خصصت الصحف الصادرة اليوم السبت في بلدان أوروبا الغربية صدر صفحاتها الاولى لموضوع الانتخابات الرئاسية الفرنسية على خلفية تفوق المرشح إيمانويل ماكرون على مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبين ، طبقا لأخر استطلاعات للرأي ، وبالانتخابات المحلية في المملكة المتحدة ، والاتفاق الموقع في كازاخستان بين موسكو وأنقرة وطهران حول إنشاء أربع مناطق آمنة في سوريا. ففي فرنسا دعت غالبية الصحف الى التصويت على زعيم حركة (أون مارش) ايمانويل ماكرون من اجل قطع الطريق على مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبين. في هذا الصدد كتبت صحيفة (لوفيغارو) انه في اعقاب سنة انتخابية انتقلت بشكل مفاجىء من امل عارم الى خيبة أمل مريرة، يتعين على ناخبي اليمين ان يواجهوا الاحد اختيارا معقدا، ذلك انه ليس من الضروري التفكير طويلا من اجل قياس تداعيات فوز مارين لوبين، وبالتالي يتعين ترجيح كفة ايمانويل ماكرون. واضافت الصحيفة ان التصويت على ماكرون لا يعني اعطاءه شيكا على بياض في حالة فوزه ، ذلك انه بتداء من اليوم الموالي للانتخابات ، ستنطلق معركة سياسية جديدة ، ممثلة في الانتخابات التشريعية ، مبرزة ان اليمين بامكانه حينها رفع رأسه، وحمل الافكار التي لم تتمكن من الدفاع عنها طيلة الحملة الانتخابية. من جهتها اعتبرت صحيفة (ليبراسيون) ان أي امتناع عن التصويت او أي صوت ملغي، بل ان أي صوت لا يذهب الى ايمانويل ماكرون، سيؤدي ميكانيكيا الى رفع نسبة اصوات القوميين. من جانبها اكدت صحيفة (لوموند) ان نهاية الحملة الانتخابية عزز امتياز زعيم حركة (أون مارش) ايمانويل ماكرون الذي تمنحه استطلاعات الرأي 61.5 في المائة من نوايا التصويت . وفي بلجيكا ركزت الصحف اهتمامها على الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، حيث كتبت (لوسوار) أن الفرنسيين سيكون لهم الاختيار غدا الأحد بين التصويت على الديمقراطية أو اليمين المتطرف، مشيرة إلى أن هذه المعادلة هي التي ستحدد الاقتراع الذي سيفرز رئيس فرنسا الجديد. واعتبرت أن الامتناع عن التصويت رفضا لإيمانويل ماكرون يشكل في حد ذاته هجرا للديمقراطية، والتخلي عن ضرورة منع اليمين المتطرف من الوصول أو الاقتراب من السلطة. من جانبها، أكدت (لاليبر بلجيك) أنه قد لا نكون مقتنعين بشخصية إيمانويل ماكرون، أو بمدى انسجام برنامجه، وضعف الأغلبية التي سيعتمد عليها لكنه الوحيد القادر على إعادة الهدوء لفرنسا. وبالنسبة ل (لاديرنيير أور) فإن نجاح ماكرون يعود إلى عدم وجود بديل، مشيرة بالمقابل إلى أنه يحمل رغم ذلك أملا كبيرا في جعل فرنسا أقوى اقتصاديا وأقل استعدادا للسقوط في الوعود الكاذبة لليمين المتطرف. وفي ألمانيا، علقت الصحف ايضا على الجولة الثانية والأخيرة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية ، إذ لاحظت صحيفة (راينيشه بوست) أنه قبل إجراء هذه الجولة تسود أجواء غامضة في فرنسا وكأن السباق نحو الاليزي قد توقف ولكن تصريحات بعض أعضاء اليسار يرون أن مارين لوبين راديكالية ولا تصلح للرئاسة فيما ماكرون ليس جيدا جدا. لكن تقول الصحيفة ، يبقى انتخاب رئيس الدولة خلال الجمهورية الفرنسية الخامسة يكتسي أهمية قصوى سواء بالنسبة لألمانيا أو لمجموع أوروبا ، إذ أن ألمانيا تحتاج إلى فرنسا، حيث أن الصداقة بين الخصمين السابقين تتوطد يوميا وتؤكد على أن السلام هو أقوى من الكراهية . من جانبها تعتقد صحيفة (ماركيشه أودرتسايتونغ) أنه ربما لوبين قد غطت على ماكرون في المناظرة التلفزيونية الأخيرة وبالتالي قد تكون قد قلصت من فرص نجاحه وشكلت خطرا عليه ، إلا أنها تواجه معارضة قوية على عدد من الجبهات، مشيرة إلى أن هذه الانتخابات قسمت البلاد والمشهد السياسي إلا أن الغالبية العظمى لا تريد مارين لوبين رئيسة لفرنسا فيما نسبة التصويت على ماكرون تبقى غير واضحة. أما صحيفة (ميتلدويتشه تسايتونغ) فكتبت أن الاغلبية اليسارية سواء في ألمانيا أو فرنسا ترغب وبوضوح في التصويت لصالح المرشح الرئاسي الاشتراكي الليبرالي إيمانويل ماكرون، إلا أن عملية التصويت التي