تنظم مؤسسة روح فاس في الفترة من 4 إلى 12 يونيو المقبل الدورة 16 لمهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية تحت شعار : "مدارج الكمال في تزكية النفس"،التي تقترح هذه السنة برنامجا غنيا ومتنوعا ينهل من مختلف الثقافات العالمية. وأبرز المنظمون،في لقاء صحفي اليوم الجمعة بالرباط ،أن الموضوع الذي وقع عليه الاختيار في هذه الدورة يعكس مبادئ التسامح واحترام الآخر التي يكرسها المهرجان منذ إحداثه،كما أنه يذكر بأن مدينة فاس كانت على الدوام مرحلة مهمة في سفر الروح لعدد كبير من المفكرين من أمثال ابن رشد وابن ميمون وابن عربي وابن خلدون وابن بطوطة وغيرهم. وأوضحوا أن هذه الدورة تقترح برنامجا غنيا لكل الثقافات العالمية من خلال الموسيقى وأيضا من خلال النقاشات والندوات التي ستجري من 5 إلى 9 يونيو القادم في إطار "لقاءات فاس". كما يشتمل برنامج الدورة ال 16 للمهرجان،الذي يشكل رحلة عبر الموسيقى لاكتشاف الحضارات الكبرى لآسيا وإفريقيا والشرق والغرب،على أنشطة موازية مختلفة،من معارض وأمسيات صوفية وبرمجة متنوعة من الحفلات في إطار مهرجان المدينة. وبما أن الفنون التقليدية كانت دائما تراثا إنسانيا واستمرار للإبداع والجمال،سيكون الجمهور على موعد مع تعبيرات عريقة لهذا النوع من الفنون،من خلال راقصات الباليه الملكي الكمبودي وأبناء الكوتيبياس المنتمين إلى الهند والطقوس الصوفية لزانجيبار. ويقترح المهرجان بخصوص إبداع شعوب الجبال والبحار والصحاري،سفرا فنيا في فيافي منغوليا وسفوح الأناضول. ويحتفي مهرجان فاس للموسيقى الروحية أيضا بالقدس مدينة الديانات الثلاث برفقة الفنان جوردي سافال،في وصلات لاكتشاف الموسيقى اليهودية القديمة لبغداد. ومن الشرق،يحضر شهرام ناظري رمز الغناء الكلاسيكي الفارسي والأصوات الكبرى لحلب المجتمعة حول صباح فخري وظافر يوسف صاحب التجربة الجديدة في الغناء الصوفي. وسيستمتع عشاق هذا النوع من الموسيقى على مدى عشرة أيام،بإبداعات عدد من الفنانين المغاربة والأجانب بموقعي باب الماكينة ومتحف البطحاء. من جهة أخرى ستتمحور لقاءات فاس خلال هذه الدورة حول موضوع "سفر الروح: من اللغز إلى الكشف"،بمشاركة مفكرين ذوي صيت عالمي يناقشون مسائل السفر الداخلي،السفر في الكتب المقدسة،الحج،الهجرة و السفر الأسطوري.