اهتمت الصحف الصادرة بأوروبا الغربية اليوم الثلاثاء بعدد من المواضيع أهمها نتائج الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في فرنسا، وتقدم حزب المحافظين البريطاني في استطلاعات الرأي ، وبالتطورات الأخيرة لقضية الفساد التي انفجرت داخل الحزب الشعبي الاسباني ، والاحتفال بالذكرى 43 لثورة القرنفل . ففي بلجيكا، اعتبرت صحيفة (لوسوار) أن الدور الأول من الانتخابات الرئاسية في فرنسا شكل زلزالا حقيقيا حيث أن "الحزبين (اليسار واليمين) الذين شكلا منذ 50 سنة عمودها الفقري على وشك الانفجار". من جانبها، رسمت صحيفة (لاليبر بلجيك) صورة قاتمة لمستقبل الحزب الاشتراكي والجمهوري حيث اشارت إلى أنه غداة الدور الأول للانتخابات الرئاسية، يزداد القلق داخل فرنسا والخارج، مشيرة إلى أن إعادة تشكيل المشهد السياسي يخيف أنصار القطبية الثنائية. أما (لاديرنيير أور)، فأكدت على أن اليسار واليمين مدعوان إلى إعادة إنتاج أنفسهم، متسائلة ما إذا كان اليمين واليسار قادرين على رص صفوفهما لخوض الانتخابات التشريعية. وفي ألمانيا واصلت الصحف اهتمامها بموضوع نتائج الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في فرنسا إلى جانب عدد من المواضيع المحلية والدولية. وكتبت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) أنه لأول مرة في فرنسا، يتأهل إلى الجولة الثانية اليمين الليبرالي الذي يمثله وزير الاقتصاد السابق إيمانويل ماكرون ، والجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، التي تمثله رئيستها مارين لوبان مشيرة إلى أن الفرنسيين سيواجهون صعوبة في اتخاذ قرار الاختيار في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بين التطرف اليميني واليسار الليبرالي ، أي بين ماكرون البالغ من العمر 39 والذي يرى العولمة كفرصة لقيادة مواطنيه إلى العصر الحديث وبين مارين لوبان، التي ترى في العولمة ضياع لفرنسا ، وتناهض الاتحاد الأوروبي من أجل حمايتها بلادها من المنافسة والهجرة الدولية. ومع ذلك ، تقول الصحيفة ، يبدو أن ماكرون سيكون المرشح المفضل . من جهتها ترى صحيفة (زاخسيشه تسايتونغ) في تحليلها أن هذه النتائج التي أفرزتها الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية جاءت نتيجة خيبة أمل عميقة اتجاه الأحزاب التقليدية ،خاصة المحافظين والاشتراكيين ، الذين قادوا البلاد لعقود عدة شهدت فشلا ذريعا وصل حد عدم القدرة على حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية. وأشارت الصحيفة إلى أن أغلب الفرنسيين لم تعد لديهم الثقة في هذه الأحزاب أو الرغبة في التصويت عليها وهو علامة على تآكل بنية هذه الأحزاب وعدم وجود إرادة للتغيير . أما بالنسبة لصحيفة (باديشن نويستن ناخيشتن) فترى أنه لا يوجد سبب للاحتفال بالانتخابات، مشيرة إلى أن الخريطة السياسية في فرنسا كئيبة إذ ظهرت فيها مارين لوبان بقوة وتمكنت من الفوز بالجولة الأولى وستواجه إيمانويل ماكرون معتبرة أن الحملة الحقيقية ستبدأ الآن لأن لوبان لديها تجربة لعقود طويلة وقد تفاجئ الوافد السياسي الجديد. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بالتطورات الأخيرة لقضية الفساد التي انفجرت داخل الحزب الشعبي، حيث نشرت (إلبايس) خبر استقالة الرئيسة السابقة لجهة مدريد والوجه البارز في الحزب إسبيرينزا آغيري أمس الإثنين من مهامها كناطقة رسمية باسم الحزب في هذه الجهة ووزيرة في الحكومة الإقليمية. من جانبها، أشارت صحيفة (إلموندو) إلى أن الرئيسة السابقة لجهة مدريد صرحت أنها شعرت ب " الخيانة " من قبل ذراعها الأيمن، مؤكدة أنه لا علم لها بعمليات الفساد. أما صحيفة (آ بي سي) فأشارت إلى أن الحزب الشعبي، سواء على المستوى الوطني أو الجهوي، أخذ مسافة من آغيري التي لم يبق لها سوى مغادرة المشهد السياسي. وأشارت صحيفة (لاراثون) إلى 60 شخصا يخضعون للتحقيق من قبل قضاة محاربة الفساد في إطار هذه القضية، من بينهم وزير سابق وعدد من المسؤولين السياسيين السابقين ورجال أعمال. وفي بريطانيا، سلطت الصحف