وجّه رشيد الطالبي العلمي، القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار ووزير الشباب والرياضة، نقدا لاذعاً إلى حزب العدالة والتنمية، حليفه في الحكومة الذي أشار إليه دون ذكره تصريحا، متهماً إياه بالوقوف وراء العديد من الحملات التي تهدف إلى تشويه سمعة مسؤولي "حزب الحمامة" وقيادييه. الطالبي العلمي، خلال مشاركته في ورشة "الشباب ورهانات المشاركة السياسية"، ضمن فعاليات النسخة الأولى من الجامعة الصيفية لشبيبة التجمع الوطني للأحرار بمدينة مراكش، قال: "في الأسابيع الأخيرة هناك هجوم ممنهج على حزبنا، لأنهم لمسوا بأن الجدية والقيم التي يدّعون بأنهم يؤمنون بها تخلوا عنها. في المقابل يلاحظ الجميع أننا نحن من نمارس هذه القيم على مستوى أرض الواقع"، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية الذي لم يذكره بالاسم. ومن بين جملة الاستهدافات، يضيف القيادي التجمعي، تلك التي وقعت لزميلته في الحزب لمياء بوطالب، كاتبة الدولة في السياحة والصناعة التقليدية، التي اتهمت ب"تفويت صفقة لزميلها في الحزب، حسن بلخياط"،ما نفته وزارة السياحة مؤكدة أنه "لم يتم توقيع أي عقد مع أي مكتب خبرة". وكشف الطالبي العلمي أنه تم رفع دعوى قضائية ضد بريد إلكتروني مجهول، تابع لشخص معين، يقوم بتسريب معطيات خاطئة إلى الصحافة قصد "توسيخ سمعة مسؤولي التجمع الوطني للأحرار". وأوضح المسؤول الحزبي نفسه أن هذه الهجمات على لمياء بوطالب وحسن بلخياط، وعزيز أخنوش ومحمد بوسعيد، تأتي مباشرة بعد الخطاب الملكي في ذكرى عيد العرش هذه السنة، الذي نوه بدور القطاع الخاص؛ في إشارة ضمنية إلى وجود جهات منزعجة من الإشادة الملكية بالقطاعات التي يوجد على رأسها "وزراء تجمعيون" ولها علاقة مباشرة بالقطاع الخاص، وهو ما عبر عنه الطالبي العلمي بالقول: "هؤلاء يواجهون الخطاب الملكي، ولديهم أجندة لنسف ما تحقق". في السياق ذاته، اتهم الوزير التجمعي في حكومة العثماني حزب العدالة والتنمية، تلميحا، ب"تسويق خطاب مغلوط للرأي العام والترويج للأكاذيب". وأضاف: "هناك حزب سياسي يدّعي بأن شبيبته قوية، وهي الآن مَا حَامْلَاشْ ملتقى من حجم هذا النوع.. يعتقدون بأنهم وحدهم من يتوفرون على مشروع مجتمعي، ولكنهم في الحقيقة يقومون بذلك من أجل الاستفادة من الانتخابات وأصوات المواطنين". ودعا عضو المكتب السياسي ل"التجمع" شبيبة حزبه إلى الاتحاد من أجل مواجهة خطاب "الجيش الإلكتروني"، قائلاً: "عندما يُمس شخص منهم تنهض هذه الجيوش في مواقع التواصل الاجتماعي وتقود حملة على الفايسبوك، في المقابل نحن لا نقوم بذلك". واعترف رئيس مجلس النواب سابقا بضعف التأطير السياسي ل"الشباب التجمعيين" في السابق "لأن مؤسسات الحزب لم تكن مهيكلة على المستويين الإقليمي والجهوي مثل اليوم"، مؤكداً أن حزبه قام بقطيعة مع استراتيجية الماضي، لكن مع الحفاظ على نفس الأخلاق وقيم التجمعيين، على حد تعبيره.