أكد أساتذة وباحثون وخبراء في المجال الرياضي، ومجال التربية والتكوين، على أن التوفيق بين الدراسة والرياضة يمر أساسا عبر ملاءمة منظومة التكوين مع الممارسة الرياضية ذات المستوى العالي. وقال المتدخلون، في اليوم الدراسي الذي نظمه المعهد الملكي لتكوين الأطر بسلا، في موضوع "رياضة ودراسة بالمغرب: الرهانات، الاكراهات، وآفاق التطوير"، إن ساعات الزمن الدراسي يجب أن تتوافق مع البرنامج الذي يتطلبه إعداد رياضي من مستوى عال، والتفكير في كافة السبل الكفيلة بتحقيق التوازن بين التحصيل العلمي والممارسة الرياضية المكثفة. وفي هذا الإطار قدم ناصر لاركيت، المدير التقني للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عرضا حول الدراسة والرياضة بأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، حيث أكد أن إحداث هذا المركز يروم إعطاء مفهوم متطور لممارسة كرة القدم، يسمح للشباب بالتميز في مسارهم الدراسي، وكذا بلوغ مستويات دولية في اللعبة ، تمكن اللاعبين، خريجي الأكاديمية من الممارسة في مختلف الدوريات المحترفة وكذا المنتخب الوطني. وأضاف لاركيت أن التكوين بأكاديمية محمد السادس يرسخ لدى الشباب ضرورة اكتساب المهنية في تعلم كرة القدم، لأن أي مهنة تحتاج إلى تكوين، وأي تكوين يجب أن يكون شاملا ومتكاملا، يأخذ بعين الاعتبار جميع المهارات، الرياضية منها، والعلمية، التي تساعد الشباب على النجاح، من أجل تحقيق الأهداف التي أحدث من أجلها هذا المشروع، علما أن النتائج المحققة لحد الآن تسير في نفس رؤية الأكاديمية والاستراتيجية التي وضعت لها، رياضيا أو دراسيا. من جانبه، أشار ألكور خوصي، ممثل الجامعة الفرنسية لكرة القدم، في مداخلته التي قدم خلالها تجربة الجامعة الفرنسية في مجال كرة القدم المدرسية، أن الأقسام الرياضية المدرسية التي تشرف عليها الجامعة الفرنسية تبلغ 934 قسما رياضيا، تستوعب أكثر من 21 ألف تلميذ، وحوالي 2000 تلميذة، حيث وصل معدل التلاميذ الذين استطاعوا الحصول على الاجازة إلى أكثر من 20 ألف، وأكثر من ألف تلميذة. وأوضح خوصي أن مسار التفوق الرياضي، يمر عبر تبني أرضية تجمع بين الدراسة والرياضة، مشيرا إلى أن بلوغ الاحتراف في أي رياضة يتم من خلال الولوج إلى مراكز التكوين، التي تخرج النخب الرياضية المحترفة من خلال المناهج العلمية والبيداغوجية المتبعة. إلى ذلك، ذكر دادوشي محمد فريد، مدير الرياضة المدرسية بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، أن الرياضة المدرسية تعتبر مشروعا مجتمعيا ينبغي أن تعبأ له جميع الوسائل من أجل اكتشاف المواهب الرياضية التي تزخر بها المدارس الرياضية الوطنية، من بنى تحتية، وأطر رياضية وتربوية، وموارد مالية، وتتبع وتقييم برامج الرياضة المدرسية من إجل إرساء ثقافة الجمع بين الدراسة والرياضة لدى التلاميذ. من جهتها أبرزت بلمرحار فتيحة، مفتشة رئيسية بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، تجربة المغرب في مجال الدراسة والرياضة من خلال أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، ومركز التكوين لفريق اتحاد الفتح الرياضي لكرة القدم، وبعض التجارب السابقة، حيث خلصت إلى ان القاسم المشترك بين مختلف المراكز هو إحداث برنامج خاص بالتداريب والتحصيل العلمي هدفه الملائمة بين الدراسة والرياضة، مستحضرة تجربة اتحاد الفتح الرياضي، الذي اختار أن يستفيد تلامذته من دروس خارج مركز التكوين وبتوقيت يلائم ممارستهم الرياضية تحت إشراف مسؤول بيداغوجي. واختتمت مداخلات اليوم الدراسي بعرض الأستاذ الباحث بالمعهد الملكي لتكوين الأطر إسعاد مستقيم، الذي قدم مجموعة من المقترحات حول الطريقة الذي يجب اتباعها من أجل إرساء نموذج فعال، يجمع بين الرياضة والدراسة، ويسمح للشباب بتحقيق هدفين في آن واحد، رياضي وعلمي، حيث اعتير أن المدخل يعتبر قانونيا بالأساس، من خلال تعزيز القوانين الموضوعة سلفا لهذا الغرض، بمقتضيات أخرى تنص على تنظيم زمن دراسي خاص بالممارسين الرياضيين، والتعامل بمرونة مع التزاماتهم في الجانب الرياضي على مستوى الإعداد، والمنافسة، والتتبع الطبي.