مع إيقاف سلطات الجارة الجزائر لزعيم "الطائفة الأحمدية" و11 عضوا آخرين من الطائفة ذاتها بتهمة "ممارسة شعائر دينية وتصرفات غريبة عن الإسلام"، تثير تحركات هذه الطائفة، التي يؤمن أتباعها بوجود رسول ثانٍ مبعوث للمسلمين بعد الرسول محمد ﷺ، يدعى "ميرزا غلام أحمد"، عدة تساؤلات، أبرزها: هل يوجد مغاربة يعتنقون الديانة الأحمدية؟ استقصاء ميداني قامت به هسبريس أظهر وجود عدد قليل من الأحمديين في بعض المدن المغربية، والذين يعتقدون بالديانة الأحمدية بشكل فردي دون القيام بالتعبئة لها أو نشرها وسط المجتمع المغربي، حيث توصلت الجريدة بوجود عشرات المواطنين يعتقون الأحمدية، وينتمون إلى "الجماعة الإسلامية الأحمدية"، التي ظهرت لأول مرة عام 1889 بقرية "قاديان"، بمنطقة البنجاب في الهند، ولها في الوقت الراهن فروع في عدد من البلدان العربية والغربية. المعطيات ذاتها تشير إلى أن "الأحمديين" يعتنقون معتقدات "الجماعة الإسلامية الأحمدية" بشكل سري ويشتغلون في الخفاء، بداعي التوجس الأمني والخوف من الاعتقال من لدن السلطات المغربية بتهمة "زعزعة عقيدة المسلمين" و"إنشاء جمعية والانتماء إلى جماعة غير مرخص لها قانونيا"، خاصة أن وثائق الجماعة، التي اطلعت عليها هسبريس، تشير إلى أن هناك "إخلاصاً للأحمدية وولاءها للعالم الإسلامي والعربي" وتقدم عدة "خدمات إلى العالم العربي". معتقدات الأحمديين تشير الوثائق الفكرية والتأسيسية الرسمية ل"الجماعة الإسلامية الأحمدية"، التي اطلعت عليها هسبريس، إلى أن مؤسسها ميرزا غلام أحمد القادياني، الذي توفي عام 1908، هو "المسيح الموعود والمهدي المنتظر"، مضيفة أنه "ذلك الموعود الذي بشّرنا سيدُنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم بمجيئه في الزمن الأخير، والذي ارتقبت بعثتَه مختلف الديانات بحسب نبوءاتها وبشاراتها وتسمياتها له"، حيث يلقب ب"سيدنا عليه السلام". ويعتقد أتباع ميرزا غلام أحمد بالإسلام دينا ومُعتقداً وعبادات، بجانب "نظام الخلافة الراشدة"، معتبرين أن أول خليفة في العهد الحالي هو مؤسسها، أعقبه أربعة خلفاء أحمديين، آخرهم مرزا مسرور أحمد، المقيم بالعاصمة البريطانية لندن، ويلقب ب"أمير المؤمنين" و"الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام"، فيما ترى أن "عودة نظام الخلافة بين المسلمين في الزمن الأخير مرة أخرى هي بشارة قرآنية متحققة اليوم في جماعتنا الأحمدية دون سائر المذاهب والفِرق الإسلامية". وتُقدّم الطائفة الأحمدية على أنها جماعة إسلامية تتوفر على عشرات الملايين من الأتباع، وأنها قامت بعدة إنجازات؛ من ضمنها تشييد آلاف المساجد لنشر الدعوة الإسلامية في مختلف دول العالم، مشيرة إلى أن أول مسجد بني في لندن "مسجد الفضل"، سنة 1924 كان على يدها، بجانب مراكز للدعوة في نحو 170 بلدا. كما تتوفر الطائفة على محطة فضائية تدعى (MTA International) بلندن؛ في حين تصدر "الأحمدية" جرائد ومجلات تحمل أسماء مختلفة، ك"مجلة التقوى" و"البشرى" و"الرسالة"، وغيرها والتي تصدرها باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والأردية والإندونيسية. وتشترط الأحمدية على أتباعها التبرع ب6.25 في المائة من الدخل الشهري لكل فرد بجانب الزكاة، لضخها في ميزانية الجماعة. دعم أمريكي تجد "الأحمدية" دعما واضحا من لدن الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتصفها وسائل إعلام وجهات سياسية بأنها "طائفة وأقلية إسلامية مضطهدة"، فيما كشفت تقارير رسمية أمريكية أنّ لهذه الطائفة تمثيلا رسميا من خلال مجموعة عمل برلمانية في الكونغرس، على أنها تمثل ما بين 15 ألفا و20 ألف أحمدي يعيشون في أمريكا. وبثت وسائل إعلام أمريكية، منذ سنتين، كيف أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن مساندته للطائفة الأحمدية، خلال حضوره ل"فطور الصلاة الوطني". كما كشفت المصادر ذاتها أن زعيمة الجماعة، تدعى نانسي بيلوسي، تنتمي إلى الحزب الديمقراطي، وهي عضوة في مجلس النواب. كما أن مجموعة العمل البرلمانية للأحمديين تضم في قيادتها نائبا جمهوريا عن فرجينيا، "فرانك وولف"، ونائبا ديمقراطيا عن كاليفورنيا، هو "جاكي سبير"، داخل الكونغرس.