أهدى الفنان مارسيل خليفة أمسيته الغنائية الثانية في دمشق ليلة أول أمس الأحد إلى أهالي وشهداء غزة وذلك في الحفل الذي أقامته الأمانة العامة لدمشق عاصمة للثقافة العربية في صالة الفيحاء الرياضية والذي حمل عنوان "ونحن نحب الحياة" حيث غصت الصالة بعشرة آلاف من عشاق الأغنية التي رفع خليفة رايتها منذ سبعينيات القرن الفائت ومن مختلف مشارب وشرائح المجتمع السوري. بدأ مارسيل أمسيته الثانية بأغنية "يامحمد "وهي عن استشهاد الطفل الفلسطيني " محمد الدره " الذي قتلته قوات الاحتلال الإسرائيلي بحضن والده .. ثم غنى موشح أمر باسمك إذ أخلو إلى نفسي كما يمر دمشقيٌ بأندلس الأغنية التي صاغها خليفة من قصيدة لرفيق دربه الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش والتي جاءت حفلات مارسيل في المحافظات السورية حمص وحلب واللاذقية تحية إلى روحه ليتبعها خليفة بأغنية جديدة من أشعار درويش التي غناها مؤخراً في موكب تشييعه في العاصمة الأردنية عمان. وخلال أدائه قصيدة يطير الحمام يحط الحمام طلب مارسيل من الجمهور أن يتدرب معه على اللحن الجديد ولم يتوان عن مداعبة الجمهور أثناء أدائه لمذهب الأغنية حيث قال لهم ممازحاً غنوا غنوا ولا تستحوا عندها تصاعدت الأصوات في الصالة ليعود خليفة ويرمي كلمتين بين المزاح والجد عندما كرر طلبه بالغناء للجالسين في الصفوف الأمامية أيضاً بإشارة ذكية منه أن أصحاب المقاعد الأمامية يخجلون أكثر من غيرهم وهم أكثر حرصاً على رسميتهم غير المبررة في حالة الغناء الجماعي. قدم بعدها خليفة رفيقة دربه الغنائي الفنانة أميمة خليل التي غنت قصيدة "تكبر تكبر"التي اعتاد مارسيل أن يسمعها دون موسيقى وبصوت أميمة فقط . كما قدم أغنيات جديدة في حفل دمشق منها..قصيدة ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا لمحمود درويش والتي افتتحها خليفة بطلب إلى الجمهور.. ان اسمعوا موسيقى الحب حيث شاركه فيها ابنه رامي على البيانو بمقدمة موسيقية لهذه القصيدة. ليغني بعدها أغنيته المحبوبة بين ريتا وعيوني بندقية التي بدأها مرسيل بتوجيه صغير للجمهور الذي ما انفك يغني معه هذه أغنية حب..لنغنيها بهدوء وإحساس أكثر ليعود هتاف الجمهورمارسيل..مارسيل . وعندما تعالى الهتاف في الصالة عانق خليفة آلة العود ثم قال ..لنرحب مجدداً بأميمة التي غنت عصفور طل من الشباك بعد أن ردد الجمهور كامل الأغنية موقفاً موسيقى الميادين وليتابع مرسيل حواره مع الجمهور السوري قائلاً عندما لحنت هذه الأغنية كنت ألحنها للأطفال لكن يبدو أنها أيضاً للكبار" ولم ينس أن يهديها إلى كل السجناء في السجون الإسرائيلية.وكذلك الى كل السجناء في السجون العربية .. أعقب ذلك تقديمه لأغنية فكرت يوماً بالرحيل التي لحنها عن قصيدة تعاليم حورية التي كتبها محمود درويش لأمه، وشارك مارسيل بغنائها الفنانة يولا كرياكوس ليهدأ الجمهور ويسمع بهدوء هذه الأغنية التي لحنها خليفة بحساسية عالية فاكتفى بعض الشباب والشابات بإشعال الشموع والتلويح بها بالإضافة لحملهم الرايات والأعلام . قدم بعدها خليفة أغنيته جواز السفر التي بدأها بإلقاء مقطع منها كل قلوب الناس جنسيتي، فلتسقطوا عني جواز السفر وليقدم نجل خليفة الأكبر الفنان رامي خليفة الذي درس الموسيقى في نيويورك مقطعاً من الجاز على البيانو بمشاركة أخيه الصغير بشار على الإيقاع، بينما اكتفى مارسيل بمرافقتهما على العود مسك الأكور للأغنية. كما قدم خليفة أغنية جديدة بتلحينه لقصيدة طوق الحمامة الدمشقي التي كتبها محمود درويش لدمشق في ديوانه سرير الغريبة واختار مارسيل أن يلحنها على غرار موشح قدك المياس يا عمري وبرفقة عازف البزق محمد عثمان وعازفي الكلارينيت كنان العظمة واسماعيل رجب. وليختم بأغنية "البحرية" التي شاركه فيها عازف الناي السوري مسلم رحال وليقول مارسيل مجددا الليلي الحفلة للصبح وعندها دوى التصفيق في الصالة ووقف الجمهور يردد بصوت واحد معه مقاطعها , والتي أفردت لكل عازف مساحة من العزف الحر والارتجال ، وما إن انتهت الفرقة حتى عادت عاصفة من التصفيق لإعادة الفرقة إلى المسرح، وبالنداء مارسيل..مارسيل.