اهتمت الصحف الصادرة اليوم الاثنين ببلدان أوروبا الغربية بانتخاب زعيم حركة "إلى الأمام"، إيمانويل ماكرون، رئيسا للجمهورية الفرنسية بعد النتائج النهائية التي منحته 65 بالمائة أمام منافسته اليمينية المتطرفة، مارين لوبان. ففي إسبانيا، شكل فوز مرشح الوسط إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية أبرز اهتمامات الصحف. وكتبت (الباييس)، تحت عنوان "فرنسا تهزم التطرف"، أن زعيم حركة إلى الأمام فاز على مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، بنسبة تزيد على 65 بالمائة من الأصوات. وأضافت أن التصويت تميز، أيضا، بامتناع قياسي والتصويت الفارغ بعد رفض زعيم اليسار الراديكالي، جان لوك ميلينشون، إعطاء تعليمات للتصويت في الجولة الثانية. من جهتها ذكرت (إلموندو) أن الفائز التزم ب"تخليق الحياة العامة" و"الدفاع عن المشروع الأوروبي"، مشيرة إلى أن إيمانويل ماكرون سيكون أصغر رئيس للجمهورية الفرنسية. وفي سياق متصل أوردت (أ بي سي)، تحت عنوان "فرنسا اختارت تجديد نفسها داخل أوروبا والنظام"، مضيفة أن الخوف الذي أثاره تقدم اليمين المتطرف أدى إلى انتصار كبير لماكرون. أما (لا راثون) فكتبت، تحت عنوان "شكرا لفرنسا"، أنه يمكن لأوروبا التنفس بعد هزيمة الشعبوية، لكنه لا يجب نسيان أن اليمين المتطرف حقق أفضل نتيجة له في تاريخ الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وكذا فوز الامتناع عن التصويت والأصوات الفارغة. وفي بلجيكا، كتبت (لوسوار) التي خصصت عشر صفحات للانتخابات الفرنسية أن الرئيس الجديد مدعو " للم شمل بلد منقسم "، واصفة انتصار إيمانويل ماكرون ب"القوي". وأكد كاتب العمود في جريدة (لوسوار) أنه بالنسبة لماكرون فإن فوزه بالانتخابات الرئاسية هي بداية لمعركة جديدة " من أجل التهدئة والإقناع ولم الشمل ". من جانبها، اعتبرت (لاليبر بلجيك) أن فرنسا، التي شل حركتها المحافظون، وعرفت تنامي الشعوبية، وارتفاع أرقام البطالة، وعجز الميزان التجاري، والممزقة بين الشرق والغرب، بين المدن والبوادي، بين المنتخبين والمقصيين، أعطت أمس الأحد، رغم ذلك، إشارة جد إيجابية ومتفائلة لأوروبا والعالم ". أما (لاديرنيير أور) فقد شددت على أن مهمة الرئيس الجديد، الذي استفاد من المشاكل التي واجهت فرونسوا فيون للفوز بالمرتبة الأولى في الدور الأول وبحضور مارين لوبين في الدور الثاني، تبدو جسيمة " مشيرة إلى فرنسا " لن تقبل أن تصيب بالإحباط مرة أخرى". وفي إيطاليا، خصصت الصحف صدر صفحاتها الاولى، لانتصار مؤسس حركة "الى الامام" إيمانويل ماكرون، الذي فاز مساء أمس الاحد على مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبين، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وكتبت (لاريبوبليكا) أن الآلاف من أنصار المرشح الفائز تجمعوا مساء الاحد في باحة متحف اللوفر في باريس، للاحتفال بانتصار إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وقال ماكرون أمام حشود مناصريه "لقد اخترتم الجرأة، وسوف نستمر في هذه الجرأة"، مضيفا أن "المهمة ضخمة وتتطلب مواصلة التحلي بهذه بالجرأة". واستعرضت الصحيفة ردود الفعل في أوروبا بعد انتخاب إيمانويل ماكرون، لاسيما من قبل الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا. من جانبها، أكدت (كورييري ديلا سيرا) أن ماكرون الذي فاز على مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبين، "وعد بأنه سيعمل من أجل أن لا يضطر الفرنسيون للتصويت على التطرف". كما نقلت الصحيفة عن المرشح الفائز الذي سيصبح أصغر رئيس للجمهورية الفرنسية "نحن لن نستسلم للخوف، والانقسام". وفي فرنسا علقت الصحف على صدر صفحاتها الاولى على انتخاب ايمانويل ماكرون، رئيسا للجمهورية الفرنسية بتحقيقه نتيجة كبيرة فاقت 65 في المائة في مواجهة منافسته مارين لوبين زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف. وكتبت صحيفة (ليبراسيون)ان فرنسا اكدت في المعركة النهائية التي كانت فيها مهددة بحزب غير متسامح استطاع طيلة الحملة الانتخابية من جمع 42 في المائة من نوايا التصويت ،انها لا ترغب في من يعادي الاجانب، مضيفة ان فكرة ما للحرية استطاعت الصمود . وقالت الصحيفة ان هذه الانتخابات بينت الصعود المستمر للتيار القومي الشعبوي، مشيرة الى انه من خلال النتيجة المتناقضة في ختام حملة غير مسبوقة، جاء هذا البلد الذي