كشف الشيخ حمّاد القباج عن وجود تهديدات له بالقتل من لدن ما يسمى بتنظيم الدولة في العراق والشام، بعدما نشرت مؤسسة "البتار" المقربة من التنظيم سالف الذكر المعروف إعلاميا باسم "داعش" مقالا اعتبره القباج تحريضيا ضد عدد من العلماء والدعاة؛ من بينهم حسن الكتاني وعمر الحدوشي، والذين وصفهم كاتب المقال ب"حمير العلم". وأكد القباج، في تصريحه لجريدة "هسبريس" الإلكترونية، أن هذا التهديد يعد الأول من نوعه، قبل أن يستطرد أنه غير مستغرب ما دام أن منظومة هذا التيار المتداخلة بين المتطرفين التكفيرين الخوارج وبين من لهم مصالح سياسية "وبالتالي تكون هنالك بعض المتابعة والرصد". وأردف المتحدث بالقول إن هذه التهديدات ترتبط في الغالب بالأشخاص الذين يكون لهم دور في قطع الطريق على استقطاب الشباب من لدن "داعش" والاستجابة لدعواتهم المتطرفة والخطيرة، "وهذا ما يدفع بالتنظيم إلى القيام بكل ما من شأنه أن يزيلك ولا يدعك كعقبة لهم في الطريق. وفي اعتقادي، فإن حجم المقاومة الذي أسعى من خلاله لمواجهة هذا المد "الخطير لداعش" على الدين والبشرية هو ما دفع بهذه المنظومة إلى اتخاذ مثل هاته المواقف"، يقول الشيخ ذاته. وفيما نشر حماد القباج تدوينة له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" أكد من خلالها أنه يتمتع بحماية لا يستطيع أحد خرقها مهما كانت قوته، موضحا أنه لن يموت قبل أجله والأعمار بيد الله، قبل أن يستدل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "واعلم أن الناس لو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك". وزاد القباج في تعليقه الموجه إلى "الداعشي المخدوع" بالقول إن "لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك، وسأستمر في مقاومة فكرك المتطرف وسلوكك العنيف الذي يراد نسبته إلى دين السلام والرحمة والخير، لصد الناس عنه"، قبل أن يضيف: "يكفيني شرفا أنك جعلتني في خندق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين استهدفهم أجدادك الخوارج المارقون". واعتبر القباج أن مثل هذه الدعوات التحريضية لها ارتباط بأجهزة استخباراتية تابعة لدول توظف هؤلاء المتطرفين لمصالحها وحساباتها كإيران وإسرائيل، من خلال ضرب المعتدلين من المسلمين بالغلاة المتطرفين، وكذا من أجل التنفير من الإسلام بصنع "الظاهرة الداعشية" وتقويتها وإبرازها؛ وذلك لتنفير الناس والحد من دخولهم في دين الله أفواجا، حسب رأيه. وعاد الشيخ السلفي إلى التأكيد على أن هؤلاء المتطرفين الإرهابيين مسيَّسون، على حد قوله، بحكم أنهم لا يستهدفون الأعداء الحقيقيين للأمة بقدر ما يستهدفون إخوانهم في الدين والقبلة والشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج، حسب ما نشره على صفحته الرسمية على الفايسبوك. وأكد القباج، في ختام تصريحه للجريدة، أن التخويف سيأتي بنتائج عكسية، "فأنا لا أتخذ موقفي المناهض للتطرف سياسة ولكن كديانة، وبالتالي فبمنطلق العقيدة والمبدأ سأصر على مقاومة هذا التطرّف بكل السبل المتاحة، سواء بشكل فردي أو مؤسساتي".