ظل البرلمان المغربي، منذ الاستقلال وعبر مدة طويلة، علبة سوداء وصندوقا مغلقا أمام الرأي العام المغربي؛ فلم يجرأ أحد على النبش في تاريخه وذاكرته، والكشف عن عدد من المعطيات التي ظلت حبيسة ومستترة عن المواطن المغربي، بالرغم من أنه كان مسرحا للعديد من الأحداث والحكايات الساخرة والمؤلمة. وبالرغم البث المباشر لجلسات الأسئلة الشفهية وحضور الصحافة في مقر البرلمان، فإن الأخير ظل يزخر بالعديد من الكواليس التي تستحق البحث والتدقيق. حوادث كثيرة عرفتها القبة التشريعية، من لقطات ساخرة وحكايات هزلية وملاسنات وخصومات، وأحيانا عراكات بالأيدي ومواجهات بالضرب والعض… ومنها ما عرف ردود فعل سلبية للملك الراحل الحسن الثاني عليها، حيث وصل الأمر به في إحدى خطبه بالبرلمان إلى وصفه "السيرك". كما قال الملك الراحل، في أحد حواراته الصحافية، بالحرف الواحد: "إن البرلمان هو مدرسة الشعب الديمقراطية والتعايش السياسي، فعندما يرى المواطنون على شاشة التلفزيون جلسات المجلس، ويقرؤون في الصحف المناقشات، ويرون كيف يحاور البرلماني زميله معتمدا على الإقناع والحجة لا الإرهاب والتهريج، فإن ذلك يعلم المغاربة التعايش السياسي والحوار الديمقراطي".. الموعد المباشر "نوسطالجيا"، الذي تبثه جريدة "هسبريس"، اختار، هذا المساء وفي حلقته الثالثة، أن ينبش في ذاكرة البرلمان وأن يكشف عن أسرار وحكايات لا يعرفها أغلب المواطنين المغاربة. وفي هذا الصدد، سيستضيف الموظف المتقاعد عبد الحي بنيس، المعروف ب"شاوش البرلمان"، الذي قضى خمسا وثلاثين سنة بقبة البرلمان؛ منها خمس عشرة سنة بالفريق الاستقلالي. يلقبه البعض ب«ميخالة»؛ لأنه قام بجمع كل ما وقع في طريقه من وثائق وأوراق، كما هو حال دافعي العربات في شوارع المدن. وكانت حصيلة عمله التوثيقي عشرات الكتب والأعمال المهمة التي تعدّ وثائق مرجعية لكل من أراد الاشتغال على تاريخ البرلمان وحصيلته منذ فجر الاستقلال. الباحث عبد الحي بنيس توج أعماله التوثيقية بإصدار كتاب جديد، عنونه ب"موسوعة الحكومات المغربية"؛ وهو أول مؤلف من هذا الحجم يتطرق إلى مجمل الحكومات التي عرفها المغرب منذ استقلاله، والتي بلغ عدد أعضائها خلال هذه المدة 375 وزيرا. جدير بالذكر أن متابعة متابعة هذه الحلقة من الموعد المباشر "نوسطالجيا" ستكون متاحة، بالصوت والصورة على جريدة هسبريس الإلكترونيّة، كما سيتم نقل أطوار الموعد باعتماد "تقنيّة المباشر" على صفحة هسبريس بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والقناة الرسمية لجريدة هسبريس الإلكترونية ب"يوتيوب"، ابتداء من الساعة السادسة من مساء اليوم.