اهتمت الصحف الصادرة اليوم الاثنين ببلدان أوروبا الغربية بمجموعة من المواضيع من أبرزها الانقسامات وسط الطبقة السياسية الفرنسية، وتطورات قضية الاختلاس "غورتيل" بإسبانيا، والإصلاحات التي أعلن عنها رئيس الوزراء الايطالي، إلى جانب مواضيع أخرى محلية ودولية. ففي إسبانيا، أوردت (إلبايس) أن المتهمين الرئيسيين في قضية الاختلاس "غورتيل"، المتورط فيها قادة سابقون في الحزب الشعبي الحاكم ورجال أعمال، يتفاوضون على اتفاق مع العدالة يسمح بإعادة الأموال المختلسة مقابل خفض الأحكام. أما (الموندو) فنشرت نتائج استطلاع أظهرت أن 43,9 بالمائة من المتعاطفين مع الاشتراكيين يفضلون إعادة انتخاب الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي العمالي الاسباني، بيدرو سانشيز، فيما 31,8 بالمائة يدعمون ترشيح رئيس جهة الباسك السابق، باتشي لوبيز، لقيادة الحزب، و13,6 بالمائة فقط يدعمون رئيسة جهة الأندلس، سوزانا دياز. وبخصوص كاتالونيا ذكرت (لا راثون) أن رئيس حكومة هذه الجهة، الانفصالي كارليس بودجمونت، يريد تجنب مصير سلفه أرتور ماس، المتابع لأنشطته الانفصالية، مضيفة أنه لذالك يدفع بودجمونت بنائبه ورئيس اليسار الجمهوري الكاتالوني، أوريول جونكيراس، لدفع المسؤولية الجنائية للاستفتاء حول الانفصال المقرر هذه السنة. وتابعت اليومية أن ميزانية هذه الجهة، التي يتعين أن تتم الموافقة عليها هذا الشهر والتي تتضمن تخصيص مبالغ مالية لتنظيم الاستفتاء، تورط نائب الرئيس جونكيراس، مشيرة إلى أن بودجمونت يريد أن يتحمل حلفاؤه المسؤولية، بما فيها الجنائية، في عملية الانفصال. أما الصحف البلجيكية فاهتمت بالانقسامات داخل الطبقة السياسية الفرنسية على هامش الحملة الانتخابية، والصراع الجديد بين الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب والرئيس السابق باراك أوباما. وأعربت (لوسوار) عن أسفها لحالة الانقسام الذي تعرفه الطبقة السياسية الفرنسية والتي كانت قد جعلت من الوحدة الوطنية الجواب الوحيد على الإرهاب، مضيفة أن هذه الطبقة تأثرت بالاعتداء الذي استهدف شارلي إيبدو وباريس في 13 نونبر 2015. وتساءل صاحب العمود ماذا تبقى من التجمع ؟ لا شيء، ليخلص إلى أن التجمع انهار في الأشهر الأخيرة بعد صراع عنيف غير مسبوق حول الرئاسة. من جانبها، عادت (لاديرنيير أور) للحديث عن العلاقات المتوترة بين ترامب وأوباما، مضيفة أن ترامب أطلق أول أمس السبت قنبلة سياسية باتهامه أوباما بالتنصت على مكالماته الهاتفية قبل انتخابات 8 نونبر وهو ما نفاه بشكل قاطع فريق الرئيس الأمريكي السابق. أما (لاليبر بلجيك)، فاهتمت بخلافة منصب رئيس المجلس الأوروبي، مشيرة إلى أن وارسو اقترحت مرشحا بولونيا آخرا غير دونالد توسك لرئاسة المجلس. وفي ألمانيا اهتمت أغلب الصحف الصادرة اليوم الاثنين بالتوتر بين أنقرة وبرلين ، على خلفية اتهام ألمانيا بممارسة "ازدواجية المعايير وبالنازية"، بعد مطالب ألمانية بمنع المسؤولين الأتراك القيام بحملات لدعم برنامج انتخابي مؤيد لإصلاحات دستورية تهدف إلى تعزيز صلاحيات الرئيس التركي. فكتبت صحيفة (نويه أوسنابروكر تسايتونغ) أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أوردوغان الأخيرة والتي