بعد السهرة التي أحياها، يوم أمس، الفنان مارسيل خليفة وفرقة الميادين، يلتقي جمهور أصيلة، ابتداء من يومه الاثنين، مع مجموعة من العروض الموسيقية والغنائية، حيث ستحيي عازفة البيانو الفنانة النمساوية شارلوت بومكارتنر حفلا موسيقيا بمكتبة الأمير بندر بن سلطان، وبقصر الثقافة تقدم، يوم غد الثلاثاء، مجموعة كابول من أفغانستان أمسية غنائية، كما ستحيي فرقة الجمعية المغربية للموسيقى الأندلسية والروحية، الأربعاء القادم، حفلا موسيقيا بمكتبة الأمير بندر بن سلطان، يصب في خانة التعريف بالتراث الأندلسي وتقريبه من شرائح اجتماعية مختلفة. ومن السنغال، يحضر الفنان الكبير فيومان في والفنانة السنغالية الشهيرة صودا توري عن مجموعة مان طنور باند، حيث ستقدم حفلا في كل من مكتبة الأمير بندر، الجمعة 14 والسبت 15 غشت بساحة عبد الله كنون «القمرة». ومن المغرب، سيكون موعد الجمهور مع الفنان محمد الغاوي ومريم بنعمير وأنوار حمدان رفقة جوق الهلال التطواني وذلك يوم الأحد 16 غشت الجاري بالمكتبة سالفة الذكر، كما ستحيي الفنانة سميرة القادري بقصر الثقافة، يوم الاثنين القادم، أمسية فنية تقدم من خلالها قطعا موسيقية عربيةأندلسية باللا دينو، قصائد شعبية روائية سفاردية وبالإسبانية العتيقة ستغني قصائد الكانتيغا، إضافة إلى أغاني الشعراء الجوالين. وسيختتم هدا الكشكول الفني يوم الثلاثاء 18 غشت بحضرة صوفية تحييها مجموعة ارحوم البقالي للحضرة الشفشاونية، وهي أول فرقة فنية نسائية للفن الصوفي بالمغرب تم تأسيسها سنة 2004 (أخوات الفن الأصيل)، ودأبت على تلقين فن الحضرة الشفشاونية والمديح والسماع لأكبر عدد من الفتيات بالمدينة، وجاء هدا التأسيس بعد فترة من البحث والاجتهاد في هذا الميدان وفي هذا النمط الذي كان محتكرا من لدن الرجال. ويذكر أن برنامج العروض الموسيقية والغنائية لموسم أصيلة الحالي كان قد افتتح بأمسية للمغنية وعازفة القيثارة المكسيكية سيلفيا ماريا، إذ شكل هذا الحفل، الذي نظم بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، مناسبة للجمهور للافتتان بمعزوفات وأغان من التراث المكسيكي العريق، أدتها هذه الفنانة المتحدرة من إقليم أوكوتلان دو موراليس بمقاطعة أوخاهاكا المكسيكية. ووحدهما الموسيقى المنبعثة من القيثارة والصوت الرخيم والقوي لسيلفيا ماريا التي ترتدي زيا تقليديا، سحرا الجمهور المتحلق بشكل حميمي حول نافورة ببهو المركز المضاء بأنوار خافتة، والذي تتعالى تصفيقاته من حين إلى آخر بشكل عفوي. وكانت سيلفيا ماريا قد تعلمت العزف على القيثارة منذ صباها الباكر واهتمت بصقل صوتها وموهبتها الغنائية بفضل وسطها العائلي (شقيقها وعمتها). وأوضحت سيلفيا ماريا، التي أحيت حفلات بالولايات المتحدة وكندا وأمريكا اللاتينية وأوربا، أنها تسعى من خلال موسيقاها إلى تمرير خطابات السلام والتسامح، مضيفة أنه يمكن للشباب القيام بدور مهم في نشر ثقافة السلام. ومن ضمن الحفلات التي استقطبت أعدادا من الجمهور نذكر الحفل الساهر للفلامنكو الذي أحيته، الاثنين الماضي بأصيلة، الفنانة الإسبانية خيما كاباييرو وفرقتها، والذي تابعه جمهور غفير من عشاق هذا الفن الأندلسي الأصيل. وكانت خيما كاباييرو، المزدادة بغرناطة عام 1978، قد شاركت ابتداء من 1995 إلى جانب فنانين كبار من أمثال إستريلا مورونتي وماريا هيريديا وتستقل في ما بعد بفرقتها الخاصة مع التعاون مع مجموعات روسيو مولينا في حفل أورو فييخو (ذهب عتيق)، وماربو مايا في حفل ديالوغو أمارغو (حوار مر)، وأنطونيو ماركيز في حفلي (زواج فلامنكو) و(حياة قصيرة) وغيرها. كما شاركت خيما كاباييرو في عدة لقاءات ومهرجانات للموسيقى وغناء الفلامنكو بإسبانيا وفرنسا، من قبيل مهرجان الفلامنكو الأول «أصوات النساء»، والمهرجان الثالث لبادالونا (كاتالونيا)، وبينالي الفلامنكو بمالقة، ومهرجان الموسيقى والرقص بغرناطة، وبينيا فلامنكو الرحل بإشبيلية. وشكل فن (الفادو فاديستا) كانت قد أحيته الفنانة البرتغالية راكيل تافاريس يوم الثلاثاء الماضي حفلا استثنائيا. فعلى إيقاعات القيثارة البرتغالية والتصفيقات، رقصت راكيل تافاريس، وأدت أغاني مرحة وأخرى حزينة مستقاة من المعيش اليومي من مثل حكاية طفل يشتغل بائعا للجرائد ويحكي لأمه في المساء معاناته وكيفية قضائه ليومه. كما غنت تافاريس من شعر ليناردو باربوزا مقطوعات عما يرى ويحس ويلمس وعن قصص واقعية. وتقيم الفنانة البرتغالية التي يرافقها ثلاثة عازفين، في قلب ألفاما، وهو حي (بايرو) عتيق بلشبونة، وفي أزقته الضيقة تشبعت بالفادو، وعلى بعد أمتار من بيتها كانت تؤدي وصلات يومية في بيت للفادو منذ صباها الباكر.