يشارك الفنان السعودي محمد عبده في الدورة الرابعة عشر لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة, التي ستنظم من 6 الى 14 يونيو المقبل . "" ويحضر محمد عبده الملقب بفنان العرب في أنشودات حجازية مع أوركسترا المغربي عبد الرحيم منتصر, الذي اعتاد العمل إلى جانب فنان العرب في العديد من التظاهرات العربية, إلى جانب عمله مع أسماء وازنة في ساحة الغناء العربي أمثال الراحل طلال المداح, الذي كان عبد الرحيم منتصر, أول من لمسه, قبل أن يفارق الحياة, بعد سقوطه سنة 2001 على مسرح "مفتاحة" بالسعودية خلال حفل له في مهرجان أبها, وكذا الفنان الجزائري رابح درياسة. ستشارك في هذه الدورة أيضا, غادة شبير من لبنان في أناشيد من كنائس الشرقية المسيحية ومجموعة الكندي مع الشيخ حمزة شكور, ومنشدي المسجد الأموي الكبير من دمشق والفرقة البيزنطية "أناشيد يونانية", إلى جانب العديد من العازفين والمنشدين والطرق الصوفية. وكانت المديرة العامة لمؤسسة "روح فاس" فاطمة صديقي, أوضحت خلال ندوة صحافية خصصت لتقديم البرنامج الفني للمهرجان, أن دورة 2008 تقدم الجديد من أجل المساهمة في التنمية الثقافية لمدينة فاس, التي تستعد للاحتفال بمرور 1200 سنة على تأسيسها. ويربط بعض المهتمين بين شهرةَ فاس دوليا، ومهرجان فاس للموسيقى العريقة, الذي تشرف على تنظيمه مؤسسة "روح فاس" ، إذ جعل منها المهرجان مدينة الصداقة والتعايش بين المسلمين والمسيحيين واليهود، لأنه استطاع استقطاب مفكرين من ديانات ومشارب مختلفة للنقاش في مواضيع ندوات "لقاءات فاس"، التي ولدت من رحم المهرجان، وسعت إلى تكريس الحوار بين الأديان. يشار إلى أن مهرجان فاس للموسيقى العريقة، ولقاءات فاس, التي أنشئت على التوالي في 1994 و 2001, عرفت نجاحا متزايدا. وبفضلهما اعتبرت هيئة الأممالمتحدة مهرجان فاس سنة 2001 من أهم التظاهرات التي ساهمت في ترسيخ حوار الحضارات بشكل ملحوظ . وبموازاة مع المهرجان تشكلت شبكة دولية مختصة في تقديم الدعم والقيام بدور الوسيط. كما تأسست في الولاياتالمتحدة الأميركية منظمة تحمل اسم " رسالة فاس " وهي تقدم في كل سنتين برنامج المهرجان وندوة فاس عبر عشرين مدينة أميركية. انتشار " رسالة فاس " من خلال هذه التظاهرات, ينطلق من فاس في اتجاه كل أرجاء العالم. كما عبرت العديد من المدن العالمية عن رغبتها في القيام بالمهمة نفسها التي ينهض بها مهرجان فاس ومنتداه, في إيصال تلك الرسالة النبيلة المتمثلة في حوار القيم الروحية من خلال الموسيقى، وخلق ثقافة سلمية مدعومة بعولمة متعددة تحترم كل القيم الأخلاقية والروحية.