تواصل الدورة التاسعة لمهرجان موازين - إيقاعات العالم بث خطابها الجمالي بصوت وقيثارة الفنان المكسيكي كارلوس سانتانا،الذي حاور مساء أمس الجمعة على منصة السويسي بالرباط آلته الموسيقية منضافا بذلك إلى كوكبة من الجواهر الفنية التي تزين عقد هذا المهرجان. غازل كارلوس سانتانا أمام آلاف من الجماهير،التي فاقت كل التوقعات،كل المقامات الموسيقية العالمية (السالسا،الريغي،البلوز...) بالإحساس المرهف المعروف به فحلق بالمتلقي والمستمع،من جميع الأجيال. غزل سانتانا للقيثارة نابع من صدق الأحاسيس،فترنمت هذه القيثارة بتراتيل العشق ونفذت الإيقاعات إلى القلوب مؤكدا بذلك المقولة التي أكد عليها أمس خلال ندوة صحفية بأن هدفه من الغناء والعزف هو "ملامسة القلوب". وبالفعل كانت القيثارة،خلال هذا الحفل هي النجم،وتوهجت الإيقاعات السبعينية بصوت سانتانا وهو يؤدي "ما ريا ماريا" و"جينكو" و" أويي كوما فا" و"سموث" و"كوراسون إسبينادو" كامتداد للعصر الذهبي لموسيقى الروك. وقد لامس سانتانا أوتار القلوب،فأضفى أداؤه على أمسية أمس،في أجواء صيفية رائعة،طراوة وعذوبة. وكان سانتانا أكد،خلال ندوة صحفية احتضنتها مدينة الصخيرات أمس ،أن أصابعه وهي تنقر على قيثارته هي "لغته التي يتواصل بها مع العالم". وقال أيضا إنه يسعى لتعزيز قيم السلام والتسامح واحترام الأديان والثقافات،مشددا على أن السياسة لا تعني له أي شيء،خاصة بعد أن وقف على أن ما يقوم به الفنانون في توحيد الشعوب يعجز عنه السياسيون أحيانا. وشبه سانتانا العزف على القيثارة ب"المرأة الغامضة التي يتغير مزاجها كالمناخ"،مضيفا أنه من الصعب التكهن بوقع هذه الآلة العجيبة على الجمهور تماما كالمرأة التي يصعب التنبؤ بمشاعرها،أو التحكم في أحاسيسها لذلك يجب التعامل معها بالصدق والحضور الوجداني،فالموسيقى أيضا "ترسخ المساواة بين الرجل والمرأة". وأعرب عن أسفه لكون بعض الناس فقدوا الثقة في أنفسهم،وفي قدراتهم على العطاء كبشر،موضحا أنه يسعى من خلال موسيقاه إلى تذكيرهم بروعتهم وبقيمتهم وبإمكانياتهم غير المحدودة والتعبير عن أنفسهم. يشار إلى أنه سبق لكارلوس سانتانا أن زار المغرب،ويعد من بين أبرز عشاق موسيقى كناوة إلى درجة أنه يستعين بالعديد من الإكسسوارات الكناوية في لباسه،كما سبق له إصدار قطعة موسيقية تحمل عنوان "أل موروكو".