على بعد أيام قليلة من الدور الأول للانتخابات الرئاسية الفرنسية، المقرر الأحد المقبل، وأمام الفارق الضيق بين المرشحين الأربعة الرئيسيين، يبدو أن اختيارات المترددين ستكون محددة وحاسمة، خاصة أن عددهم يظل مرتفعا حسب استطلاعات الرأي. وأظهرت دراسة نشرت اليوم الخميس بصحيفة "لوموند" أن 28 في المائة من الناخبين لم يحسموا بعد اختيارهم النهائي، مع وجود فروق بارزة من مرشح إلى آخر.. 30 في المائة ممن لم يحسموا بعد في خياراتهم بالنسبة لناخبي جان لوك ميلانشون، و26 في المائة لايمانويل ماكرون، و19 في المائة لفرانسوا فيون، و16 في المائة بالنسبة لمارين لوبين. وإذا كان زعيم حركة "أون مارش" (إلى الأمام) ايمانويل ماكرون يتصدر نوايا التصويت خلال الدور الأول للانتخابات الرئاسية، متقدما على رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبين، ومرشح اليمين فرانسوا فيون، وزعيم حركة "فرنسا غير خاضعة" جان لوك ميلانشون، فإن اختيار المترددين الذي سيتم بالنسبة للبعض يوم الاقتراع بالمعزل قد يغير المعادلة. وفي مواجهة وضعية عدم اليقين هذه، ومن خلال مضاعفة اللقاءات الجماهيرية والخرجات الإعلامية، على بعد بضع ساعات من انتهاء الحملة الانتخابية، يحاول كل مرشح إقناع أكبر عدد من الأشخاص من ضمن المترددين، من أجل تحقيق الامتياز على منافسيه، وبالتالي المرور إلى الدور الثاني من هذه الانتخابات المقرر يوم سابع ماي المقبل. في هذا الصدد أوضح مارسيال فوكو، مدير مركز الأبحاث في العلوم السياسة، في مقال نشرته صحيفة "لوموند"، أنه إذا كان من غير المستغرب مع اقتراب موعد الانتخابات تسجيل انخفاض في نسبة المترددين بشأن التصويت، فإن الأكثر غرابة أن نلاحظ أن مرشح حركة "أون مارش" فقد وضع ثاني أفضل خيار، مشيرا إلى أنه من بين الناخبين المترددين أيضا ناخبو مرشح الحزب الاشتراكي بونوا أمون، الذين يعتبرون جان لوك ميلانشون كثاني أفضل خيار (50 في المائة)، متبوعا بايمانويل ماكرون (35 في المائة). وأوضحت الدراسة التي نشرت نتائجها ضمن مقال المحلل السياسي أن ناخبي جان لوك ميلانشون الذين لم يحسموا اختيارهم بعد يرجحون بونوا أمون كأفضل ثاني خيار (32 في المائة)، وماكرون (30 في المائة)، مضيفة أن ناخبي فرانسوا فيون لازالوا في المقابل يضعون ثقتهم في ماكرون (51 في المائة)، أمام مارين لوبين (21 في المائة). يشار إلى أنه حسب تحقيق أنجز لحساب "تلفزيون فرنسا"، ونشر اليوم الخميس، فإن ايمانويل ماكرون يتوفر على نسبة 25 في المائة من نوايا التصويت، متقدما بنقطة خلال أسبوع، فيما ظلت نسبة رئيسة الجبهة الوطنية مستقرة في 22 في المائة. أما فرانسوا فيون وجان لوك ميلانشون فلديهم حظوظ متساوية (19 في المائة)، إذ فقد الوزير الأول الأسبق نقطة واحدة ليلتحق بمرشح "فرنسا غير خاضعة"، الذي لم تتغير نسبته خلال أسبوع. وتشير الفرضيات والتكهنات بالنسبة للدور الأول إلى أن ايمانويل ماكرون سيفوز على مارين لوبين بنسبة 66 في المائة من الأصوات، و68 في المائة على فرانسوا فيون و60 في المائة على جان لوك ميلانشون. كما تشير الفرضيات إلى أن مارين لوبين ستهزم أمام فرانسوا فيون بنسبة 58 في المائة وأمام جان لوك ميلانشون بنسبة 60 في المائة. وذهبت استطلاعات الرأي إلى أنه في حالة التنافس في الدور الثاني بين جان لوك ميلانشون وفرانسوا فيون فان الفوز سيكون حليف مرشح "فرنسا غير خاضعة" بنسبة 58 في المائة من الأصوات. وبات إذن من الواضح أن نسبة المشاركة واختيارات المترددين ستشكل عناصر حاسمة في اختيار المرشحين اللذين سيمران إلى الدور الثاني من هذا الاستحقاق.