ستشهدها البلاد يوم غد للحسم في هذا الامر ستكون صعبة للاختيار من بين المرشحين . وفي البرتغال أيضا، شكلت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية اهم ما تناولته الصحف المحلية. وأشارت صحيفة "دياريو دي نوتيسياس" إلى أن الزيارة التي قامت بها مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبين الى كاتدرائية شهيرة في مدينة ريمس لم تمر على ما يرام ، إذ خرجت من الباب الخلفي هاربة أمام صيحات الاستهجان والشتائم من المحتجين الذين كانوا ينتظرونها خارج المبنى. من جانبها ، كتبت صحيفة "بوبليكو" أنه في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية، وبعد المناظرة الوحيدة بين المرشحين لرئاسة الجمهورية الفرنسية، فإن استطلاعات الرأي تعطي التفوق لإيمانويل ماكرون في مواجهة مارين لوبين. وقالت الصحيفة ان على الخبراء أن يعتبروا أن تقدم المرشح ماكرون تحقق بفضل أدائه خلال المناظرة التلفزيونية مع لوبين يوم الاربعاء الماضي. وفي إيطاليا، اهتمت الصحف الرئيسية كذلك بالانتخابات الرئاسية الفرنسية مشيرة على وجه الخصوص الى أن حركة " الى الامام" التي يتزعمها ماكرون نددت بعملية قرصنة تهدف إلى "زرع التضليل". وأوردت صحيفة ''لا ريبوبليكا '' انه خلال زيارة قامت بها ماري لوبين لكاتدرائية ريمس، استقبلت من قبل متظاهرين مما اضطرها الى الخروج من باب خلفي . ووفقا للصحيفة، فإن مرشحة الجبهة الوطنية تراجعت في استطلاعات الرأي حيث وصلت نسبة مؤيديها الى ما بين 37 و 38 في المائة مقابل 61 الى 63 لصالح ماكرون. في السياق ذاته ، أكدت صحيفة '' المساجيرو '' ، أن فريق ماكرون ندد بعملية "قرصنة ضخمة" شملت وثائق حركة " الى الامام" محذرا من محاولة "زعزعة استقرار الانتخابات الرئاسية الفرنسية ". وأكد فريق ماكرون أن الملفات المقرصنة تم الحصول عليها قبل عدة أسابيع من خلال "قرصنة صناديق البريد الشخصية والمهنية للعديد من قادة الحركة ". وفي اسبانيا، أشارت صحيفة "البايس" إلى أن زعيم حركة " الى الامام " إيمانويل ماكرون عزز تفوقه على مرشحة الجبهة الوطنية، مارين لوبين، كما يتضح من استطلاعات الرأي الأخيرة. من جانبها، تطرقت صحيفة "الموندو" الى أخر المفاوضات حول مشروع ميزانية عام 2017، مشيرة إلى أنه بعد التصويت الاخير على هذا المشروع في مجلس النواب (مجلس النواب)، والذي أظهر أن هناك تساويا بين مؤيدي المشروع ومعارضيه ، بدا العضو الوحيد من حزب صغير في إقليم الكناري على استعداد للتصويت لصالح المشروع مقابل المزيد من الاستثمارات العمومية في منطقة جزر الكناري. أما صحيفة " أ بي سي " فألقت الضوء على السباق نحو منصب الامين العام للحزب العمالي الاشتراكي الإسباني ، مشيرة إلى أن الدعوة التي وجهها الأمين العام السابق بيدرو سانشيث للمرشح الآخر، باتكسي لوبيز، لينضم إلى ترشيحه فاقمت الشرخ وسط الحزب قبل الانتخابات التمهيدية. وفي بريطانيا ، اهتمت الصحف بالانتخابات المحلية في المملكة المتحدة، وبالاتفاق بين موسكو وأنقرة وطهران حول إنشاء أربع مناطق آمنة في سوريا. وأشارت صحيفة "ديلي تلغراف" الى أن حزب المحافظين حقق فوزا في الانتخابات المحلية، مما يعزز موقف رئيسة الوزراء تيريزا ماي تحسبا للانتخابات التشريعية المقررة في 8 يونيو المقبل. وأضافت الصحيفة أن حزب المحافظين حصل على 28 من المجالس 88 التي تم تجديدها في جميع أنحاء البلاد. ووفقا لصحيفة " التايمز" ، فإن فوز حزب المحافظين هو خبر جيد لتيريزا ماي في انتظار الانتخابات التشريعية المقبلة حيث تطمح الى تعزيز أغلبيتها في البرلمان حتى تتمكن في التفاوض مع القادة الأوروبيين حول البريكسيت بكل حرية. أما بالنسبة لصحيفة " الاندبندنت" ، فركزت على الاتفاق الذي وقع في كازاخستان بين موسكو وأنقرة وطهران حول إنشاء أربع مناطق آمنة في سوريا. وأوضحت الصحيفة أن هذا الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ ليلة الجمعة، يهدف أيضا إلى تحسين الوضع الإنساني وخلق "الظروف للمضي قدما في العملية السياسية"، في الوقت الذي أودت الحرب بحياة أكثر من 320 ألف شخص خلال ست سنوات.