ينعت بانه اضحى عجوزا برجل يبلغ من السن 39 سنة وبدون ماضي سياسي ومحب لاروبا الى سدة الحكم". وتابعت الصحيفة ان ايمانويل ماكرون يدين بهذا النصر الى موهبته التي مكنته من تجاوز منافسيه تاركا وراءه كل الاحزاب التقليدية ، مضيفة انه يتعين عليه تجسيد القيم التي شكلت مؤشرا لنجاحه. من جهتها قالت صحيفة (لوموند) ان هذه الانتخابات الرئاسية كانت مذهلة على عدة مستويات اذ قادت ايمانويل ماكرون (39عاما) الى اعلى منصب في الدولة ليصبح بالتالي الرئيس الثامن المنتخب خلال الجمهورية الخامسة، مضيفة ان ولاية الرئيس الجديد تلقي عليه مسؤوليات كبيرة خاصة في ما يتعلق بالجانب الاقتصادي. من جانبها قالت صحيفة (لوفيغارو) ان انتصار ايمانويل ماكرون كان تاما من حيث المظهر مشيرة انه بامكان الرئيس الثامن لفرنسا تدوين اسمه بعد كيندي وجيسكار ورينيز، وترودو ضمن الاصلاحيين ، مذكرة بان ماكرون الذي انطلق من لاشيء وكان غير معروف من الجمهور قبل ثلاث سنوات استطاع ان يزيل في طريقه الاصدقاء والاعداء. وبدورها اهتمت الصحف البرتغالية بانتخاب السيد ماكرون رئيسا جديدا لفرنسا. وكتبت (دياريو دي نوتيسياس)، تحت عنوان "ارتياح بعد الرئاسيات الفرنسية"، أن إيمانويل ماكرون حصل في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية على دعم 20,7 مليون ناخب، أي 66,06 بالمائة من الأصوات، فيما حصلت زعيمة الجبهة الوطنية على دعم 10,6 مليون ناخب (34,94 بالمائة)، بحسب البيانات الرسمية الأولية. وتابعت أنه كما كان متوقعا، فإن نسبة العزوف بلغت 25,38 بالمائة، وهو أعلى معدل في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية منذ سنة 1969، مشيرة الى أن ماكرون أضحى أصغر رئيس فرنسي. من جهتها كتبت (جورنال دي نوتيسياس) أن الرئيس المنتخب حديثا وعد بعدم الاستسلام للخوف ولا للتقسيم، أمام تجمع آلاف من المؤيدين في ساحة متحف اللوفر بباريس احتفالا بالنصر. وتحت عنوان "فرنسا ستسير إلى الأمام مع ماكرون وستمنح الأمل لأوروبا"، كتبت (بوبليكو) أن ماكرون يتفهم عدم انضمام كل أولئك الذين صوتوا لصالحه بالضرورة لأفكاره. لكنه وعد بتوحيد البلاد، مؤكدا أنها مسؤوليته الاستماع للجميع، وضمان سلامتهم من خلال ضمان وحدة الأمة. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بالاتصال الهاتفي بين رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، والرئيس الفرنسي المنتخب، إيمانويل ماكرون، والإفراج عن فتيات نيجيريات كن محتجزات من قبل جهاديي "بوكو حرام". وبحسب (الغارديان)، فقد ناقشت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أمس الأحد مع إيمانويل ماكرون بعد فوزه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية مسألة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. أما (الاندبندنت) فعادت للإفراج عن 82 من الفتيات النيجيريات بعد أن أمضين أزيد من ثلاث سنوات محتجزات من قبل مجموعة "بوكو حرام"، من أصل 276 فتاة اختطفتهن هذه المجموعة الجهادية في سنة 2014 من داخل مدرستهن. وقالت اليومية إن الإفراج عن هؤلاء الفتيات يشكل انتصارا سياسيا كبيرا للرئيس النيجيري، موهمادو بهاري، الذي كان قد جعل الحرب على "بوكو حرام"، واحدة من أولويات ولايته. مشيرة إلى أنه تم تحرير التلميذات ال82 مقابل الإفراج عن سجناء لبوكو حرام. بدورها خصصت الصحف السويسرية أبرز تعاليقها لانتخاب إمانويل ماكرون، وسط، رئيسا لفرنسا. وكتبت (لا تريبيون دي جنيف)، تحت عنوان "فرنسا في عهد ماكرون"، أن فرنسا دخلت حقبة جديدة، مشيرة إلى أنه "بعد صدمة البركسيت وانتخاب دونالد ترامب، شكل فوز إيمانويل ماكرون بالرئاسيات الفرنسية، خبرا جيدا في عالم مضطرب"، وأن العقل والحس السليم تفوقا على تطرف مارين لوبان. أما صحيفة (24 أور) فتساءلت إن كان "أمس الأحد يمثل، أخيرا، قطيعة بالنسبة لفرنسا؟"، وهل سيحمل انتصار ماكرون بعض الأمل والوضوح، مشيرة إلى أن اليمين المتطرف، وإن ضاعف عدد ناخبيه في الخمسة عشر سنة الأخيرة، فإنه لا يتوفر على مرشح للرئاسة ولا على برنامج موثوق. بدورها ذكرت (لوتان) أن انتخاب زعيم حركة "إلى الأمام" كان رهان فرنسا أخرى، وأن السياسة الفرنسية لم تمر بمثل هذه الاضطرابات، متسائلة حول مدى استعداد الجبهة الوطنية للاستفادة من الإحباط الذي أعرب عنه قسم كبير من الناخبين، والذي يغذيه شعور بتخلي عدد من الأحزاب عنهم.