الجمهور الذي انبهر بأدائهما الجميل. وانتهز المغنيان الماليان، وهما فنانان ملتزمان يدينان في أعمالهما الحروب والنزاعات والمشاكل الاجتماعية (الفقر، البطالة، وقضية المهاجرين ...)، فرصة عرضهما على منصة موازين ليدعوا لعالم يسوده السلام والأمن. ويعد أمادو وماريام، اللذين يطلق عليها "الزوج الكفيف في مالي"، الدليل الحي على أن الإعاقة ليست قدرا ولا يمكنها أن تشكل عائقا أمام التفوق. وكان أمادو وماريام قد التقيا سنة 1975 بمعهد الشباب المكفوفين بباماكو، حيث كانا يعزفان ضمن أوركسترا "إكليبس أوركسترا"، الذي يقوده إدريسا سوماورو، واقترنا ببعضهما سنة 1980 ليبدآ مسيرتهما الفنية معا في بلدهما. وتمكن الزوج أن يفرض نفسه في الساحة الدولية على فترتين أولاهما من خلال أغنية "مون أمور، ما شيري" سنة 1998، ثم سنة 2004 من خلال ألبوم "الأحد بباماكو"، وتلاهما ألبومان أخريان. ومن خلال تخصيص منظمي مهرجان موازين منصة بورقراق ، هذا الموقع الرائع على ضفة النهر الممايز بين الرباط وسلا، للموسيقى الإفريقية يقدمون رسالة حب للقارة السمراء، الغنية بتقاليدها الموسيقية العريقة والتي تعرف امتزاجا مذهلا. يذكر بأن مهرجان موازين-إيقاعات العالم في نسخته السادسة عشرة (12-20 ماي)، المنظمة تحت رعاية الملك محمد السادس، يقدم على مدى تسعة أيام عروضا فنية متميزة لأكبر نجوم الغناء والموسيقى من المغرب ومن مختلف أصقاع العالم. *و.م.ع