خلافا للسنوات الخمس الماضية التي كان خلالها عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رئيسا للحكومة، فإن احتفالات فاتح ماي لهذه السنة بالنسبة إلى نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذراع النقابي للحزب، ستكون بطعم آخر، خاصة أن بنكيران لم يعد رئيسا للسلطة التنفيذية. وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن نقاشا يسود داخل "نقابة الإسلاميين" حول حضور بنكيران التجمع الخطابي الذي ستنظمه بمناسبة تخليد العيد الأممي للطبقة العاملة، على غرار حضوره في الاحتفالات السابقة التي كانت تشهد تجمعا جماهيريا وازنا، غالبيته كانت تحضر لسماع خطاب رئيس الحكومة، وليس الأمين العام ل"البيجيدي"، وهو يقصف خصومه السياسيين، أو من يسميهم في قاموسه ب"العفاريت والتماسيح". وأكد مصدر مسؤول من داخل الأمانة العامة للنقابة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن قيادة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب وجهت دعوة إلى الأمين العام ل"البيجيدي" من أجل حضور التجمع الخطابي الذي ستقيمه في الدارالبيضاء. وأوضح المتحدث نفسه، غير راغب في كشف هويته، أن أعضاء النقابة، خلال زيارتهم رئيس الحكومة المعزول بعد فشله في تشكيل حكومته، وجهوا الدعوة إليه لمشاركتهم مهرجان فاتح ماي لهذه السنة. وبخصوص حضور سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، أكد المصدر نفسه أن "النقابة دأبت على توجيه الدعوة إلى الأمين العام للحزب فقط"، مشيرا إلى أن "بنكيران كان يحضر معنا بصفته الحزبية وليس كرئيس للحكومة، وبالتالي فلا نتوقع حضور العثماني لهذا التجمع الخطابي". ولم تحصل بعد قيادة النقابة المذكورة على تأكيد من رئيس الحكومة السابق لحضور هذه الاحتفالات التي تأتي أياما قليلة على ملاقاة سعد الدين العثماني للمركزيات النقابية، خاصة أن بنكيران يستعد للقيام بمناسك العمرة التي أجلها مؤخرا بسبب مرض شقيقه. وبينما أفادت مصادر من داخل حزب العدالة والتنمية أن بنكيران سيكون حاضرا يوم فاتح ماي، ذهبت مصادر خاصة إلى التأكيد على أنه سيغادر المغرب، يوم الخميس في اتجاه السعودية، لأداء مناسك العمرة. وكان عبد الإله بنكيران، الذي دأب على حضور احتفالات عيد الشغل خلال السنوات الخمس الماضية، يستغل فرصة صعوده المنصة ليشن هجوما على خصومه السياسيين، ويجعلها مناسبة لتبرير الخطوات التي قامت بها حكومته، خاصة على مستوى قوانين التقاعد التي تثير غضب الموظفين والنقابات المعارضة والأحزاب السياسية. وكثيرا ما عبّر خصوم عبد الإله بنكيران عن رفضهم لخروجه في المسيرة العمالية، مؤكدين في أكثر من مناسبة أنه يستغل قبعة رئيس الحكومة لمهاجمتهم، ناهيك عن كونهم يعتبرون أنه من غير المعقول أن تخرج "الحكومة للاحتجاج مع العمال على نفسها في عيدهم العالمي، بدل تحقيق مطالبهم".