اعتبر فيها إلغاء تجمعات سياسية مؤيدة له في ألمانيا " شبيهة بتصرفات الحقبة النازية " لا تستند إلى منطق ، والألمان لن يسمحوا باستغلال أراضيهم للحملة الانتخابية معتبرة أن الأمر خطير لأن استراتيجية أوردوغان هو "دوامة التصعيد " ، إذ شبه المنع الألماني بالتصرف " النازي " وتم احتجاز مراسل تركي لصحيفة ألمانية ، إلا أن الحكومة الألمانية الاتحادية وفق الصحيفة ، مازالت تتصرف بحكمة. أما صحيفة (هيسيشه نيدرزاخسيشه غينرال) فكتبت في تعليقها " يبدو أن مزيجا من الخوف والغرور هو ما يحرك هذا الرجل الذي يخشى على منصبه الرئاسي ، لكنه من الممكن أن يفشل " مشيرة إلى أن أردوغان يفكر دائما في اختراع عدو خارجي مثل ألمانيا مما يزيد من دعمه خاصة من قبل الناخبين القوميين . وبالنسبة لصحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) فإن الأمر لا يتعلق بمجرد خطبة وتقديم وجهات نظر ، لكن الأمر يتعلق بشخص "استخدم سلطته للإساءة في معاملة المواطنين " ويريد أن ينشر افكاره أيضا فوق الأراضي الألمانية مشيرة إلى أنه سيكون من الغريب إذا احتجت ألمانيا من جهة ضد اعتقال الصحافي دنيز يوسيل مراسل صحيفة ألمانية ومن جهة أخرى تسمح بالقيام بحملة دعائية لفائدة أوردوغان في ألمانيا إذ سيكون ذلك "تشجيعا صريحا لهذا الاعتقال " ، وفق الصحيفة . وفي إيطاليا، اهتمت الصحف بتصريحات رئيس الوزراء الايطالي باولو جينتيلوني الذي قال أمس الاحد خلال برنامج تلفزيوني ، ان حكومته سوف تستمر حتى عام 2018، وأنه يعتزم مواصلة الإصلاحات التي بدأها سلفه. وكتبت '' المساجيرو '' أن جينتيلوني قال إن حكومته "ليست مؤقتة '' بل هي استمرار للحكومة السابقة ، برئاسة ماتيو رينزي، وتنوي البقاء الى نهاية الولاية التشريعية في عام 2018. وأضافت الصحيفة أن جينتيلوني دعا الى وضع الثقة في حكومته ، كما وعد بمواصلة الإصلاحات التي أطلقها رينزي، مشيرة الى أن رئيس الحكومة شدد بشكل خاص على ضرورة خفض الضريبة على الدخل و إصلاح قانون الاستثمارات . أما صحيفة "لا ريبوبليكا '' فذكرت ، في السياق ذاته ، أن جينتيلوني خرج عن صمته، بدعم من رئيس الدولة ، ليعلن أن الحكومة الحالية ستواصل عملها حتى نهاية الولاية التشريعية عام 2018 لتحقيق الأجندة الاقتصادية للبلاد. وفي سويسرا اهتمت الصحف بالمشاكل التي يواجهها مرشح اليمين الفرنسي، فرانسوا فيون، الغارق في قضية وظائف وهمية لأفراد أسرته. وأشارت (لو تون)، تحت عنون "اليمين الفرنسي أمام محك فيون أو لا شيء"، إلى الوضع الصعب الذي يوجد فيه الذين قرروا التخلي عنه، مضيفة أن "الوقت ينفد والفائز في تمهيديات الحزب الجمهوري حث منتخبي الحزب على تحمل مسؤولياتهم، وأن فرضية وجود خطة بديلة لتعويضه بدأت تلوح في الأفق. من جهتها ذكرت (تريبون دو جنيف) أن فيون، الذي يتعرض لضغط شديد من اليمين الذي يحاول التفاوض حول انسحابه، رد أمس الاحد على من تخلوا عنه بتجديد تأكيد براءته وتشبثه بترشحه،متسائلة إن كان بمقدوره الاستمرار في السباق نحو الرئاسيات رغم الانشقاقات داخل معسكره. وفي البرتغال، خصصت الصحف أبرز تعاليقها لقضية التلاعب في عينة النفايات الخطرة بغوندومار، والقمة المصغرة للاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين