تعيش مدينة فاس ابتداء من اليوم (الجمعة) وحتى السادس من يونيو المقبل على وقع فعاليات مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية، فى دورته الخامسة عشرة ، بمختلف فضاءات المدينة التاريخية، تحت شعار (شجرة الحياة). "" وقال رئيس مؤسسة (روح فاس) التي تنظم المهرجان محمد القباج إن المؤسسة تسعى إلى تنمية مدينة فاس من خلال نشر الثقافة، وتلميع صورة المدينة، وتوسيع دائرة إشعاعها الفني والثقافي والتاريخي، والانفتاح على بقية حضارات العالمية الأخرى. وأضاف القباج أن مهمة مؤسسة "روح فاس" أصبحت ممكنة من خلال تضافرالجهود بين كافة الفاعلين الثقافيين والاقتصاديين لتنمية وتعزيز الحياة الثقافية لمدينة فاس، وما تحمله من ثراء تاريخي وتنوع تراثي، مشيرا إلى أن هذا الموعد الفني والثقافي يظل وفيا لروح التقريب بين الشعوب والديانات من خلال لغة الموسيقى الروحية والحوار الثقافي. من جهتها قالت المديرة العامة لمؤسسة "روح فاس"، مديرة هذه التظاهرة إن دورة 2009 لمهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية، تشكل امتدادا للدورات السابقة مع الحرص على التجديد والابتكار وتجنب الوقوع في الرتابة، وأشارت إلى أن هذه التظاهرة السنوية تلعب دورا رئيسيا في تنشيط الحقل الثقافي المحلي والعربي والدولي، مضيفة أن المنظمين وضعوا خلال هذه الدورة برامج غنية ومتنوعة تنسجم مع روح المهرجان. وأوضحت الصديقي أن اختيار موضوع "شجرة الحياة"، يشير إلى أن المهرجان يكتسب سنة بعد أخرى المزيد من النضج والجودة، فهو مستمر في التجديد والابتكار، لكنه يبقى دوما وفيا لرسالته الهادفة إلى تقارب الشعوب والديانات عبر المقدس، مشيرة إلى أن رسالة المهرجان موجهة للجميع، لأن الموسيقى الروحية وما تثيره من قضايا وأفكار لا تنتمي إلى حقبة أو ديانة معينة. من جهته قال المدير الفني للمهرجان جيرار كورديون، إن الدورة 15لن تحيد عن قاعدة المهرجان، لتعزز مكانة فاس كقبلة يقصدها هواة الموسيقى الروحية من كل الآفاق غير مكترثين بالحدود الدينية والإديولوجية. وأضاف أن البرنامج الفني للتظاهرة يحمل جديدا من أقوى لحظاته حفلالافتتاح "الاستثنائي" الذي سيحييه الفنان اللبناني مارسيل خليفة وفرقة الميادين مع أميمة الخليل، تكريما لذكرى الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وتضامنا مع القضية الفلسطينية. كما سيجري خلال هذه الدورة تقديم إبداعين فنيين، الأول، بعنوان "أوتار وأرواح" لعازف كمان الجاز الشهير، الفرنسي ديديي لوك وود، يلتقي فيه مع المطربة المغربية إحسان الرميقي، والثاني بعنوان "ميلوسأناشيد من المتوسط"، حيث تتقاطع طبول الفنان الإيراني، كيفان شيميراني، مع أغان من اليونان والمغرب وإسبانيا. وسيكون الجمهور على موعد مع مجموعة من الفنانين أمثال سامي يوسف،الذي يعتبر من بين الأصوات التي ترتقي إلى قمة الغناء في العالم العربي بأغانيه المفعمة بالإيمان، وأيضا مع مروى رايث، وملكة الوسبيل،وموسيقى السول، من نيو أورليانس. كما سيقدم السوري عابد أزريي عرضا مشتركا مع أوركسترا شباب المتوسط، وتحفل القائمة بأسماء كبيرة من حجم ماروا ورايت، التي تنهل من تراث الجوسبل والسول من نيو أورليانز بالولايات المتحدةالأمريكية. كما تشارك يوفان رون أنسومبل (أرمينيا) مع نجوى جبران التي تقدم باقة من أغاني وموسيقى يهود العالم العربي ومسيحيي الشرق، وفي مورفيني (فرنسا)، وفيجن ديبا دو هامجاجو (مدغشقر)، ولورينا ماك كينيث(اسكتلندا)، وشانتالا شيفانيكابا (الهند)، وزابيت نابيزادي تريو (أذربيجان)، وزيا عزازي (تركيا) وديفنا (صربيا)، وفرقة "رازبار" (إيران)، والأناشيد الصوفية لنساء مايوت، والدراويش الدوارون (قونية-تركيا) في حفل "جذبة سماوية". وعلى هامش المهرجان تتمحور مواضيع "لقاءات فاس" في هذه الدورة حول مواضيع "أصل العالم.. الانفجار العظيم والتفسيرات الروحانية" و"أصل الإنسان.. نظريتا الخلق والتطورية"، و"التساؤلات المعاصرة حول الحياة وحول الموت"، و"الطابع المقدس للحياة" و"تقديس المرأة". وفي إطار انفتاح المهرجان على الأنشطة الأخرى سيعرف المهرجان أيضا تنظيم عدة لقاءات وندوات فكرية بشراكة مع "منتدى المتوسط".وقال رئيس "منتدي المتوسط"، عبد الحق العزوزي أن المنتدى منذ تأسيسه أخذ على عاتقه الدعوة إلى الاتحاد من أجل المتوسط، الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وأضاف العزوزي أن المنتدى وجه دعوات للعديد من رجال السياسة والاقتصاد والفن والثقافة من المغرب ومن جميع أنحاء العالم، لحضور المهرجان.