خصصت الصحف الصادرة بأمريكا الشمالية مواضيعها الرئيسية للحديث عن جدول أعمال الرئيس الجديد للولايات المتحدة دونالد ترامب، وانعكاس سياسات هذا الأخير على العلاقات التجارية بين بلدان أمريكا الشمالية. وكتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أنه مباشرة بعد تنصيبه، يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعتمد بشكل كبير على المراسيم التنفيذية، ليس فقط من أجل عكس المبادرات التي قامت بها الإدارة السابقة، لكن أيضا لوضع سياسات فيدرالية جديدة تشمل الهجرة والرعاية الصحية ومجالات أخرى كانت تعتبر تقليديا من اختصاص مجلس الشيوخ. واعتبرت الصحيفة أن هذه السلسلة من المراسيم التنفيذية حشرت الجمهوريين في وضع حرج، إن كان عليهم إظهار تأييدهم لرئيس من حزبهم "يستعرض قوته بعدوانية"، بعدما انتقدوا بشدة سلفه باراك أوباما للجوئه إلى الطريقة نفسها لتنفيذ سياساته. واعتبرت الصحيفة أن حماس ترامب للجوء إلى المراسيم التنفيذية يمكنه من تحقيق تقدم فوري في تنفيذ عدد من وعوده الانتخابية عوض انتظار المسلسل التشريعي الطويل، لكن عددا من مقترحاته الكبرى، ومن بينها بناء جدار على الحدود مع المكسيك وإحداث مكتب جديد لضحايا جرائم المهاجرين غير القانونيين بالبلد، ستكون في حاجة إلى تمويل من الكونغرس، وهو الأمر غير الأكيد في ظل المناخ السياسي الحالي. من جانبها، لاحظت بهذا الصدد صحيفة (بوليتيكو) أن فريق الرئيس دونالد ترامب قام بمجهودات محدودة للتشاور مع محاميي الوكالات الفيدرالية أو المشرعين قبل وضع المراسيم التنفيذية، وهو ما سيغذي المخاوف من أن البيت الأبيض لن يحرز أي تقدم من خلال إصدار مراسيم معيبة، قد يكون من المستحيل تنفيذها. ومن بين الانعكاسات لهذه السياسات، نقلت صحيفة (واشنطن بوست) عن مسؤول رفيع أن الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو يفكر في إلغاء زيارته المرتقبة الاسبوع المقبل إلى الولاياتالمتحدة عقب أمر الرئيس ترامب بإطلاق بناء سور على الحدود بين البلدين. ونقلت الصحيفة تصريح بينا نييتو، في خطاب متلفز، بأنه يرفض هذا القرار ويؤكد ان بلده لن يدفع تكاليف بناء السور بالرغم من تحذيرات ترامب في هذا الاتجاه. من جانبها، سجلت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن مرسوما رئاسيا قد يعزز من الانخراط العسكري للولايات المتحدة بسورية من خلال امر وزارتي الدفاع والخارجية بوضع مخطط يرمي إلى إحداث مناطق أمنية لحماية المدنيين السوريين الفارين من النزاع. وأبرزت الصحيفة ان ترامب اشار إلى ان هذه المناطق يمكن أن تشكل بديلا عن قبول اللاجئين السوريين بالولاياتالمتحدة، وهو الأمر التي يعتبر من القضايا الكبرى بالنسبة للإدارة الحالية. بكندا، كتبت صحيفة (لا بريس) أن الوزير الأول، جوستان ترودو، صرح أنه غير قادر في الوقت الراهن على قياس تأثير سياسات الإدارة الجديدة لدونالد ترامب بالولاياتالمتحدة على الاقتصاد الكندي، مشيرة إلى أن ترودو اضاف، خلال لقاء عمومي بجامعة ساسكاتشيوان، أن أولويته تتمثل في إبراز لحكومة ترامب مزايا التجارة الكندية الأمريكية وإلى أي مدى هناك