بالرغم من تشابه التاريخ والمكان، فإن الفروق ما بين زخم الحراك الاجتماعي الذي انطلق سنة 2011 مع حركة 20 فبراير وبين ذكراه السادسة التي تحل اليوم كانت جد شاسعة، بعدما أحيا بضع عشرات من الشباب ذكرى مرور ست سنوات على الحراك مساء اليوم الاثنين بالعاصمة الرباط. الطيب مضماض، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وناشط بحركة 20 فبراير، وبالرغم من الإحياء الباهت للذكرى السالفة فإنه يؤكد أن حوالي 30 مدينة خرجت من أجل تخليد الذكرى السادسة لحركة 20 فبراير "المجيدة"، مشددا في الآن ذاته على استمرارية نضال الحركة. وعدّد مضماض التراجعات التي مست المكتسبات المرتبطة بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة، قبل أن ترفع شعارات من قبيل: "الكرامة والحريّة.. لا مخزن لا رعية"، "ولادكم قريتهم وأولاد الشعب كلختوهم"، "كيف تعيش يا مسكين المعيشة دارت جنحين"، "غير بيت وكوزينا المعيشة غاليا علينا"، "باركا من عبودية وهذا زمن الحرية"، "وباش حنا مواطنين لا حقوق لا قوانين"، "عاش الشعب عاش عاش المغاربة ماشي أوباش"، "عشريتي وراسي مرفوع ما مشري ما مبيوع". من جانبه، شدد إلياس الخليفي، الناشط الفبرايري، خلال تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن تخليد الذكرى هو التأكيد على استمرارية الشعب المغربي من أجل إسقاط الفساد والاستبداد وبناء مغرب الكرامة والحريّة والعدالة الاجتماعية. ولم ينف المتحدث أن الحركة حققت جزءا من أهدافها فقط من خلال تحقيق بعض المكتسبات الجزئية؛ "لكن المخزن حاول الالتفاف عليها ويسعى إلى إرجاع الوضع إلى أسوء ما كان عليه قبل الحراك الاجتماعي، والواقع يؤكد هذا الطرح من خلال الاحتقان الاجتماعي الحالي والزيادات في الأسعار ومصادرة الحرية في الاحتجاج والتعبير". من جانبه، ثمّن عبد الحميد أمين، الناشط الحقوقي والسياسي، "إحياء الذكرى المجيدة" على مدى يومين وبالعديد من المدن المغربية، بمساهمة فئات واسعة من المواطنين؛ "لكن يمكن القول إن الحركة لم تبق قوية كما كانت خلال انطلاقتها. وتابع الناشط الحقوقي والسياسي أن "المهم أنها ما زالت حية، وممكن أن تفاجئ الجميع، بحكم أن الأسباب التي دفعت بالحركة إلى البروز خلال أيامها الأولى؛ وهي الفساد والاستبداد، الذي لا يزال قائما".