شيخ القيثارة بيبي كينغ وهو في عقده التاسع (85 سنة) عازم على مواصلة معانقة قيثارته والنقر على أوتارها ومغازلتها من أجل إبداع إيقاعات أجمل أينما حل وارتحل، ومنها موازين الرباط المنفتحة على إيقاعات العالم في دورتها التاسعة. و كان مساء الخميس الماضي جمهور مهرجان موازين إيقاعات العالم (21 إلى 29 ماي الجاري) على موعد مع هذا الفنان، الذي يصنف ضمن أفضل ثلاثة عازفي القيثارة في العالم، من خلال معزوفات من فن البلوز ذي الأصول الإفريقية، وموسيقى الآر أند بي التي تمزج بين الجاز والروك والديسكو والسول ميوزيك. وكينغ العصامي، الذي أضحى مرجعا لا يستغنى عنه في البلوز، لم يتتلمذ على يد أستاذ، وإنما تعلم العزف، كما قال في ندوة صحفية بالرباط، بوسائل تقليدية في ملك العائلة ك`»الفونوغراف»، مبرزا أن البلوز كان حاضرا باستمرار في الحفلات العائلية، وأنه كان دائم الحوار والحديث مع قيثارته. وينصح كينغ الشباب بتعلم هذا النوع من الموسيقى، والتتلمذ على يد أساتذته، دون أن يفوته التذكير بما أضحى للتقنيات الحديثة من أثر على الإبداع الموسيقي، لكن شريطة الاستماع ما أمكن لرواد هذا الفن العريق، والاطلاع على ما جد لدى كبار عازفي ومغني الجاز عبر المعمور. وبرأي شيخ القيثارة فإن الإبداع الموسيقى إما أن يكون جيدا أو رديئا، وأنه لا توجد منزلة بينهما، وأن الموسيقى الجيدة، في اعتقاده، لا ينتجها «باحث عن المجد والشهرة»، مؤكدا أن «الأسلوب هو الفنان»، وأنه من المحال أن يجود الزمان بأسماء كتلك التي خلدت اسمها في تاريخ الموسيقى العالمية مثال جيمي هاندريكس و»البيتلز» وغيرهم. وكانت وقفة كينغ عند النجم العالمي الراحل مايكل جاكسون، إشارة قوية للبصمة التي وشم بها هذا الفنان، الموسيقى الأمريكية والعالمية على حد سواء، مؤكدا أنه أبدع فأطرب، وأن موسيقاه كانت نابعة من القلب وبالتالي فقد استطاعت الوصول إلى الملايين لتمنحهم سعادة لا تتصور. وبخصوص الجولة التي يقوم بها حاليا، والتي من بين محطاتها مهرجان موازين- إيقاعات العالم، أكد بيبي كينغ أنها لن تكون الأخيرة مادام قادرا على الأداء ومعانقة قيثارته التي كانت إلى جانبه خلال هذه الندوة. وقد زار هذا الفنان «أكثر من 93 بلدا طيلة مسيرته الفنية». وبخصوص أصول موسيقى البلوز، قال إن منبعها «الألم»، مذكرا في هذا الصدد برواية «جذور» لأليكس هيلي التي نشرت لأول مرة عام 1976، وأن منبعها أيضا المزج بين الأصوات من خلال التعبير عن الألم هو البلوز في نظر بيبي كينغ. وقد بدأت قصة عشق النجم الأسطورة (بي بي كينغ)، الذي ولد في إيتا بينا، بولاية مسيسيبي، في عام 1925 للموسيقى ، وكان ينشد ألحان الغوسبل في الكنيسة ويستمع إلى أسطوانات عمته مصغيا إلى موسيقى البلوز المنسابة من أنامل عازفي البلوز بلايند ليمون جفرسون ولوني جونسون، من فرقة مسيسيبي دلتا. أصدر، منذ بداية تسجيله لموسيقاه نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، حوالي 50 ألبوما، كما تمكن بفضل غنائه بشكل ثنائي مع مجموعات غنائية من قبيل فرقة «يوتو» أو المغني إيريك كلابتون من اكتساب شعبية واسعة.