ترابط قوي بين اقتصادي البلدين في هذا السياق، أبرزت الصحيفة أن ترودو كشف عن أنه قيل لحكومته من قبل الإدارة الأمريكية أن العلاقات مع الولاياتالمتحدة متوازنة وتعود بالنفع على عدد من الولاياتالأمريكية، وليس فقط الولايات الواقعة في الشمال. وذكرت بأن دونالد ترامب اكد خلال الأسبوع الجاري أنه ينوي إعادة التفاوض حول اتفاق التجارة الحرة بأمريكا الشمالية (نافتا) الذي يربط بلده بكنداوالمكسيك وأنه سيعمل على فرض رسوم على بعض المواد المستوردة، لافتة إلى أن ترودو أكد أن إضافة حواجز تجارية بين كنداوالولاياتالمتحدة سيضر كثيرا بسوق الشغل على جانبي الحدود. من جهتها، اعتبرت (لو دوفوار) أن إعادة التفاوض حول اتفاق (نافتا) أو نشوب نزاع بين الأمريكيين والمكسيكيين قد يكون فرصة سانحة بالنسبة للشركات الكيبيكة لتقديم نفسها كشريك تجاري ممتاز بالنسبة للمكسيك، وهو البلد الذي تصل صادرات الإقليم إليه حوالي 1,3 مليار دولار، مشيرة إلى أن المقاولات الكيبيكية في مستوى ملأ الفراغ الذي قد تخلفه المنتوجات الأمريكية في حال تبادل فرض الرسوم بين المكسيكوالولاياتالمتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الموقف الصادر عن بعض المراقبين المخضرمين يأتي في وقت يعم فيه الحنق بالمكسيك من تهديدات الرئيس دونالد ترامب، كما أكدت من أن أي خلاف حول تنازلات مستقبلية قد يدفعها إلى الانسحاب من طاولة المفاوضات حول اتفاق (نافتا). ببنما، كشفت صحيفة (بنماأمريكا) أن شعبية الرئيس خوان كارلوس فاريلا ما زالت في تراجع بالرغم من قيامه باستراتيجيات تواصلية لاستعادة شعبيته وسط المواطنين، مبرزة في هذا الصدد أن أول استطلاع رأي خلال سنة 2017 أبرز أن 60 في المئة من المستجوبين يعارضون طريقة تدبيره لشؤون الحكومة، مقابل تأييد 37 في المئة فقط. وأضافت الصحيفة أن فاريلا فقد 9 نقاط في شعبيته بين فبراير 2016 و يناير 2017، مشيرة إلى أن هذا التراجع يعزى بالأساس إلى فشل الحكومة في تنفيذ عدد من البرامج المتعلقة بالصحة والتعليم والسكن والنقل والولوج إلى الماء الصالح للشرب. في موضوع آخر، تطرقت صحيفة (لا إستريا) إلى شروع النيابة العامة في الاستماع إلى 9 من بين 17 متهما بتلقي رشاوى من الشركة البرازيلية (أودبريشت) بين سنتي 2009 و 2014، معتبرة أن الثمانية المتبقين، ومن بينهم نجلي الرئيس السابق ريكاردو مارتينيلي، يوجدون خارج البلد، ومن المتوقع ان تصدر السلطات القضائية مذكرات إحضار في حقهم. بالمكسيك، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن الرئيس انريكي بينيا نييتو شدد على أن بلاده لن تدفع تكاليف بناء الجدار، الذي قد أمر نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، بتشييده للفصل بين البلدين، مشيرة إلى أن الرئيس نييتو أكد أن المكسيك لا تؤمن بالأسوار والجدران. من جهتها، أبرزت صحيفة (لاخورنادا) أن الرئيس بينيا نييتو أعطى أوامره لوزارة الخارجية لتعزيز التدابير الرامية إلى حماية المواطنين المكسيكيين، لافتا إلى أن "50 قنصلية مكسيكية في الولاياتالمتحدة ستصبح من بين أشد المدافعين الحقيقيين على حقوق المهاجرين".