إعداد: عبد الله البشوراي وكوثر كريفي- في قمة تألقه وأوج عطائه، ما زال رائد الروك اللاتيني وملك القيثارة الكهربائية الفنان العالمي كارلوس سانتانا "يعتبر نفسه تلميذا"، وهو الذي يمتع الملايين يوميا بكتل الأحاسيس التي تنبعث من قيثارته، "يغني للجميع محتفيا بالسلام والحب والتسامح"، ويجرب كل الإيقاعات بحثا عن "المشترك بين موسيقى مختلف الشعوب". وبتواضع النجوم الكبار، قال سانتانا، خلال ندوة صحفية احتضنتها مدينة الصخيرات قبيل الحفل الذي سيجمعه مساء اليوم الجمعة بالجمهور المغربي على منصة حي السويسي في إطار مشاركته، والذي وصفته وسائل الإعلام ب" الحفل الحدث"، في مهرجان موازين - إيقاعات العالم في نسخته التاسعة، إن أصابعه وهي تنقر على أوتار قيثارته، هي "لغته التي يتواصل بها مع العالم". ومن خلال هذه القيثارة يسعى لتعزيز قيم السلام والتسامح واحترام الأديان والثقافات، مشددا أن السياسة لا تعني له أي شيء، خاصة بعد أن وقف على أن ما يقوم به الفنانون في توحيد الشعوب يعجز عنه السياسيون أحيانا. وشبه سانتانا العزف على القيثارة ب"المرأة الغامضة التي يتغير مزاجها كالمناخ"، مضيفا أنه من الصعب التكهن بوقع هذه الآلة العجيبة على الجمهور تماما كالمرأة التي يصعب التنبؤ بمشاعرها، أو التحكم في أحاسيسها لذلك يجب التعامل معها بالصدق والحضور الوجداني، فالموسيقى أيضا "ترسخ المساواة بين الرجل والمرأة". وقال سانتانا، إن إبداعه يهدف بالدرجة الأولى إلى "لمس القلب"، كما عباقرة القيثارة العالميين بي بي كينغ وبوب مارلي، مشيرا إلى أنه لا يعتبر نفسه أستاذا في الموسيقى، بل "تلميذا"، فبالرغم من مشواره الطويل ما زال سانتانا يشعر بأنه "ذلك الطفل البريء والحيوي". وأعرب عن أسفه لكون بعض الناس فقدوا الثقة في أنفسهم، وفي قدراتهم على العطاء كبشر، موضحا أنه يسعى من خلال موسيقاه إلى تذكيرهم بروعتهم وبقيمتهم وبإمكانياتهم غير المحدودة والتعبير عن أنفسهم. وقال كارلوس سانتانا، الذي يستلهم موسيقاه من الإيقاعات الكوبية الإفريقية، إنه يغني للحب كحقيقة مطلقة ويؤمن بالحب الذي يخلق المعجزات وبالانسجام الذي يخاطب القلوب. وفي السياق ذاته، قال أن ما تروج له القنوات الإخبارية الكبرى "أوهام" تعبر عن لخوف والعنف، والحب في رأيه "أقوى من الخوف"، لهذا يحب العزف في "البلدان التي تحترم فيها حقوق المرأة كالمغرب" وعندما يغني فهو "يحتفل بالعالم". يشار إلى أنه سبق لكارلوس سانتانا أن زار المغرب، ويعد من بين أبرز عشاق موسيقى كناوة إلى درجة أنه يستعين بالعديد من الإكسسوارات الكناوية في لباسه، كما سبق له إصدار قطعة موسيقية تحمل عنوان "أل موروكو". وتحدث سانتانا أيضا، خلال هذه الندوة، عن رواد الموسيقى الغربية منهم بي بي كينغ، الذي وصفه ب"الحوت الكبير والمايسترو"، وعن بوب ديلان، "الذي غنى لجميع الأجيال ومن الفنانين الذين غيروا البيتلز"، كما أعرب عن أسفه لعدم تعامله مع مايكل جاكسون الذي صنفه ضمن خانة "النجوم الكبار الذين لهم شعبية حتى لدى الأطفال". يعد كارلوس سانتانا، الذي ازداد بالمكسيك سنة 1947، من أبرز عازفي القيثارة العالميين وهو موسيقي ومغني، تعاون مع العديد من الفنانين العالميين من أبرزهم جون لي هوكر وشاكيرا. وأصبح سانتانا، الذي حصل على العديد من الجوائز، منذ سنة 1969 واحدا من أشهر الفنانين المدرجين ضمن خانة "موسيقى العالم". ويقوم بالمزج بين إيقاعات السالسا والبلوز والروك والريغي والآر أند بي والراب.