في إطار الاحتفال بالذكرى العاشرة لتربع صاحب الجلالة محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين نظمت أخيرا جمعية ثازيري للتواصل والتنشيط الثقافي بمدينة الحسيمة الدورة الثالثة لمهرجان أنمو كار ANMUGAR تحت شعار» لقاءات وتبادل». وتوزعت فعاليات المهرجان على العديد من الأنشطة الفنية والثقافية والاجتماعية، مع التركيز على المكون الإفريقي في الحضارة المغربية، وإيلاء الاهتمام لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج عن طريق برمجة مجموعة من الأنشطة ذات العلاقة بموضوع الهجرة، وتعلم اللغة الأمازيغية وتنظيم المخيمات لفائدة أطفال الجالية. وقد اعتبرت هذه الدورة مناسبة لتنظيم مجموعة من اللقاءات الثقافية ضمن الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر الذي يصادف 10 غشت، من خلال عقد ندوات وموائد مستديرة تناولت مواضيع تتعلق ب « المرأة الأمازيغية في الحياة الجمعوية بالمغرب والخارج « « وسؤال الهجرة في ظل الاتحاد من أجل المتوسط» وذلك في إطار العناية التي يبديها المهرجان لهذه الفئة من ساكنة المنطقة بصفتهم سفراء لقيم التبادل الثقافي والفني والانفتاح المثمر والايجابي. وكان برنامج الدورة متنوعا وحافلا بالأنشطة الفنية والثقافية والاجتماعية، ومترجما لهوية تكريس التبادل الثقافي والموسيقي، والمساهمة في التنمية السوسيوثقافية لمدينة الحسيمة إلى جانب مؤسسات أخرى في منح الحسيمة فضاء للتواصل الأروإفريقي، وتعزيزه بالشكل الذي يساهم في جعله نقطة وصل حضاري بين الضفتين. ومن خلال هذا المهرجان توضح أن الحسيمة تتوفرعلى كل المؤهلات لتحتضن ملتقيات فنية، ثقافية ورياضية يمكن أن تلعب دورا رئيسا في التواصل الحضاري بين الشعوب، وهي المنطقة التي احتضنت مدنا ومراكز حضرية، كالنكور، المزمة، بادس وغيرها من الحواضر التي أسست للتمازج الحضاري والإنساني بين ضفتي المتوسط، بالإضافة إلى أن المهرجان هو مناسبة للنبش في المعطيات التاريخية واستجلاء عناصر التواصل والاعتراف المتبادل الذي كان سائدا بالمنطقة منذ قرون خلت. وأشارت أسماء المساوي المسؤولة عن البرمجة في كلمة افتتاح مهرجان ANMUGAR أن الحلم الأكبر، هو منح الحسيمة ملتقى فنيا وثقافيا يحتفي بالثقافات والحضارات المشتركة، التي للبحر الأبيض المتوسط دور رئيسي في تشكلها وتوسعها وانفتاحها على الآخر المختلف.