اهتمت الصحف الصادرة بمنطقة أمريكا الشمالية بانسحاب الولاياتالمتحدة من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، وبالعلاقات الكندية الأمريكية، إضافة إلى إعادة التفاوض بشأن اتفاق التبادل الحر لأمريكا الشمالية (نافتا). وهكذا، كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أن إعلان إدارة ترامب انسحاب الولاياتالمتحدة من الشراكة عبر المحيط الهادئ، يشكل منعطفا كبيرا مقارنة مع السياسة الأمريكية في السنوات ال50 الماضية، مبرزة أن الرؤساء من الحزبين دعموا دائما تخفيض الحواجز التجارية وعولمة الروابط التجارية. وأشارت الصحيفة إلى أن الأمر يتعلق بأول قرار اقتصادي كبير للرئيس ترامب، مذكرة بأنه طيلة حملته الانتخابية ما فتئ المرشح الجمهوري يندد بهذا الاتفاق الذي جعلت منه إدارة باراك أحد أولوياتها. واعتبر المصدر ذاته أن إعادة التفاوض حول شروط معاهدة التبادل الحر بمنطقة أمريكا الشمالية (نافتا) التي وقعت سنة 1994 مع المكسيكوكندا سيكون الضحية القادمة على قائمة الرئيس الأمريكي. في السياق ذاته، أبرزت صحيفة (واشنطن بوست) أن معاهدة الشراكة عبر المحيط الهادئ، التي تم التفاوض بشأنها بصعوبة طيلة سنوات، قدمت من قبل إدارة أوباما باعتبارها "جوهر" كافة اتفاقيات التبادل الحر، نظرا لأن هذا الاتفاق يذهب إلى ما هو أبعد من مجرد إلغاء الحواجز الجمركية. وأشارت الصحيفة إلى أن "هذا الإجراء القاطع من قبل إدارة ترامب يبعث رسالة واضحة للعالم أجمع أن كل التحالفات الاقتصادية والسياسية التقليدية لأمريكا ستكون الآن محل إعادة التفاوض". وذكرت الصحيفة أن هذه المعاهدة، التي تم التوقيع عليها سنة 2016 بعد مفاوضات صعبة مع 11 بلدا من آسيا والمحيط الهادئ، تمثل 40 في المئة من الاقتصاد العالمي، مشيرة إلى أن هذا النص لم يدخل بعد حيز التنفيذ، في غياب تصديق الكونغرس الأمريكي. من جهتها، كتبت (يو إس آي توداي) أن التخلي عن معاهدة الشراكة عبر المحيط الهادئ ليس دائما من دون مخاطر استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن خبراء ومنتخبين، من بينهم من ينتمي لمعسكر ترامب، أكدوا أن الإدارة الأمريكية حرمت من وسيلة لإحداث توازن مع النفوذ المتنامي للصين في آسيا. وأوضحت الصحيفة أن الانسحاب الأمريكي قد يمنح الصين فرصة لإعادة صياغة القواعد الاقتصادية على حساب العمال الأمريكيين، وكذا الاستفادة من الفراغ الذي تركته الولاياتالمتحدة في المنطقة. وبكندا، كتبت (لو دوفوار) أنه غداة تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، طمأن أحد أقرب مستشاريه حكومة جوستان ترودو حول مصير اتفاق التبادل الحر لأمريكا الشمالية (نافتا)، مشيرة إلى أن ستيفن شوارزمان أبرز أن كندا ليس عليها أن تقلق أكثر، ملمحا إلى أن المكسيك هي التي ستعاني من تداعيات إعادة تفاوض بشأن اتفاق نافتا. من جانبها، قالت (لوجورنال دو مونريال) إن إدارة ترامب الجديدة والعلاقات التجارية الكندية - الأمريكية جاءت لوقف "تقاعد" مجلس الوزراء الذي تم تعديله خلال بداية السنة الجارية، والذي سيجمع لأول مرة، في أفق استئناف الأشغال البرلمانية الأسبوع المقبل في أوتاوا. وبعد أن ذكرت بأن الرئيس ترامب جدد التأكيد على عزمه المضي قدما في المرسوم الهادف إلى إعادة التفاوض بشأن اتفاق نافتا الذي يربط الولاياتالمتحدةوكنداوالمكسيك منذ سنة 1994، أبرزت الصحيفة أن شوازمان صرح في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع مع رئيس الوزراء ترودو أن كندا تعتبر نموذجا على صعيد المبادلات التجارية مع الولاياتالمتحدة. بدورها، كتبت (لوسولاي) أنه إذا كانت رغبة ترامب في إعادة التفاوض بشأن نافتا لم تفاجئ أحدا، فإن الحرص الذي يبديه للقيام بذلك يعتبر مثيرا للدهشة. أما (لو جورنال دو كيبيك)، فكتبت أن وصول دونالد ترامب إلى السلطة في واشنطن يدفع أوتاوا لمراجعة مخططها لنشر تجريدة تضم 600 عسكري و150 من أفراد الشرطة في إفريقيا في إطار مهمة للسلام. بالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أنه مع الإدارة الأمريكيةالجديدة لن تكون هناك مواجهة أو خضوع، وأن الحل لإرساء شروط جديدة للعلاقات الثنائية يتمثل في الحوار والتفاوض، حسب ما أكده الرئيس إنريكي بينيا نييتو. وأضافت الصحيفة أن الرئيس رفض مرة أخرى بناء الجدار الحدودي، داعيا إلى الحفاظ على التدفق الحر للتحويلات المالية وحماية الاستثمارات من هذا البلد المستقرة في المكسيك، فضلا عن احترام المواطنين المكسيكيين الذين يقيمون هناك، وأن أي عملية للترحيل يتعين أن تتم في إطار من التنسيق وضمان المعاملة الإنسانية. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (ال يونيفرسال) أن مدير إدارة نصف الكرة الغربي بصندوق النقد الدولي، أليخاندرو ورنر، حذر أنه بالرغم من أن الاقتصاد المكسيكي ما زال ينمو بشكل معتدل، فإنه يدخل في ميدان صعب. وقال المسؤول، في معرض تقديمه للآفاق المحينة للاقتصاد العالمي المتعلقة بأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي سنة 2017، إنه في حالة المكسيك فإن التوقعات تخيم عليها حالة من عدم اليقين التي تكتنف السياسة التجارية للولايات المتحدة، التي، إلى جانب الظروف المالية الأكثر تشديدا، ستعمل على إبطاء النشاط الاقتصادي بالبلد. وببنما، كشفت صحيفة (لا إستريا) أن الحكومة ستدرس البدائل القانونية الممكنة لرفع دعاوى قضائية ضد الشركة البرازيلية (أودبريشت) المتورطة في دفع رشاوى لعدد من المسؤولين للحصول على صفقات عمومية، موضحة أن الحكومة مهتمة أكثر في التدقيق في الصفقات التي حصلت عليها الشركة قبل تنصيب الرئيس خوان كارلوس فاريلا. وذكرت الصحيفة أن شركة (أودبريشت) حصلت في عهد الحكومة الحالية على صفقات بقيمة ملايين الدولارات، من بينها على الخصوص بناء الخط الثاني للميترو بالعاصمة بنما وتأهيل مدينة كولون.