عقدت مساء أول أمس الثلاثاء مؤسسة روح فاس بأحد فنادق الدارالبيضاء ندوة صحفية، قدمت من خلالها برنامجها الثقافي السنوي، الذي يتشكل من مجموعة مهرجانات، وضمنه مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية، حيث تم تسليط الضوء على مجمل محاور الدورة الخامسة عشرة التي ستنعقد من29 مايو إلى6 يونيو. سيرت الندوة فاطمة الصادقي، التي أبرزت في مستهل كلمتها أهم معالم المؤسسة وبرنامجها الثقافي الذي يقوم على مجموعة من المهرجانات والمنتديات الهادفة الى التعريف بمدينة فاس وبأهم ما تملك، أي رصيدها الثقافي. وبعد إبرازها للدلالة الرمزية لهذه الدورة «شجرة الحياة» الموجودة في مختلف الديانات والثقافات، وتقديم محاور الندوة، أعطت الصادقي الكلمة للمدير الفني لمهرجان الموسيقى الروحية الذي قدم الفضاءات الرمزية لمدينة فاس التي ستحتضن الأمسيات الغنائية والموسيقية والليالي الصوفية وأهم المدعوين وعلى رأسهم الفنان مارسيل خليفة وفرقة الميادين حيث ستفتتح المهرجان بسهرة ذات دلالة رمزية كبيرة إحياء لذكرى محمود درويش، هذا الصوت الشعري العربي العظيم رمز العدالة وحرية الشعوب، يقول مدير المهرجان . وتتميز هذه الدورة بحضور ألوان موسيقية وأصوات غنائية متنوعة، نذكر من بينها الفنانة الكندية لورينا ماك كنيت، وهي مطربة وعازفة بيان وعازفة آلة الهارب، وألبوماتها عبارة عن مفكرات سفر ودعوات لمتاهات روحية تغرف من إرث الثقافة السلتية. كما يستضيف المهرجان مجموعة رازبان من كردستان إيران من أهل الحق الصوفية حيث تلعب الموسيقى دورا أساسيا في الورع الديني، وهناك طبعا سامي يوسف المعروف عالميا . ونذكر كذلك ان من اهم المجموعات التي أشار إليها المدير الفني مجموعة «اليما» ( سويسرا) وهي متكونة من مغنين وعازفين متخصصين في الموسيقى اللاتينية لعصر النهضة والحقبة الباروكية، كما أنها اشتهرت عالميا بأدائها للمعزوفات الايطالية للقرن السابع عشر . ومن أقوى المشاركات أيضا نجد الجوقة الغنائية للمعهد العالي في دمشق، إلى جانب أوركسترا شباب المتوسط من –بروفانس – الكوت دازور ومجموعة من الجوق الملكي السيمفوني ستقدم تراتيل دينية من إنجيل يوحنا، نص وتأليف عابد عزرية. من أمريكا يلتقي الجمهور مع مروي رايت التي تغني «الوسبيل» الذي ينحدر من أناشيد الأفارقة المرحلين ويعني «الوسبيل» كلام الرب. هذه فقط عينة من الأسماء التي ذكرت بها الندوة أو جاءت في «الكاتالوغ ». وبالموازاة مع مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية، يساهم «المهرجان داخل المدينة» في الأنشطة الثقافية لمدينة فاس باستحضار بعض الأسماء والأنشطة التي يحتضنها باب المكينة (مابين 4000 و5000 متفرج) إلى ساحة بجلود حوالي 30000 متفرج، وقد تمت دعوة مجموعة من الفنانين المحليين والوطنيين ضمنها فرق شبابية في الراب والفيزيون والأغنية الشعبية . المحور الفكري المعنون ب«لقاءات فاس «قدمت خطوطه العريضة نادية بن جلون، مديرة المؤسسة. وفي هذا السياق تقول نادية إن لقاءات فاس دأبت على مناقشة قضايا الساعة وتم اختيار «الحياة مابين التدنيس والتقديس» كعنوان لهذه الدورة. وتضيف «بقدر ما يتميز عصرنا هذا بتقدم علمي مدهش يتميز كذلك بانجذاب قوي نحو المقدس من أجل إعطاء معنى لحياته. وسعى الإنسان الما بعد حداثي إلى الاختيار والتوفيق ما بين هذا وذاك حهى يجد توازنا ما بين المادية و الروحانية تطرح هذه الجدلية أسئلة أساسية سيلتق حولها مفكرون ومثقفون. واختتمت الندوة بكلمة لرئيس المؤسسة محمد قباج الذي استعرض أهداف المؤسسة».