مما لاشك فيه أن المهرجان حقق طفرة نوعية في التعريف بمدينة فاس على المستوى الدولي، كما ساهم في إنعاش السياحة الفاسية خلال تقديم عروضه من خلال مشاركة القنوات التلفزية والإذاعات الدولية، وذلك شيء إيجابي، إلا أن المهرجان أخفق في تحقيق شعاراته التي تدعو إلى المحبة والسلام من خلال تلاقح الديانات السماوية الإسلامية والمسيحية واليهودية انطلاقا من المشاركات الهامة لمثقفين وموسيقيين يهود ومسلمين ومسيحيين ... وبدون شك فإن مؤسسة روح فاس « جمعية فاس سايس سابقا » هي مؤسسة ذات النفع العام إلا أن ميزانيتها الضخمة يشوبها الغموض، وما ثبت في يوم من الأيام أن قدمت عرضا حول ميزانيتها والأهداف من تأسيسها رغم أن الزملاء الصحافيين كثيرا ما يثيرون هذه النقطة في مداخلاتهم علما بأن جمعية فاس سايس سابقا كان من أهدافها إلى جانب تنشيط المجال الثقافي الاهتمام بالتنمية المحلية من خلال إنجاز بعض المشاريع وخاصة في المدينة العتيقة، الشيء الذي يوجب على الجمعية أن تكون أكثر شفافية في الجانب المادي، لأن ما يغدق عليها من الجماعة المحلية والدولة هو من أموال ضرائب الشعب المغربي . وبقدر ما ينوه بالأستاذة فاطمة الصديقي، رئيسة المؤسسة بفاس، على الجهود المشكورة التي بذلتها منذ ترأست فرع فاس، إذ أبت أن تجعل من لغتنا العربية والدارجة لغة التواصل في كل ندواتها، بقدر ما تنبغي الإشارة إلى إنه في الندوة الصحفية التي نظمتها المؤسسة للإعلان عن تنظيم وبرنامج المهرجان تم طرح معاناة الزملاء الصحافيين بمدينة فاس عندما يريدون الحصول على اعتمادات الولوج (بادج) حيث يتعرضون لشتى أنواع الاهانة والتحقير، في حين أن هؤلاء يعتبرون الجنود الحقيقيين الذين دعموا المهرجان منذ نشأته إلى الآن من خلال تغطياتهم الصحافية و الاعتماد على ذاتيتهم .. في التنقل إلى أماكن إقامة العروض في باب المكينة و بوجلود، ومتحف البطحاء وآيت سقاطو، بينما يحظى الصحافيون الأجانب بالإقامة في الفنادق المصنفة ووسائل النقل والولائم المميزة، عسى أن تجود أقلامهم بكلمات طيبة حول المهرجان والضيافة الفاسية، حيث .. وفي نفس السياق سارت بقية التدخلات بالإضافة إلى بعض التساؤلات في المجال التنظيمي أيضا وكذا مطالبة المؤسسة بجعل أرشيفها رهن إشارة المهتمين ، وتخصيص مكان خاص بساحة باب المكينة لإجراء حوارات مع الفنانين المشاركين . وفي ردودها أكدت ذ. فاطمة الصديقي، أن مهرجان الموسيقى لم يخفق في تكريس شعاراته بل إنه وضع بعض الحواجز في طريق العولمة المتوحشة، لتضيف أنه لا يوجد غموض في الميزانية«حسب رأيها» وأنه من الضروري أن تعطى تعويضات مالية للفنانين المشاركين الذين تجد معهم صعوبات في إقناعهم بالمشاركة في فاس والتعامل على أساس الجمعية، وليس على أساس منظمي المهرجانات ووعدت بأن تتلافى الأخطاء السابقة وتأخذ بعين الاعتبار كل الأفكار الجادة . للإشارة فالبرنامج العام لمهرجان الموسيقى العريقة في دورته الخامسة عشرة لم يحد عن خطوطه العريضة بل ظل وفيا للمشاركة الدولية من خلال مساهمة الراقصة الهندية«شانطالاشيفالاناكاپا» في رقصة الكوشي بودي، ومشاركة كل من محمد معتمدي من إيران والدراويش من تركيا، ويوڤال رون مع نجوى جبران في أناشيد وموسيقى التقاليد العربية واليهودية بالولايات المتحدةالأمريكية وديدي لوكورد من فرنسا وإحسان الرميقي ومجموعة زمان الوصل المغربية، ونساء مايوت من جزيرة، مايوت، وسعاد ماسين وزهرة العسل من فرنسا والجزائر وأناشيد روحية من كورسيكا، وميلوس أغاني البحر الأبيض المتوسط، وكيڤان شيميراني من اسبانيا و جيورجيوس من اليونان، وسميرة القادري من المغرب، كما تميزت هذه الدورة 15 لمهرجان الموسيقى العريقة بمشاركة الفنان اللبناني القدير مارسيل الخليفة مع فرقة موسيقى الميادين وأميمة الخليل تكريما لروح الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش ، حيث ستكون سهرة الافتتاح يوم 29 ماي 2009 بباب المكينة . كما ظل المهرجان وفيا للقاءات فاس الثقافية، بمتحف البطحاء حيث ستناقش المواضيع الآتية : الحياة بين المقدس والدنيوي، أصل الكون، الانفجار العظيم والتفسيرات السماوية، أصل الإنسان نظرية الخلق ونظرية التطور الديني، التساؤلات المعاصرة حول الحياة والموت، الطابع المقدس، قدسية المرأة . كما ستعرف دار التازي ابتداء من الحادية عشر ليلا سهرات صوفية لمجموعة درقاوة مع الحاج محمد بنيس ، ومجموعة أهل التراث الصوفي ، والمجموعة الصوفية الإيرانية " رازابار " كما سيعرف مركب الحرية والقدس أنشطة تربوية خاصة بالناشئين خلال أيام المهرجان . للإشارة حدد المنظمون أسعار وحجوزات المهرجان الفني والثقافي ما بين 2900 و 3300 درهما ، أما السهرات المقامة بباب المكينة وهي سهرة الافتتاح لمارسيل الخليفة حددت ما بين 400 و 600 درهم والسهرات الباقية مابين 150 إلى 500 درهم ، أما لقاءات فاس لمتحف البطحاء فإن أثمنتها حددت بين 100 و450 درهم ، أما عروض بعض الزوال فتتراوح أثمنتها بين 100 و 150 درهم .