استوحت "مؤسسة روح فاس" من الفيلسوف، والمسافر الكبير، ابن عربي، شعار الدورة السادسة عشرة من مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية، التي ستنظم في فاس من 4 إلى 12 يونيو المقبلالدويري والقباج والعزوزي في الندوة الصحفية للمهرجان (سوري) وهو "مدارج الكمال في تزكية النفس"، غير البعيد عن تيمة السفر، موضوعا للقاءات الفكرية المصاحبة للمهرجان هذه السنة، الذي يعكس مبادئ التسامح، واحترام الآخر، التي يكرسها المهرجان منذ إحداثه، كما يذكر بأن فاس كانت، على الدوام، مرحلة مهمة في سفر الروح لعدد كبير من المفكرين من أمثال ابن رشد، وابن ميمون، وابن عربي، وابن خلدون، وابن بطوطة، وغيرهم. استهل اللقاء الصحفي، الذي نظمته "مؤسسة روح فاس"، مساء الجمعة الماضي، بالمكتبة الوطنية بالرباط، بوصلات غنائية مشرقية، أعلنت عن مشاركة المطرب السوري، صباح فخري، من جديد، في المهرحان رفقة أربعة أصوات حلبية، للشيخ حبوش، ومصطفى هلال، وأحمد أزرق، وصفوان عبيد، لأن الفنان السوري، كما صرح المنظمون، يرغب في أن يكون حفله بفاس متميزا وتتويجا لمساره الفني. وحضر اللقاء محمد القباج، رئيس المهرحان، وعبد الحق العزوزي، المدير العام الجديد للمهرحان، وألان ويبر، المدير الفني الجديد للمهرجان، ومحمد الدويري، رئيس جهة فاس بولمان. وقال العزوزي، المدير الرابع لمهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية، بعد فوزي الصقلي، ونعيمة لهبيل، وفاطمة صديقي، إن "المهرجان ليس ملكا لمدينة فاس، بل هو تراث وطني، وحدث بارز للموسيقى العالمية بضفتي البحر الأبيض المتوسط، وفضاء متميز للتسامح وفهم الآخر، من خلال الاكتشافات الفنية والثقافية الجديدة، ما جعل الأممالمتحدة تعتبره من بين التظاهرات السبع، الأكثر تثبيتا للسلم والأمان في العالم". وأبرز المنظمون أن هذه الدورة تقترح برنامجا غنيا ومتنوعا من الثقافات العالمية، من خلال الموسيقى، ونقاشات وندوات، ستجري من 5 إلى 9 يونيو المقبل في إطار "لقاءات فاس"، حول موضوع "مدارج الكمال في تزكية النفس: من اللغز إلى الكشف"، الموزع إلى خمسة محاور، هي السفر الداخلي، والسفر في الكتب المقدسة، والحج، والمنفى، ثم السفر الأسطوري. وأوضحوا أن الراغبين في شراء تذاكر حفلات المهرجان، التي يتراوح ثمنها بين 300 درهم للصنف ب، و500 درهم للصنف أ، وألفين و600 درهم للتسعيرة الإجمالية للمهرحان صنف أ، و3 آلاف درهم للتسعيرة الإجمالية للمهرجان وللقاءات فاس، يمكن لهم ذلك عبر الموقع الإلكتروني للمهرجان، وأشاروا إلى أن هذه العملية، الأولى من نوعها بالمغرب، ستجري من خلال نظام محم ومؤمن. وسيكون الجمهور على موعد مع تعبيرات عريقة للفنون التقليدية، من خلال راقصات الباليه الملكي الكمبودي، و"أبناء الكوتيبياس"، من الهند، والطقوس الصوفية لزانجيبار، والكوسبيل الأميركي، الذي يعود، هذا العام، بقوة، مع بين هاربر، الذي يحضر لأول مرة إلى المغرب، وسيستا كي، وبلاند بويز، من ألباما، الذين سيختتمون فعاليات المهرجان. كما سيحضر المخرجان، لأول مرة، أيضا، العازف المغربي، أحمد الصياد، ومجموعة "أكروش نوط"، الفرنسية، من خلال أشعار صوفية للحلاج تحت عنوان : أشعار محظورة. ويحتفي مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية بالقدس، مدينة الديانات الثلاث، برفقة الفنان جوردي سافال، في وصلات لاكتشاف الموسيقى اليهودية القديمة لبغداد. وبخصوص إبداع شعوب الجبال والبحار والصحاري، يقترح سفرا فنيا في فيافي منغوليا مع إبي، وفي سفوح الأناضول، مع كولاي هاسر طرك، وفي ضفاف نهر النيل، مع مجموعة الموسيقيين من النيل، ورقصة صوفية من الأقصر. ومن الشرق، يحضر شهرام ناظري، رمز الغناء الكلاسيكي الفارسي من إيران، والأصوات الكبرى لحلب، المجتمعة حول صباح فخري، وظافر يوسف، صاحب التجربة الجديدة في الغناء الصوفي بتونس. وستنظم الحفلات الرئيسية في باب الماكينة، ومتحف البطحاء. أما سهرات المهرجان في المدينة، التي ستشارك فيها مجموعة من الفرق الشعبية المغربية، والفرق الصوفية، إلى جانب أسماء الجابري، وحاتم عمور، فستنظم في ساحة بوجلود، وآيت سقاطو، ودار التازي، فيما سيعرف مركبا القدس والحرية أنشطة بيداغوجية، وورشات فنية، لفائدة أطفال في ظروف صعبة.