( من مبعوث الوكالة نورالدين الزويني) . عاش جمهور مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة مساء أمس السبت على إيقاع الموسيقى الإفريقية مع الثنائي المالي الشهير أحمدو ومريم ، وصاحب " القيثارة الأسطورية " دجيليمادي سترينغ تيوري. وينحدر هؤلاء الفنانون الثلاثة من مدينة باماكو التي كانت إلى جانب شقيقتها كينشاسا من بين أوائل المدن الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء التي حددت معايير ثقافية وفنية إفريقية جديدة. وقد أدى الثنائي أحمدو ومريم خلال هذا الحفل الموسيقى مجموعة أغاني طبعتها إيقاعات امتزجت فيها نغمات موسيقى الروك والموسيقى المالية،في أغاني باللغة الفرنسية أو لغة البامبارا ،أثارا فيها قضايا الساعة في إفريقيا،وأغاني أخرى احتفالية،ومنها " أفريكا " و" رياليتي "،و " مغاسا "التي تحكي قصة " المغامر بدون احتياطات " أو" دجونا " التي تحكي قصة امرأة تحب الحياة والحفلات ولا تبالي بما هو دونهما ،" و"مرحبا بكم في مالي ". و"مرحبا بكم في مالي "هو كذلك عنوان آخر ألبوم غنائي للثنائي أحمدو ومريم اللذين اختيرا في 2005 لأداء نشيد " زايت ، داس سيش ووش دريد " الذي هو النشيد الرسمي " لبطولة العالم لكرة القدم في 2006 ، برفقة المغني الألماني هيبرت كرونيماير. وقد حقق غناء هذا الثنائي " معجزة " تجارية حقيقية في وقت كان فيه الغناء الإفريقى يعرف في نهاية التسعينيات تراجعا بسبب عدم وجود أصوات إفريقية صاعدة ذات صيت عالمي . ورغم إصابتهما بعاهة فقدان البصر في سن ال 13 بالنسبة لأحمدو، وفي سن الخامسة بالنسبة لمريم رفيقته في الفن والحياة ، فإن نجم هذا الثنائي المزداد ببامكو سيبدأ في الصعود في 1977 بمعهد الشباب الفاقدين للبصر ببماكو عندما قررا الغناء معا وكذا الزواج لتبدأ مسيرتهما الفنية المشتركة. وقد هاجرا إلى أبيدجان في كوت ديفوار في 1986، وهي السنة التي بدأت فيها شهرتهما،وأصبح لهما صيت على الصعيد العالمي،حيث قاما منذ ذلك بجولات قادتهما إلى مختلف أطراف إفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة مما مكنهما من توسيع آفاقهما مع الحفاظ في نفس الوقت على جذورهما الإفريقية . لقد كان حفل الأمس مع الثنائي أحمدو ومريم سفرا فنيا سبحا فيه بالجمهور في قلب إفريقيا عبر مزج متقن لموسيقى هادئة مع إيقاعات " الفانكي " التي توزع أداؤها بين عناصر الفرقة المرافقة لهما ،ولعب أحمدو دور المايسترو بقيثارته التي يعزف عليها بمهارة تحدى بها إعاقة فقدان البصر. وكان جمهور المهرجان قد تابع قبل ذلك فقرات من موسيقى البلوز من "إفريقيا بومبارا " مع المالي دجيليمادي سترينغ تيوري صاحب " القيثارة الأسطورية "،والذي كان مرفوقا بالعازفين باماكو كونكيشن ودجيلي مادي، حيث ألهب وجدان الجمهور بنقرات قيثارته في وصلات موسيقية من " المالينكي " و" البامبارا". وستكون الموسيقى الإفريقية حاضرة كذلك مساء اليوم الأحد في المهرجان بحفلين تحييهما بباب الماكينة كل من فرقة الغناء الصوفي " متينيني موليد " من زانجبار ، وفرقة " أصحاب الطبول" ببوروندي . وكان قد أقيم عشية أمس كذلك في إطار مهرجان المدينة حفل في موقع باب بوجلود أحيته كل من مجموعة عيساوة فاس بباب جلود، وأماينو، وعائشة تاشنويت. كما أقيم ليلا حفل آخر بدار التازي أحيتة مجموعة للارحوم البقالي الصوفية.