في حوار مطول مع مجلة “جون أفريك” الفرنسية، لم يتردد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ووزير الفلاحة والصيد البحري، في التعبير عن رأيه بخصوص عدد من القضايا، مثل علاقة حزبه بالعدالة والتنمية، والهجومات المتبادلة بين قيادات الحزبين، والتصريحات “النارية” لعبد الإله بنكيران، بالإضافة إلى تأثير ذلك على العمل الحكومي، وطموحاته وحزبه في الإنتخابات التشريعية المقبلة. وعبر أخنوش عن كون الإختلاف بين حزبه و”البيجيدي” أمر عادي، بحكم الإختلاف الإيديولوجي، قائلاً” الإختلاف بيننا وبين حزب العدالة والتنمية، أمر عادي، لأننا لا نتبنى نفس الإيديولوجية، ولكن ما يجمعنا هو برنامج حكومي علينا تطبيقه”. وتابع أخنوش في ذات الحوار، “التضامن الحكومي موجود، ووزراء حزبنا يتابعون ويرافقون رئيس الحكومة في القيام بعمله”، أما بخصوص الإنتقادات التي يوجهها الأحرار لبعض القرارات الحكومية، مما يفهم منه نوع من “الإزدواجية”، أكد أخنوش على أن، ” الأحرار ينتمي إلى الأغلبية الحكومية لكنه في نفس الوقت لديه مناضلين ومواقف، ومقترحات، بالإضافة إلى أن هناك نقاش دائم داخل الحكومة”. وأضاف أخنوش، “إذا رأينا أن أحد القرارات الحكومية سيكون له انعكاسات سلبية، فمن واجبنا التعبير عن ذلك، بشكل بناء يتيح التقويم والتصحيح، إذا ما أخطأت الحكومة”. وقال أخنوش، “نحن ننتقد ونعبر عن إختلافنا مع القرارات التي يشترك مجموعة من المسؤولين في صياغتها، نحن عكس “البيجيدي” الذي ينتقد خلال نهاية الأسبوع الحكومة التي يقودها طيلة أيام الأسبوع”. وفي سياق علاقة التجمع الوطني للأحرار بحزب العدالة والتنمية، وتبادل التصريحات المهاجمة بين قيادات من الطرفين، وخصوصاً تصريحات عضو المكتب السياسي ووزير الشبيبة والرياضة، رشيد الطالبي العلمي، والذي قال إن “البيجيدي” يملك “أجندة خفية”، قال أخنوش: “في حزب العدالة والتنمية، القناصة كما أسميتهم؟، يتم إلحاقهم بالمكتب السياسي (الأمانة العامة)، ويتم إرسالهم بشكل مقصود إلى الجهات لمهاجمتنا، إن حزبنا لم يكن هو مصدر هذه الهجومات لأنه لا يقوم سوى بالتفاعل مع مثل هذه الهجومات التي تحاول إسقاطنا”. وبلغة لا تخلو من التحذير أكد أخنوش، “مهاجمونا يعتقدون أنهم سيوقفون مسيرتنا، لكننا ماضون في طريقنا، وصدقوني يمكننا أن نكون أكثر “خبثاً” منهم”. ورفض عزيز أخنوش، الرد بشكل مباشر على تصريحات عبد الإله بنكيران، الذي هاجمه من خلالها في العديد من خرجاته، واكتفى بالقول، “أحترم جميع رؤساء الحكومة الذين اشتغلت معهم، بمن فيهم عبد الإله بنكيران، ولن أردّ عليه”. وأوضح أخنوش فيما يتعلق بإشكالية “الإزدواجية” في قيادة حزب العدالة والتنمية، ومدى تأثير عبد الإله بنكيران داخل الحزب، “الكل يعلم أن من يقود العدالة والتنمية هو سعد الدين العثماني، هو الرجل القوي داخل الحزب، وهو من حسمنا معه اختيارنا بالإلتحاق في الحكومة والإشتغال المشترك، لكن الرأي العام يطرح أسئلة دائماً حول إزدواجية الزعامة داخل البيجيدي”. وجواباً على سؤال، “جون أفريك” حول ما يعاتبه أخنوش على حزب العدالة والتنمية، وهل الأمر متعلق بالمرجعية الدينية؟. قال عزيز أخنوش:”ما أعاتبه على البيجيدي ليست المرجعية الدينية، لأننا متساوون في الدين، كلنا مسلمون، ولا أحد يستطيع ربح النقط بالدين، ولو حاول استغلاله، لكن ما أعاتبه هو عنادهم في فرض اختياراتهم”. وأضاف أخنوش “تكون الأمور على مايرام عندما نتفق، لكن بمجرد أن نعبر عن وجهة نظر مختلفة معهم حتى تصبح كل الوسائل جيدة لمهاجمتنا”.