الضوء على مواضيع كان أبرزها محاكمة بريطانية إيرانية سجينة في طهران، وصعود حزب المحافظين في استطلاعات الرأي والعقوبات الامريكية ضد العلماء السوريين. صحيفة (الغارديان ) عادت إلى قضية المواطنة البريطانية الإيرانية نازنين الزغاري راتكليف السجينة في طهران بتهمة الدعوة إلى الفتنة ، والتي فقدت أمس الاثنين دعوة الاستئناف بالمحكمة العليا الإيرانية التي أكدت عقوبة السجن خمس سنوات في حقها بعد أن شاركت في شتنبر في مظاهرات ضد النظام الإيراني. وذكرت الصحيفة أنه ألقي القبض على راتكليف في مطار طهران يوم 3 أبريل 2016، بعد زيارة لأسرتها في إيران مع ابنتها غابرييلا، التي ولدت في بريطانيا مشيرة إلى أن السلطات الايرانية التي لا تعترف بالجنسية المزدوجة، صادرت جواز السفر البريطاني من الفتاة الصغيرة، التي تبلغ من العمر عامين، وهي تعيش مع جدها وجدتها في إيران منذ اعتقال والدتها. من جانبها، نشرت صحيفة (ديلي تلغراف) نتائج استطلاعات والتي تقدم فيها المحافظون الذين تقودهم رئيسة الوزراء تيريزا ماي بفارق أكثر من 20 نقطة في نوايا التصويت على الانتخابات البرلمانية المبكرة المزمع تنظيمها يوم 8 يونيو المقبل. واشارت الصحيفة إلى أن المحافظين أحرزوا على 48 في المائة من الأصوات مقابل 27 في المائة لحزب العمال، و10 في المائة لحزب الليبراليين الديمقراطيين و 7 في المائة لحزب الاستقلال . من جهتها أشارت صحيفة (الأندبندنت) إلى قرار الولاياتالمتحدة لفرض عقوبات مالية على 271 من العلماء يعملون بمركز لتطوير الأسلحة الكيميائية ردا على الهجوم بالغازات السامة في اوائل ابريل في خان شيخون. وفي البرتغال، تركز اهتمام الصحف الصادرة اليوم على الاحتفال بالذكرى 43 لثورة القرنفل، التي تصادف نهاية الدكتاتورية وظهور الديمقراطية في البلاد. فكتبت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) تحت عنوان " قبل 43 سنة ، لم تكن أوروبا تنظر إلى البرتغال بفضول سياسي" ، مشيرا إلى أن " الجيرونغوسا" وهو اسم الاتفاق السياسي الأصلي الذي أتاح للبلاد أن تعمل جيدا ومكنتها من أداء اقتصادي معقول قد جذبت انتباه واهتمام الخارج، وخاصة جميع أنحاء أوروبا. ووفق الصحيفة ، فإنه في رأي المحلل السياسي كارلوس جالالي، سيكون من الخطأ القول أن هذا الانجاز قد يكون له الآن وعلى امتداد سنوات تأثير العدوى في بلدان أخرى كما كان الحال لثورة 25 أبريل 1974 التي ألهمت دمقرطة أنظمة أخرى. من جانبها، كتبت صحيفة (بوبليكو) أنه من بعيد تبدو البرتغال بلدا منتعشا وفي مرحلة تجاوز العجز المفرط تدريجيا ، مع عجز قدره 2 في المائة لا يمكن تصوره حتى بالنسبة للناس الأكثر تفاؤلا، وبمعدل للبطالة في انخفاض لكن ببطء ، لكن أيضا مع نمو اقتصادي منتظم ، بلد مع المزيد من الثقة، وأكثر استرخاء ، وبمجتمع سلمي ، وفخور بشكل ملحوظ بعد الفوز بالبطولة الأوروبية وبعد انتخاب مواطن برتغالي أمينا عاما للأمم المتحدة. ففي فرنسا كتبت صحيفة (لوموند) ان الناخبين قرروا ازاحة الحزبين التقليديين الكبيرين خاصة اليسار مشيرة الى ان الفوز كان من نصيب مرشحين تمكنا من تشخيص ضعف النظام السياسي . واضافت الصحيفة انه بالنسبة لمارين لوبين فان الامر يتعلق بين الذين "يحسبون على اروبا" و"المواطنين الفرنسين " فيما يتعلق الامر بالنسبة لماكرون بالمواجهة بين التقدميين والمحافظين ، مضيفة انه اذا كان قد تم اقصاء اليسار واليمين فلأنهما كانا غير قادرين على تعبئة الطبقات الشعبية التي شعرت بالتهميش. من جهتها اكدت صحيفة (ليبراسيون) انه سيكون من الصعب على مارين لوبين الحصول على 11 مليون ناخب التي تنقصها من اجل الفوز، مشيرة الى انه يتعين على ايماويل ماكرون رفع تحدي المرشح الاوفر حظا أي جمع الاصوات من خارج دائرة نفوذه والاستماع الى الغضب الشعبي وتوحيد الامة. اما صحيفة (لوفغارو) فقالت من جانبها ان رئيسة الجبهة الوطنية تعتزم الظهور بمظهر مرشحة الشعب املا في الفوز في الدور الثاني، مبرزة ان لوبين لديها 12 يوما من اجل المرور من وضع المتحدي الى وضع المرشح الاوفر حظا.