في باريس. وكتبت (جورنال دي نوتيسياس) أن النيابة عثرت على أدلة تؤكد التلاعب في عينة نفايات تحتوي على الرصاص والكروم، مشيرة إلى أنه كان قد تم طمر أزيد من 100 طن من النفايات الخطرة لمدة 12 سنة في ساو بيدرو دا كوفا قبل إخراجها، واكتشاف خطورتها، مما قد يعرض السكان لمخاطر صحية. أما (دياريو دي نوتيسياس) فأوردت أنه في الشهر الذي يستعد فيه البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي، يستقبل فرانسوا هولاند بفرساي أنجيلا ميركل وباولو جينتيلوني وماريانو راخوي، مشيرة إلى أن الرئيس الفرنسي قرر دعوة قادة ألمانياوإيطاليا وإسبانيا للتحضير للذكرى ال60 لمعاهدة روما، ومناقشة مستقبل الاتحاد. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بإطلاق كوريا الشمالية لصواريخ باليستية جديدة، والعملية العسكرية العراقية في الموصل، والمجاعة في الصومال. وعادت (الغارديان) لإطلاف كوريا الشمالية أربعة صواريخ اليوم الاثنين من قاعدتها بتونغ تشونغ-ري، قرب الحدود مع الصين، مشيرة إلى هذه الصواريخ، البالغ مداها 1000 كلم، سقطت في البحر قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية. أما (الديلي تلغراف) فتطرقت للقتال الدائر بمدينة الموصل العراقية وشمال سورية متسببا في نزوح عشرات الآلاف من المدنيين، وزيادة تأزم الوضع الإنساني بهذين البلدين، مشيرة إلى أن أزيد من 45 ألف شخص التحقوا بمخيمات النازحين في الموصل منذ مطلع فبراير الماضي. وفي سياق آخر أشارت (الاندبندنت) للوضع في الصومال حيث خلفت المجاعة والإسهال 110 حالة وفاة في الأيام الأخيرة، مضيفة أن الحكومة الصومالية أعلنت الأسبوع الماضي أن الجفاف بات الآن كارثة طبيعية. وفي فرنسا كتبت صحيفة (لوفيغارو) ان معنويات ناخبي اليمين تتأرجح بين اليأس والتمرد، مذكرة بانه بعد خمس سنوات انتهت بفشل مدمر،كان اليمين يمني النفس بفوز في ماي المقبل . واضافت الصحيفة ان كل شيء كان جاهزا، المعارضة كان لها بطلها فرانسوا فيون، فيما كانت الاغلبية تتوفر على مرشح يخلف فرانسوا هولاند، وهو ايمانويل ماكرون، مشيرة الى ان الطريق كان معبدا بالنسبة للاول من اجل المرور الى الدور الثاني ليواجه مارين لوبين رئيس الجبهة الوطنية. لكن ، تتابع الصحيفة ، ادت قضية الوظائف الوهمية المفترضة لزوجة فيون الى خلط كل الاوراق،الى درجة جعلت اليمين يتساءل عما اذا كان سيمر مرشحه الى الدور الثاني ام لا ، مشيرة الى ان عرض القوة المتمثل في التجمع الذي نظمه الاحد بباريس مرشح اليمين والوسط للانتخابات الرئاسية لا يقدم جوابا على هذه القضية. من جهتها اعتبرت صحيفة (ليبراسيون) انه بعد تخلي عدد كبير من المقربين منه، تمكن مرشح اليمين والوسط من جمع ازيد من 40 الف شخص الاحد بباريس ، مضيفة ان مصير فرانسوا فيون كان معلقا على نجاح هذه التعبئته المحفوفة بالمخاطر. ولدى تطرقها الى الاجتماع الاستثنائي للجنة السياسية لحزب (الجمهوريون) المقرر اليوم الاثنين، قالت الصحيفة ان هذه الدعوة اطلقت السبت من قبل رئيس مجلس الشيوخ، جيرار لارشي، ورئيس الحزب بيرنار أكويي، وهما صديقان لفرانسوا فيون، يدرك كل منهما في الكواليس انهما يعملان من اجل البحث عن بديل متوافق بشأنه.