قال الفنان المغربي عبد الوهاب الدكالي إن الإبدعات الفنية الصوفية التي أبدعها لأجل أن يحييى بها إحدى أمسيات مهرجان فاس للموسيقى الروحية التي ستجري فعالياتها ما بين السادس والرابع عشر من شهر يونيو القادم، يصعب علي أي فنان عربي أن يبدع مثلها. فقد اعتبرها عصارة مجهودات فنية موسيقية ذات وقع خاص في مسيرته الطويلة، وليست إبداعات عادية مثل أغانية الكثيرة التي لحنها وغناها طيلة مشواره الفني منذ عشرات من السنين. قال إن إنجاز الألحان الموسيقية الخاصة ب "ليلته الصوفية" التي ستقام مساء الخميس الثاني عشر من يونيو بباب الماكينة، كما جاء في الندوة الصحافية التي ترأسها رئيس المهرجان، محمد القباج والي ولاية الدارالبيضاء عشية الثلاثاء الماضي بالمدينة نفسها، تطلب منه ثمانية شهور من البحث والغوص في المنطوق الصوفي العربي والتهام عشرات الكتب لشعراء وأعلام هذا الفكر الأصيل بهدف الانسجام مع اللحظة الفنية المغربية التي تتجاوز ما هو محلي وعربي إلى ماهو عالمي، وتتغيا ملامسة القلوب كما العقول من منطلق الإيمان و الثقة في أهمية هذا العمل. وكان حديث الفنان المغربي، الذي رفض الكشف عن طبيعة هذه الأعمال بعدما امتنع عن أن يشنف أسماع الحاضرين بالندوة بنتف منها بطلب المديرة العامة للمهرجان فاطمة الصديقي، كان منسجما مع كنه حديث رئيس المهرجان الذي اعتبر الدورة الرابعة عشرة لمهرجان فاس للموسيقى الروحية دورة ذات مواصفات خاصة باعتبارها تصادف الذكرى 1200 لتأسيس مدينة فاس، حيث أن الدورة سوف تستضيف حوالي 1000 فنان و 400 صحافي ينتمون لسبع عشرة دولة من مختلف القارات، رصدت ميزانية لأجل استضافتهم وتفعيل أنشطة المهرجان، التي ستقارب ما هو فني وثقافي - فكري وترفيهي 12 مليون درهم. كما أن فعالياتها ستتوزع على عدة مناطق بما يعرف "مهرجان المدينة" بهدف إشراك مجموع ساكنة فاس في الاحتفالية السنوية التي أضحت تحظى بإشعاع عالمي من منطلق الأسماء الفنية العالمية الوازنة التي تساهم بها وتستقطب العديد من عشاق الفن الروحي من مختلف بقاع المعمورة. على وقع هذا الفسيفساء الفني الروحي تنطلق الدورة الرابعة عشرة في 6 يونيو تحت شعار "سبل الخلق" بمشاركة صفوة من عمالقة الطرب والإنشاد الصوفي العالمي من الهند، الباكستان، أمريكا، سوريا، تونس، لبنان، فرنسا، اليونان وغيرها في مقدمتهم، بالإضافة إلى المطرب المغربي عبد الوهاب الدكالي، المغنية الأمريكية جيسي نورمان التي ستتفتح المهرجان بتقديم أنشودات عريقة رفقة الأوركسترا الإقليمية للقصيدة الغنائية افينيو بروفانس، والفنان السعودي محمد عبده الذي سيحيي سهرة فنية في الليلة قبل الأخيرة من المهرجان الجمعة 13 يونيو، حيث من المنتظر أن يقدم بباب الماكينة، الموقع الرئيسي للأمسيات الفنية، الصوفية «أنشودة الحجاز» رفقة أوركيسترا عبد الرحيم المنتصر، مصحوبا بتوزيع كتيب يعرف بالغناء المكي مترجما الى عدة لغات، وفاضل الجزيري من تونس الذي سيقدم حضرة حول الأناشيد الصوفية التونسية، وكذلك مجموعة الكندي مع الشيخ حمزة شكور ومنشدي المسجد الأموي الكبير من دمشق والفرقة البيزنطية في أناشيد يونانية وغير ذلك من الموسيقيين والمنشيدين والفرق الموسيقية الأروربية والأفريقية والمغربية كمجموعة ناس الغيوان التي ستتوزع على فضاءات عدة بمدينة فاس، بعضها سيكون وولوجها بالمقابل كحال "باب الماكينة"،"متحف البطحاء" و"دار التازي"، والآخر بالمجان كحال ساحة "أيت سكاطو"،"ساحة صوفيا"، وساحة باب"بوجلود" الذي من المنتظر أن يستقبل جماهير كثيرة مثلما الأمر في الدوارات السابقة. وكما هو مبرمج، ستنطم موازاة مع الأمسيات الفنية الصوفية وغيرها أنشطة فكرية ثقافية محاورها تدور حول"التمثيل العريق"، "الموسيقى والعراقة"،"العراقة والأعراف والقانون"،"العراقة واللاوعي" و"نقل العراق" ينشطها مجموعة من الأساتذة ينتمون الى تخصصات ومشارب فكرية وتكوينة عديدة من داخل وخارج المغرب ""