شكل الفوز غير المتوقع للجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات العامة لثامن نونبر، ومستقبل العلاقات بين كنداوالولاياتالمتحدة بعد انتخاب ترامب، أبرز المواضيع التي استأثرت باهتمام الصحف الصادرة بمنطقة أمريكا الشمالية. وهكذا، كتبت يومية (ذو هيل) أن الجمهوريين في الكونغرس، الذين كانوا يستعدون لهزيمة ساحقة في انتخابات الثلاثاء الماضي، هم بصدد وضع جدول أعمال طموح ل"نسف" الانجازات الكبرى للرئيس باراك أوباما خلال السنوات الثماني الماضية. وأوضحت أنه بعد الانتصار الرئاسي الصادم لدونالد ترامب وللجمهوريين بالكونغرس، أضحى الحزب الجمهوري في وضع جيد ليتبوأ مركزا هجوميا سنة 2017، مشيرة إلى النواب الجمهوريين يعتزمون تقديم تدابير للديمقراطيين لوضع خطة لإلغاء أجزاء رئيسية في إصلاح المنظومة الصحية، المعروف باسم (أوباماكير) واستبداله بإصلاحات أخرى. وذكرت الصحيفة، في هذا السياق، أن زعيم الأغلبية الجمهورية بالمؤسسة التشريعية الأمريكية، ميتش ماكونيل، جدد التأكيد مرة أخرى أمس الأربعاء على أن إلغاء أوباماكير يظل أولى الأولويات في جدول أعمال الكونغرس الجديد. من جانبها، أبرزت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الطبقة السياسية الأمريكية تتعافى من صدمة الثلاثاء الماضي، مؤكدة أن قادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري يحاولون الآن التكيف مع الواقع الجديد: دونالد ترامب بالبيت الأبيض لمدة أربع سنوات. وأشارت الصحيفة، في هذا السياق، إلى أن هذا السيناريو الذي لم يكن يتصوره أحد، أدخل الولاياتالمتحدة وحلفاءها وخصومها في حالة من الغموض الكبير، خاصة في ما يتعلق بالسياسات وتأثير إدارة ترامب، مضيفة أن الديمقراطيين سيكونون خارج نطاق السلطة في البيت الأبيض والكونغرس للمرة الأولى منذ سنة 2006. وفي سياق متصل، كتبت (واشنطن بوست) أن الرئيس المنتخب سيتولى مسؤولياته الجديدة تحت ضغط هائل، بالنظر إلى قائمة الوعود الجريئة التي قطعها خلال حملة الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أن مقترحاته، التي كانت الأساس لحملته الانتخابية، تهدف بشكل رئيسي إلى "هدم" جزء من أجندة الرئيس أوباما. وسجلت أن بعض القرارات كإلغاء الإجراءات التنفيذية "غير الشرعية" لأوباما يمكن أن تتم في الساعات الأولى من مهمته الجديدة، مشيرة إلى أن أولويات أخرى مثل إلغاء أوباماكير وبناء جدار على الحدود بين الولاياتالمتحدة والمكسيك تتطلب موافقة الكونغرس. وأشارت إلى أنه على الرغم من أن الكونغرس يخضع لهيمنة الجمهوريين، فإنهم قد لا يتفقوا بشأن بعض التفاصيل، ملاحظة أن هناك بعض العقبات السياسية والقانونية التي يصعب التغلب عليها للوفاء بعدد من الالتزامات التي قطعت خلال حملة الانتخابات الرئاسية. وفي كندا، كتبت الصحف المحلية أن انتخاب دونالد ترامب ليس خبرا جيدا بالنسبة للاقتصاد الكندي، مؤكدة أن لا شيء تعهد به المرشح الجمهوري خلف صدى في سياسة حكومة جوستان ترودو. وأكدت الصحف أن السؤال المطروح الآن، خصوصا بالنسبة للكنديين، يتمثل في ما إذا كانت سياسات المرشح ترامب سوف تكون نفسها للرئيس ترامب في القضايا الاقتصادية والبيئية، مشيرة إلى أن الاجابة لا تزال صعبة كما كان الحال بالنسبة لتوقع نتيجة هذه الانتخابات. وأوضحت أن فوز ترامب يفرض على أوتاوا تكثيف علاقاتها الدبلوماسية، لأن تنفيذ وعوده حرفيا يعني نهاية محتملة لاتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، إلا إذا أدرك فوائد هذا الاتفاق على الاقتصاد الأمريكي، مضيفة أن عزم ترامب على الاعتماد الصخر الزيتي لإنتاج النفط وإنعاش الفحم يمثلان تهديدا حقيقيا لبيع كهرباء الكيبيك لولايات شمال شرق الولاياتالمتحدة، أكثر من تهديدهما لخطة كندا لمكافحة الاحتباس الحراري. وببنما، اعتبرت صحيفة (بنماأمريكا) أن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولاياتالمتحدة قد يفيد قطاع النقل واللوجستيك ببنما، موضحة ان بنما قد تشكل أرضية لوجستيكية أساسية للولايات المتحدة إذا ما واصلت هذه الأخيرة جهودها للتحول إلى بلد مصدر للغاز الطبيعي، فضلا عن كونها وجهة لتعزيز الاستثمارات الأمريكية في القطاع بعد افتتاح توسعة القناة. غير أن الصحيفة أشارت بالمقابل إلى أن قطاعات أخرى قد تتأثر بهذا "الفوز المفاجئ" لترامب، مبرزة أن بين البلدين اتفاقية للتجارة الحرة قد تتم مراجعتها إذا ما أوفى الرئيس المنتخب بعهوده، كما يتوفران على مركزين ماليين متنافسين. في موضوع آخر، كشفت صحيفة (لا إستريا) ان المركب الاستشفائي الرئيسي للضمان الاجتماعي بالعاصمة بنما سجل حالتي وفاة مقلقتين بسبب العدوى ببكتيريا مقاومة لكل المضادات الحيوية، مرزة أن العدوى التي تستهدف الجهاز التنفسي أصابت 6 أشخاص، توفي اثنان منهم بالرغم من جهود العلاج، فيما تم إخضاع الأربعة الباقين إلى العزل الصحي. أما بالمكسيك، فقد كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن الرئيس انريكي بينيا نييتو والفائز في الانتخابات الأمريكية دونالد ترامب أجريا أمس الاربعاء مكالمة هاتفية، حيث اتفق الجانبان على قيام فريقهما في التواصل بوضع "الخطوط العريضة لأجندة أعمال جديد" في العلاقات الثنائية. من جهتها، قالت صحيفة (ال يونيفرسال) أن موجة من تخفيض توقعات نمو الاقتصاد المكسيكي انطلقت مع وصول دونالد ترامب لرئاسة الولاياتالمتحدة، مضيفة أن مؤسسة (بانورتي) خفضت توقعاتها للنمو إلى النصف من 2.3 إلى 1.1 في المئة فقط بالنسبة للعام المقبل، وشددت على أنه إذا تحقق ذلك فسيعني تسجيل أقل نمو للناتج الداخلي الخام منذ أزمة سنة 2009.