مباشرة بعد اعتقال السلطات الجزائرية لزعيم الطائفة الأحمدية في الجارة الجزائرية، محمد فالي، بسبب معتقداته وأنشطته الدينية، سارع عدد من الأحمديين المغاربة إلى إعلان تضامنهم مع الناشط الجزائري عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتنديد باعتقاله من طرف سلطات نظام عبد العزيز بوتفليقة. ورغم أن "الأحمديين" المغاربة يعتنقون معتقدات "الجماعة الإسلامية الأحمدية" بشكل سري ويشتغلون في الخفاء، إلا إن واقعة اعتقال زعيم الجماعة في الجزائر دفعت عددا منهم إلى الخروج للعلن في موقع "فيسبوك"، إذ عمد بعضهم، وفق ما اطلعت عليه هسبريس، إلى تغيير صورهم الخاصة واستبدالها بصورة محمد فالي، مرفقة بعبارات تضامنية من قبيل "الحرية للأحمدي المظلوم". وعمد أحمديون مغاربة آخرون إلى التنديد باعتقال زعيم الجماعة الدينية في الجزائر داخل مجموعات مفتوحة للعموم بالفضاء الأزرق للتواصل الاجتماعي، في وقت يتخوف غالبية الأحمديين المغاربة من الظهور في العلن، بداعي التوجس الأمني والخوف من الاعتقال من لدن السلطات المغربية، مثل الجزائرية، بتهمة "زعزعة عقيدة المسلمين" و"إنشاء جمعية والانتماء إلى جماعة غير مرخص لها قانونيا". وفي تقريرها السنوي الأخير عن وضع الحريات الدينية حول العالم لهذا العام، كشفت الخارجية الأمريكية أن عدد المغاربة الذين يعتنقون الأحمدية يبلغ 600، وأن أكثر من 600 ألف شخص انضموا إليها العام الماضي من جميع أنحاء العالم، وأنها تتوفر على فروع لها في في 210 بلدان، وحضر مؤتمرين حاشدين لها، نظما خلال شهري يوليوز الماضي وغشت الجاري في بريطانيا وألمانيا، قرابة 60 ألف أحمدي من أجل تقديم البيعة لزعيم الجماعة ميرزا مسرور أحمد. وفي الجزائر، كثفت السلطات الأمنية، خلال الأشهر الأخيرة، من حملات الملاحقة لأتباع "الطائفة الأحمدية"، ضمن إجراءات صارمة اتخذتها الحكومة، بمبرر أنهم "يجمعون تبرعات ويقومون بنشاطات غير مرخصة" و"استشعاراً منها للخطر الذي يشكله تزايد عددهم"، وهو ما دفع منظمة العفو الدولية إلى حث السلطات الجزائرية على وقف ملاحقة أتباع الطائفة بدعوى أن ذلك "مساس بحرية المعتقد". وفيما تصف المنظمة الدولية الأحمديين بأنهم أقلية دينية ويبلغ عددهم في الجزائر قرابة ألفين، قالت في تقرير سابق لها إن ما لا يقل عن 280 شخصاً منهم تعرضوا للتحقيق أو للملاحقة القضائية على مدى العام الماضي، "منذ بدء حملة للإيقاف عقب فشل محاولات تسجيل جمعية أحمدية، وافتتاح أحد المساجد الجديدة في 2016"، في وقت ترى الحكومة أن الجماعة تمثل تهديدا للجزائر. والطائفة الأحمدية أو "القاديانية" تطلق على نفسها اسم "الجماعة الإسلامية الأحمدية"، ويصفها أتباعها بأنها "جماعة إسلامية تجديدية عالمية"، تؤمن بما تنعته ب"نظام الخلافة"، وتأسست عام 1889 في قاديان بإقليم بنجاب بالهند، على يد ميرزا غلام أحمد القادياني، الذي يقدم نفسه على أنه "المسيح الموعود والمهدي المنتظر"؛ فيما ميزرا مسرور أحمد، المقيم حاليا بالعاصمة البريطانية لندن، يلقب ب"أمير المؤمنين" و"الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام".