عاد تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف ب"داعش"، إلى تهديد مشايخ سلفيين مغاربة بالقتل والنحر عبر "سكاكين مسمومة"، من خلال بيان صادر عن مؤسسة "البتار" المقربة من تنظيم أبي بكر البغدادي، واصفا إياهم ب"حُمُر العلم"، بينما نعت رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ب"الطاغوت". ووزعت "البتار" الداعشية العديد من النعوت على مشايخ سلفيين سبق لهم أن اعتقلوا سنوات طويلة قبل أن يحظوا بعفو ملكي في السنوات القليلة الأخيرة، واصفة عمر الحدوشي ب"المرتزق والمنافق"، ومحمد الفزازي ب"خطيب الطاغوت"، والكتاني ب"القبوري"، ورفيقي أبو حفص ب"العلماني"، والشاذلي ب"البلطجي". وأوردت "داعش" أن هؤلاء الشيوخ تسابقوا إلى الكفر، وأنهم "رؤوس صحوات مستقبلية يوم تنقدح شرارة الجهاد في المغرب الأقصى"، حسب تعبيرها، مضيفة: "فدونكم السكاكين السامة، فهي أسهل وأسرع طريقة لنحر هؤلاء المرتدين، وليكن شعاركم "لا نجوت إن نجا حمار العلم جندي الطاغوت"". وتوعدت "داعش" عبر ذراعها الإعلامية أن تفتح ملفات من سمتهم "حمير العلم في المغرب الأقصى"، خاصة منهم "المحاربون لدولة الإسلام"، ملفا ملفا، "حتى يعرف الناس حقيقتهم بإذن الله"، حسب تعبيرها، وقررت أن تبدأ بمسار الشيخ الحدوشي داخل السجن، وحتى بعد العفو عنه. وخص البيان حيزا واسعا للحدوشي، وقال "إنه حاول عبثا تصوير نفسه أسدا مغوارا، يوم قال في خطبته العنترية: "دخلنا السجن أسودا وخرجنا أسودا""، مضيفا أنه وغيره "لا علاقة لهم بأهل السنة والجماعة وعقيدتهم، وأن بينهم وبينهما كما بين سدرة المنتهى وقاع الثرى"، حسب تعبيره. وشحذت "داعش" كل النعوت المنفرة لتسفه الحدوشي و"إخوانه" السلفيين الذين اعتقلوا وحكموا بمدد سجنية مختلفة، قبل أن يعانقوا الحرية بعفو ملكي خاص، إذ زعمت أن الحدوشي "اشتهر برفع التقارير الأمنية، خاصة عن الإخوة الذين يتوفرون على هواتف نقالة داخل السجن، مقابل تمتيعه بامتيازات". وبعد خروجه من السجن، يضيف المصدر ذاته، "شهر الحدوشي أسلحته وقاتل على جبهتين"؛ الجبهة الأولى استهدف من خلالها كتب العقيدة السلفية النجدية، ورمى مشايخ الدعوة بالغلو، والجبهة الثانية انخراطه ضمنيا في ما سمته "البتار" "التحالف الصليبي"، وانضمامه إلى كتيبة "حمير العلم" لنشر الشبهات الخاصة. ونشرت "البتار" الداعشية صورة للحدوشي وهو يعانق بنكيران، ويأخذه بالأحضان، ووصفت الأخير ب"الطاغية"، مضيفة أن الحدوشي "لا يرى كفر القاضي الذي يحكم بالطاغوت ويأمر بسجنه"، وفق تعبيرها، قبل أن تورد أنه "انتفع من أعطيات معتقلي المخدرات"، على حد زعمها. أبو حفص: الحياة بيد الله ويعلق رفيقي أبو حفص، المعتقل الإسلامي السابق على ذمة قضايا الإرهاب، على اتهامات "داعش" الجديدة، قائلا ضمن تصريحات لهسبريس إنها تهديدات "أصبحت معتادة، ولا تشكل له أي جديد، خاصة بعدما آل على نفسه مهمة كشف التطرف وتبصير الشباب بمسالكه وعوراته". واستطرد رفيقي بأنه "من الطبيعي أن يتعرض لمثل هذه التهديدات من "داعش"، ومن الطبيعي أن يتخوف على سلامته، وأن يصيب مثل هذا التهديد عائلته والمقربين منه بالرعب"، مبرزا أن الحياة والموت بيد الله لا بيد داعش، وأن "الأمن يبذل جهدا مميزا في حماية المواطنين". وخلص أبو حفص إلى أن "تهديدات "داعش" له لن تثنيه عن ممارسة دوره وأداء الرسالة التي اضطلع بها"، قبل أن يؤكد بالقول: "ما يلزمني حاليا هو الاستمرار في طريقي، وتقديم خبرتي للوطن للتعاون على مكافحة الإرهاب والتطرف الفكري". الشاذلي: مستعدون للمناقشة عبد الكريم الشاذلي، المنسق الوطني لحزب "الحركة الديمقراطية والاجتماعية" وأحد الذين وردت أسماؤهم بلائحة التهديد، قال عن خرجة "الدواعش" التهديدية تجاه بعض المشايخ "لا تخيفني، وما هي إلا شوشرة إعلامية من تنظيم داعش الذي اعتبره مجرد كيانات استخباراتية مصطنعة". ويرى الناشط السلفي، في تصريح لهسبريس، أن السبيل لمواجهة تلك التهديدات هو الحوار، قائلا: "بينا وبينهم كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام"، معتبرا أن "المشايخ المغاربة بعيدون عن أي مبرر للتهديد بالقتل لأنهم لم يقترفوا ما يضر بالإسلام والمسلمين"، معقبا على وصفه ب"البلطجي" بقوله: "لم أفهم تلك الصفة وما يقصدون بها"، قبل أن يتساءل مستنكرا: "ما علاقتي بها إن كانت مرتبطة بالبلطجية في مصر؟". واستغرب الشاذلي كون من يبثون رسائل التحريض والتهديد من الموالين لتنظيم "داعش" هم "أشخاص مجهولو الهوية لما يتخفون وراء ألقاب وأسماء غير معروفة"، وأضاف: "إذا كانت لديهم قوة في الحجة والمبرر فليظهروا، ونحن مستعدون لمناقشتهم"، متسائلا في الوقت ذاته: "لا أعرف أصلا تلك الجهات؛ هل هي داعش فعلا أم جهات أخرى؟".