تقع كيسر بقبيلة أولاد سيدي بنداود، على بُعد 30 كيلومترا من مدينة سطات في اتجاه البروج، نسبة إلى جد القبيلة سيدي محمد بن داود، المنسوب إلى الأدارسة، وهناك من المؤرخين من ينسبه إلى أولاد بوزيري الصنهاجيين، والذي توفي في حدود 935 هجرية الموافق ل1528 ميلادية، ودفن في تادلة قرب "غرم العلم"، وتقول الروايات المحلية إن سيدي بنداود قدم من الساقية الحمراء. عند الوصول إلى المركز، يستقبلك شباب وأطفال وهم يعرضون رزما من النعناع للبيع، وأدخنة محلات الشواء تتصاعد في الهواء، وسوق أسبوعي لا يزال يخضع للإصلاحات، عند التوغل داخل المركز التقينا عددا من الشباب، عبروا بعفوية عن عدم رضاهم على وجود مطرح عشوائي للنفايات وسط مركز كيسر وانتشار الكلاب والحيوانات الضالة. "شوف أخويا هاذ الزبالة في المركز، وجاءت قريبة من السوق والإعدادية والطريق، وأصبحت مرتعا لتجمع الكلاب الضالة"، يقول أحد السكان، فيما تأسّفت إحدى الأستاذات المشتغلات بمؤسسة تعليمية بكيسر، عن وجود المطرح العشوائي بالقرب من الإعدادية، معبّرة عن خوفها الشديد من انتشار الكلاب الضالة، محذرة من أخطارها سواء على المواطنين أو التلاميذ أو رجال التعليم المنتشرين بالمنطقة، مطالبة بإيجاد حل معقول للمشكل المطروح. المجلس الجماعي يتحمّل المسؤولية القاسمي بندواود، رئيس جمعية اللويزة للتنمية الاجتماعية بجماعة كيسر، حمّل، في تصريح لهسبريس، المسؤولية في انتشار الكلاب الضالة للمجلس الجماعي والسلطات المحلية، لكونهم لا يتدخلون من أجل تلقيح الكلاب التي يستعملها أصحابها في الحراسة، والتخلص من الكلاب الضالة التائهة بالمنطقة. وسجّل المتحدث غياب مبادرات من المصالح البيطرية، والتي لا تتحقّق إلا بعد مجهودات جمعوية كبيرة من أجل تلقيح كلاب الحراسة ضد داء السعار. واعتبر القاسمي أن المطرح العشوائي للنفايات بمركز كيسر مرتعا يزيد من تفاقم الكلاب الضالة وانتشارها، حيث تتجمع وتشكّل خطرا على السكان، خاصة الأطفال والمتعلمين الذين يتوجهون إلى المؤسسات التعليمية المجاورة للمطرح، مستحضرا حالة افتراس الكلاب الضالة شاة أحد الكسّابة بالمنطقة، داعيا الرئيس إلى التواصل مع جمعيات المجتمع المدني الجادّة والنشيطة في هذا المجال. وأوضح بنداوود أن المطرح العشوائي للنفايات بمركز كيسر يشكل أضرارا صحية، لكونه يصدر روائح كريهة، خاصة أن موقعه قريب من مؤسسة تعليمية والسوق الأسبوعي، وطالب المتحدث الجهات المعنية باحتواء مشكل المطرح العشوائي والتصدي لظاهرة الكلاب الضالة، وتوفير مطرح مراقب ومعالج وتصريف المياه العادمة الراكدة بجانب السوق وفق معايير تحفظ الصحة والطمأنينة للساكنة. المجلس الجماعي: المطرح إرث قديم محمد ياسين الداودي، رئيس المجلس الجماعي لكيسر، قال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن المطرح العشوائي الموجود وسط الجماعة مشكل ورثه المجلس الجماعي الحالي عن مجالس سابقة، حيث يزيد عمر المطرح عن 30 سنة. وأوضح الداودي أن المجلس الجماعي الحالي قام بعملية تنظيف سنة 2016، بعد إفراغ جانب من المطرح وردم الجانب الآخر، معتبرا هذه العملية غير كافية، خاصة أن الكمية الكبيرة من النفايات التي يستقبلها المطرح مصدرها السوق الأسبوعي والمحلات التجارية التي تخلف كثيرا من النفايات. وفيما يخصّ الحلول المتخذة من قبل المجلس الجماعي لكيسر، أوضح الرئيس أن المجلس وافق، خلال إحدى الدورات السابقة، على اقتناء وعاء عقاري بجانب محطة معالجة المياه العادمة بكيسر، والتي تحترم المعايير البيئية من أجل أن ينقل إليها المطرح العشوائي، ليصبح مطرحا جماعيا مراقبا، مشيرا إلى هذا الحل التزمت به الجماعة منذ سنة 2016، وأن المجلس الجماعي الآن بصدد البحث عن الموارد المالية من أجل تحقيق المشروع. وحول انتشار الكلاب الضالة، قال ممثل المجلس الجماعي إن ذلك يطرح إشكالا، مؤكدا أن ذلك من الاختصاص الذاتي للجماعة، ويتطلب استعمال مادة سامة؛ وهو الذي يقتضي تدخل طبيب بيطري مختص، موضحا أن الجماعات القروية الصغيرة لا تتوفر على طبيب بيطري، مردفا أن الإشكال مطروح في عدم توفير المادة السامّة التي تستعمل في محاربة الكلاب الضالة، وهو ما جعل المجلس الجماعي يعاني من هذه الظاهرة في حيرة من أمره. وبخصوص التنسيق مع السلطات لاستعمال الرصاص الحي لمحاربة الكلاب الضالة في غياب المادة السامة، قال الرئيس إن خيار استعمال الرصاص محفوف بالمخاطر، موضحا أن الإشكال المطروح بخصوص الكلاب الضالة أنها تتزايد دوما بكونها تأتي من الدواوير المجاورة المحيطة بالجماعة؛ وهو ما يتطلب حملات منتظمة ومستمرة بمعدل مرة كل شهر.