أفردت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية حيزا مهما من صفحاتها للتطورات السياسية في فنزويلا، ولانتهاء أجل سريان قانون التسوية الضريبية بالأرجنتين، وكذا للعلاقات الشيلية الأوروبية، ولتداعيات إدانة الرئيس السابق لمجلس النواب البرازيلي، إدواردو كونيا، بالسجن 15 عاما في قضية فساد، ولارتفاع معدل البطالة بالبلاد. فبالأرجنتين، توقفت أغلب الصحف عند قرار المحكمة العليا الفنزويلية الاستيلاء على صلاحيات البرلمان الذي يسيطر عليه معارضو حكومة الرئيس اليساري، نيكولاس مادورو، حيث وصفت يومية "لاناسيون" هذه الخطوة بانها "انقلاب ذاتي''، مذكرة بأن نص قرار المحكمة يشير إلى أنه "طالما أن الجمعية الوطنية خارجة عن القانون، فإن المسؤوليات البرلمانية ستمارس مباشرة من قبل المجلس الدستوري (للمحكمة العليا"). وأضافت الصحيفة أن المعارضة تعتزم الخروج إلى الشارع في مظاهرات احتجاجية ضد قرار المحكمة العليا الفنزويلية، كما طالبت بتفعيل ميثاق منظمة الدول الأمريكية ضد حكومة الرئيس مادورو، مشيرة إلى أنه تم رفع الحصانة البرلمانية عن نواب من المعارضة، ما يعرضهم لمحاكمات محتملة بتهمة الخيانة العظمى أمام السلطات العسكرية. من جهتها، تطرقت يومية "أمبيتو فينانسييرو" إلى انتهاء أجل سريان قانون التسوية الضريبية الذي أطلقته الحكومة في شهر يوليوز الماضي بهدف استعادة الأموال المهربة من النظام المالي الأرجنتيني خلال السنوات الأخيرة، سواء داخل البلاد أو إلى الخارج، والذي ينتظر أن يمكن من استعادة حوالي 130 مليار دولار من هذه الأموال المهربة. وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة الرئيس ماوريسيو ماكري تصف هذا القانون بأنه يمثل "نجاحا كبيرا"، لكونه مكن من استعادة نحو 120 مليار دولار حتى حدود الأسبوع الماضي، لكنها لا تعتزم اعتماده من جديد مستقبلا، مذكرة بأن حجم الرساميل التي تم تهريبها من النظام المالي الأرجنتيني خلال السنوات الأخيرة بسبب الصعوبات الاقتصادية بالبلد الجنوب أمريكي، يصل، وفق تقديرات رسمية، إلى نحو 200 مليار دولار، في حين ترى مؤسسات مثل شبكة العدالة الضريبية أن الأمر يتعلق بضعف هذا الرقم. وبالشيلي، توقفت الصحف، على الخصوص، عند زيارة الدولة التي بدأتها الرئيسة ميشيل باشليت إلى البرتغال، وتستمر يومين، بدعوة من الرئيس مارسيلو ريبيلو دي سوزا، حيث اجتمعت مع الأخير ومع رئيس الوزراء أنطونيو كوستا ومع رئيس الجمعية الوطنية، ادواردو فيرو رودريغيز. ونقلت يومية "لاتيرسيرا" أن الرئيسة باشليت طلبت، في كلمة خلال حضورها ملتقى لرجال الأعمال البرتغاليين والشيليين بلشبونة، دعم البرتغال لتوسيع اتفاقية الشراكة بين الشيلي والاتحاد الأوروبي الموقعة قبل 13 سنة، مشيرة إلى أنه يتم العمل على خارطة طريق جديدة لتطوير هذه الشراكة على المستوى التجاري والسياسي وكذا التعاون، خصوصا وأن المجموعة الأوربية تمثل الشريك التجاري الثالث للبلد الجنوب امريكي، بعد الصين والولايات المتحدة، بمبادلات تصل إلى 17.5 مليار دولار سنويا. واعتبرت أن هذا الحكم سيقضي بشكل كبير على الحياة السياسية لكونيا، ولن يستفيد من حكم مخفف إلا إذا عقد صفقة تعاون مع القضاء يكشف بموجبها عن أسماء قد تكون متورطة بدروها في الفضيحة، وهو ما "يهدد بشكل جدي الرئيس ميشيل تامر، الذي تشير إلى أصابع الاتهام بالتورط في هذه الفضيحة". وبالبرازيل، تطرقت الصحف لتداعيات إدانة الرئيس السابق لمجلس النواب، إدواردو كونيا، بالسجن 15 عاما بتهم "الفساد" "وتبييض الأموال" و"تهريب العملة"، وكذا لارتفاع معدل البطالة بالبلاد. وأشارت يومية "جورنال دو برازيل" إلى أن كونيا، الذي قاد حملة ناجحة لمساءلة الرئيسة السابقة ديلما روسيف أفضت إلى عزلها، أجبر على ترك منصبه في شهر يوليوز الماضي واعتقل في شهر أكتوبر الفائت لاتهامه بتلقي رشاوى في عملية شراء شركة "بتروليو برازيليرو" التي تسيطر عليها الدولة لحقل نفط في بنين. من جهتها، ذكرت يومية "فوليا دي ساو باولو" أن نسبة البطالة في البرازيل بلغت رقما قياسيا جديدا في الفترة ما بين شهري دجنبر وفبراير تجاوز 15.5 مليون عاطل عن العمل. وذكرت، نقلا عن معطيات المعهد البرازيلي للجغرافيا والإحصاء، أن معدل البطالة بالبرازيل، القوة الاقتصادية الأولى بأمريكا اللاتينية، ارتفع إلى 13.2 في المائة، بدل 12.6 في المائة خلال الشهر السابق.