تستقبل مدينة فاس، في الفترة ما بين رابع و12 يونيو، الدورة ال16 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، والذي تنظمه مؤسسة "روح فاس". وحسب المنظمين، فإن هذه الدورة ستنخرط كذلك في الاتجاه الذي رسمه المهرجان منذ انطلاقه، وهو نشر ثقافة السلام والإخاء بين الشعوب، وسيتم ذلك من خلال تقديم مجموعة من الأطباق الفنية المتنوعة، بالإضافة إلى لقاءات فكرية. واعتبر محمد القباج، رئيس مؤسسة روح فاس، أن الدورة ال16 من المهرجان سيكون شعارها هو السفر.. السفر نحو الآخر ونحو النفس، كما أن المهرجان سيكون فرصة للتعمق في الأجواء الروحانية واكتشاف العالم والتعرف على الدواخل. ومن بين أبرز الأسماء التي ستشارك في هذه الدورة، المغني الأمريكي المعرف بين هاربر، الذي كان من المنتظر أن يشارك في السابق في مجموعة من المهرجانات الوطنية. ويعد هاربر من بين أبرز المغنين الأمريكيين الذين يقدمون موسيقى تزاوج بين القيم والكلمة المعبرة، كما أنه يبحر بين العديد من الأنواع الفنية من الريكي إلى الروك. ومن الأسماء التي ستشارك في المهرجان كذلك عملاق الأغنية العربية المطرب السوري صباح فخري، والذي أصبح من الوجوه الدائمة الحضور في المهرجان. ومن بين الأسماء التي ستنير سماء الدورة القادمة من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، فرقة رقص من تنزانيا بالإضافة إلى فرقة "أفريكا سبيريت"، وعازفي طبل من بوروندي. أما أشعار محمد منصور الحلاج فسيتم إنشادها من طرف أحمد السيد من المغرب ومجموعة "أكروش نوت" الفرنسية. كما سيتم تقديم طبق فني فرنسي وإيراني من خلال المزاوجة بين الموسيقى الإيرانية والإيقاعات الكورسيكية. أما أفغانستان فستكون ممثلة بأغاني صوفية لأستاذ غلام حسين وفرقته، وستقدم فرقة "أبي" من منغوليا نماذج من مقطوعات السكان الرحل في هضاب منغوليا، أما فرقة غولاي هاسر تورك فستقدم نماذج من موسيقى بلاد الأناضول. وبالإضافة إلى صباح فخري، فان الموسيقى العربية ستكون ممثلة في الدورة ال16 من مهرجان الموسيقى العالمية العريقة بموسيقيي وادي النيل القادمين من منطقة الأقصر المصرية، حيث سيقدمون مجموعة من الأغاني الصوفية المصحوبة بنغمات المزمار. وإلى جانب الحفلات المؤدى عنها، يقدم المهرجان مجموعة من الحفلات المجانية في باب بوجلود ودار التازي، والتي ستخصص لحفلات صوفية، أما المركب الثقافي "القدس" والمركب الثقافي "الحرية" فسيستضيفان مجموعة من اللقاءات البيداغوجية والمحترفات الفنية، في حين سيقدم الفنان حسن مسعودي معرضا خاصا في فن الكاليغارفيا في متحف البطحاء ودار التازي. وبالإضافة إلى الأنشطة الفنية، فإن المهرجان سيقيم مجموعة من اللقاءات الفكرية المتمحورة حول السفر وأسرار الاكتشاف وعلاقة السفر بالأنا والآخر والكون، من خلال خمس جلسات تمتد من يوم خامس يونيو إلى التاسع منه، وستخصص للسفر الداخلي والسفر عبر الكتابة والحج والمنفى والسفر الأسطوري.