بعد النجاح الكبير الذي عرفته الدورات السابقة لمهرجان أنموكار من خلال التركيز على منحه هوية خاصة وملتصقة بالبعد التواصلي للثقافة الأمازيغية في أبعادها المختلفة، وخاصة الاهتمام بالمكون الإفريقي.ونوعية البرمجة المعتمدة في فقراته وأنشطته التي تجمع بين السهرات الفنية واللقاءات الثقافية والاجتماعية وتعزيز موقع المهاجر المغربي في هذه البرمجة. مع المهنية العالية التي اتسم بها تنظيم الدورات السابقة. واعتبارا للإقبال الجماهيري الواسع على كل الفضاءات التي احتضنت العروض الفنية والثقافية... والأنشطة ذات الطبيعة الاجتماعية والتربوية والشبابية....والتفاعل الذي خلقه المهرجان بين الفنانين والجمهور...والتغطية الإعلامية الواسعة التي حظي بها في مختلف وسائل الإعلام... جرت ما بين 7 و10غشت الجاري فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الذي تنظمه جمعية «ثازيري للتواصل والتنشيط الثقافي» بشراكة مع العديد من مؤسسات القطاع العام والخاص، فعاليات المهرجان احتضنتها مجموعة من الفضاءات العمومية بمدينة الحسيمة ، وذلك في إطار الاستمرارية في تكريس المبادئ التي تحكمت في التأسيس لتصور المهرجان منذ ثلاث سنوات خلت وهي : 0تكريس التبادل الثقافي والموسيقي 0المساهمة في التنمية السوسيوثقافية لمدينة الحسيمة. وبالمقارنة مع سابقاتها، عرفت الدورة الثالثة تطورا مهما على مستوى البرمجة الفنية المحلية والوطنية والدولية، وذلك في إطار المسعى العام الرامي إلى تعميق قيم "التواصل الإنساني، التبادل الثقافي والانفتاح الايجابي" وهي القيم التي شكلت منذ الدورة الأولى عنوانا بارزا لهوية المهرجان، عبر محاولة تقديم عرس فني وثقافي يجمع بين الفرجة الفنية الهادفة والتبادل الثقافي، وكذا تحقيق الاحتكاك بين الفنانين المحليين والقادمين من مناطق وطنية وعالمية أخرى لتبادل التجارب وتمتيع الجمهور. في هذا الإطار، ركزت البرمجة الفنية لهذه السنة على جانب التفاعل بين التجارب الفنية المختلفة على المستوى الوطني والعالمي والإبداعات الموسيقية الأمازيغية بالريف، كما التزمت إدارة المهرجان بالتوجه أكثر فأكثر نحو العمل الثقافي الجاد وتنظيم مجموعة من الأنشطة التربوية والتكوينية والاجتماعية المتعلقة بالفئات ذات الاحتياجات الخاصة، وذلك تكريسا لمبدأ الفن في خدمة القضايا الاجتماعية والإنسانية، والمساهمة في التنمية الإنسانية عير تطوير آليات الحوار بين الثقافات والشعوب وإنعاشها. كما كانت هذه الدورة كذلك فرصة لتنظيم مجموعة من اللقاءات الثقافية التي أدرجت ضمن الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر الذي يصادف 10 غشت، عن طريق تنظيم ندوات وموائد مستديرة تناولت مواضيع تتعلق ب « المرأة الأمازيغية في الحياة الجمعوية بالمغرب والخارج» «سؤال الهجرة في ظل الاتحاد من أجل المتوسط» وذلك في إطار العناية التي يبديها المهرجان لهذه الفئة من ساكنة المنطقة بصفتهم سفراء لقيم التبادل الثقافي والفني والانفتاح المثمر والايجابي. لقد أكدت إدارة مهرجان أنموكار من خلال فعاليات الدورة الثالثة التزامها مع الشركاء والجمهور من أجل تطوير أساليب العمل وأدوات الاشتغال بشكل أكثر احترافية ومهنية، وذلك على مختلف المستويات، وبالخصوص ما يتعلق بالتنظيم والتدبير والبرمجة. التواصل والعلاقات العامة. ترسيخ المهرجان كعلامة بارزة للحوار بين الشعوب والثقافات. تحويل الثراء الثقافي للأمازيغية إلى أداة للتنمية المستديمة. فأبانت بذلك أن ثمة إرادة قوية لجعل مهرجان أنموكار واحدة من التظاهرات الفنية والثقافية الهادفة إلى تسويق الحسيمة، عن طريق تسليط الضوء على خصوصيات المنطقة ومظاهرها الثقافية والفنية، غناها التاريخي، ومؤهلاتها الطبيعية والمجالية، وذلك قصد ربطها (المنطقة) بالحركة السياحية الوطنية والعالمية.