هاجم رشيد الطالبي العلمي، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني القادم لحزب التجمع الوطني للأحرار، المزمع تنظيمه يوم 19 ماي المقبل، من أسماهم المشوشين، في سياق حديثه عن حزب العدالة والتنمية، وما وصفها ب"الجرائد الورقية التابعة لهم"، وقال: "لسنا لقمة سائغة لهؤلاء المشوشين، ولن نلتفت سوى إلى عملنا الداخلي". وتابع العلمي، في اللقاء الوطني التواصلي الذي حضره أعضاء المكتب السياسي والمنسقون الجهويون والإقليميون وبرلمانيو الحزب، اليوم السبت بجامعة الأخوين في إفران، هجومه على رئيس الحكومة المكلف، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بالتساؤل: "من أعطى لنفسه الحق والسلطة خارج إطار المؤسسات للحكم على الناس، والتفريق بين صالح وفاسد، وبين من في الجنة وفي جهنم؟"، وحذر من "هذه الثقافة التي بدأت تدخل على المجتمع المغربي". واعتبر المسؤول الحزبي أن الأطراف التي تهاجم حزب التجمعيين "إنما تسدي له خدمة الإشهار المجاني للحزب"، مشيرا إلى أن "إسلاميي المصباح" للترويج لخطابهم باتوا يعتمدون "آليات متعددة، منها الكتائب الالكترونية والصحف الورقية والمقاهي. لقد تحول النقاش داخل المقاهي من الحديث عن المشاريع الحكومية وانتقاد السياسات العمومية إلى توزيع الأحكام على الناس بالفساد والسرقة"، معتبرا ذلك ثقافة جديدة استطاع "إخوان بنكيران" إرساءها لدى الرأي العام، "وهي مرفوضة". واتهم العلمي حزب العدالة والتنمية بتوفره على "المنظومة التي يتم استغلالها لخلق رأي عام موجه يخدم مصالحهم"، مضيفا: "نحن لن نلتفت إلى هذا، بل اهتماماتنا الحالية منصبة على البناء الداخلي للحزب، والمضي في الدينامية التي جاءت منذ المؤتمر الاستثنائي الأخير ببوزنيقة"، في إشارة إلى الدور الذي بات يلعبه عزيز أخنوش داخل الحزب منذ انتخابه رئيسا لل"RNI". "أن تتم مهاجمتنا بشكل مستمر ونكون حاضرين في نقاشات الرأي العام معناه أننا نزعج، وأننا في الطريق الصحيح"، يقول الطالبي العلمي الذي اعتبر أن "من له الحق في تقييم أداء السياسيين والأحزاب هو المواطن فقط"، ليتساءل: "من نصب إذن الآخر للحكم على الآخرين؟"، وتابع: "لقد خرجنا إلى المعارضة عام 2011 وقلنا إن الحكومة ستفشل لأن حزبنا غير موجود. بعد سنة ونصف لم يستمر مسارها لأنهم كانوا يفتقدون إلى قواعد الاشتغال على قضايا الشأن العام". بنكيران كان حاضرا بقوة في خطاب الطالبي العلمي الذي انتقد بشدة الخرجات السياسية للأول عبر وسائل الإعلام بالقول: "الضامن الوحيد لوحدة المغاربة هو الملك، وهو الوحيد الذي يتوفر على السلطة السياسية ولا أحد يملك الحق في منازعته في سلطته كيفما كان". واعتبر المسؤول السياسي نفسه أن هناك من يفتعل رأيا عاما ويروج أنه الرأي الصحيح ولا يجب التسليم إلا به، وقال: "يشتغلون على الضغط على الرأي العام من أجل القبول به على أنه صحيح. والعكس أنه غير صحيح"، مشيرا إلى أن هذا التوجه، الذي ألمح الطالبي العلمي إلى حزب العدالة والتنمية بنهجه، "يتم استغلاله لصالحهم، في حين كلما ظهر صوت يعارض هذا الرأي يتم الهجوم عليه وسط غياب مواقف الأحزاب السياسية بالشكل المطلوب".