ركزت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء بأمريكا الشمالية اهتمامها على الأزمة السياسية داخل الحزب الجمهوري بسبب تنامي قوة المرشح دونالد ترامب، ونجاح حكومة ترودو في استقبال 25 ألف لاجئ سوري في كندا، وكذا بلورة مخطط كندي لمكافحة التغيرات المناخية. وهكذا، أبرزت صحيفة (واشنطن تايمز) أنه عشية إجراء الانتخابات التمهيدية ليوم "الثلاثاء الكبير" واجهت مؤسسة الحزب الجمهوري خيارا صعبا بين قطب العقارات ترامب أو خطر وقوع انفجار داخل الحزب، مشيرة إلى أن قادة الحزب قد يلجؤون إلى "اتفاق متفاوض حوله" في إشارة إلى الحقبة التي تفاوض فيها عدد قليل من الأشخاص الأقوياء الذين كانوا يمسكون بمقاليد الحزب، بشكل سري لاختيار مرشح. في هذه الحالة، تضيف الصحيفة، فإن المؤسسة الحزبية سوف تحث منافسي ترامب، وخاصة سيناتور تكساس تيد كروز وسيناتور فلوريدا ماركو روبيو للبقاء في السباق لتشتيت الأصوات ومنع تجميع أغلبية المندوبين خلال هذه الانتخابات التمهيدية الحاسمة. وأبرزت الصحيفة، نقلا عن خبير استراتيجي جمهوري سابق، أن مثل هذه المناورة قد لا تحمل في طياتها أية ضمانة للنجاح، وتهدد وحدة الحزب، بل ويمكن أن تؤثر سلبا على فرص الجمهوريين للفوز في الانتخابات العامة. في السياق ذاته، ذكرت (ذو هيل) أن المرشح الجمهوري السابق للرئاسيات الأمريكية في سنة 2012 ميت رومني انتقد بشدة دونالد ترامب لرفضه أخذ مسافة مع ديفيد ديوك، الشخصية العامة المنتمية لليمين المتطرف والرئيس السابق لمنظمة (كو كلوكس كلان)، التي أعلنت دعمها لرجل الأعمال. وحسب الصحيفة، التي يصدرها الكونغرس، فإن الحاكم السابق لماساتشوستس أكد أن رد الفعل الغامض للملياردير النيويوركي بشأن دعم المنظمة المتطرفة جعله "غير مؤهل" ليصبح رئيسا للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن "التسامح مع التعصب المقيت يتعارض مع القيم الأمريكية". واعتبرت الصحيفة أن اختيار دونالد ترامب عدم التنصل بوضوح من الجماعة المتطرفة يشكل رهانا سياسيا "خطيرا" بهدف الفوز بأصوات الناخبين في ولايات الجنوب، مضيفة أن المرشحين الجمهوريين الآخرين، خاصة سيناتور فلوريدا ماركو روبيو ، لم يترددوا في مهاجمة الملياردير بشأن مثل هذا الأمر. من جانبها، كتبت (بوليتيكو) أن العديد من الاستراتيجيين الديمقراطيين ينكبون على دراسة كيفية الاستفادة من الأزمة الحالية للحزب الجمهوري لحشد الناخبين الجمهوريين المعتدلين الذين يشعرون بالتهميش أو التجاهل أمام صعود دونالد ترامب مع تصريحاته المتطرفة. وأضافت الصحيفة، نقلا عن ستان غرينبيرغ الاستراتيجي الديمقراطي، أن هؤلاء الجمهوريين المعتدلين يمثلون ما يقرب من ثلث قاعدة الحزب الانتخابية ولا يتقاسمون القيم ذاتها المحافظة مع بقية الناخبين الجمهوريين. وقالت الصحيفة إن محاولات الديمقراطيين لجذب هؤلاء الناخبين في الانتخابات العامة في نونبر المقبل لن تكون مهمة سهلة، نظرا لمعارضتهم الشرسة للقيم الديمقراطية، مضيفة أنه في حالة فوز دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب، فإن هذه المهمة لا تبدو مستحيلة. بكندا، كتبت (لو جورنال دو مونريال) أن الحكومة الفدرالية ليس لديها النية للاحتفال بوصول 25 ألف لاجئ سوري مع نهاية الأسبوع الماضي، نظرا لأنه لا يزال هناك عمل أكبر ينبغي القيام به، حسب وزير الهجرة جون مكالوم. وقالت الصحيفة إن ماكالوم أكد أن وصول 25 ألف لاجئ سوري إلى كندا مثل نهاية للمرحلة الأولى من هذه المبادرة، معربا عن اعتقاده بأن هناك الكثير من العمل ينبغي القيام به، حيث أن على هؤلاء القادمين الجدد الآن ترسيخ وجودهم في بلدهم المضيف الجديد. بدورها، كتبت (لابريس) أن مكالوم صرح أمس الاثنين أن كندا قد اتخذت "خطوة مهمة" من خلال استقبال 25 ألف لاجئ سوري، مضيفا أن العمل على دمج هؤلاء السوريين في المجتمع الكندي سيتواصل. على صعيد آخر، أبرزت (لو جورنال دو كيبيك) أنه في يوم اجتماع فانكوفر بين الحكومة الفدرالية والأقاليم بشأن مكافحة التغيرات المناخية والحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ألمحت وزيرة البيئة الكندية كاثرين ماكينا إلى أن الأمر سيستغرق ستة أشهر على الأقل من المناقشات لبلورة مخطط كندي في هذا المجال. أما (لو دوفوار) فكتبت أنه عشية انعقاد هذا الاجتماع المهم بين رئيس الوزراء الفدرالي ونظرائه في الأقاليم بشأن تغير المناخ، فإن التحالف الكندي الجديد الذي يضم مجموعات التفكير والنقابات وقادة من عالم الأعمال دعوا إلى بلورة "رؤية موحدة" لتسريع انتقال كندا نحو اقتصاد أكثر قوة وجد صديق بالبيئة. بالمكسيك، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) عبر عن "قلقه" بشأن خفض الميزانية من قبل الحكومة الفدرالية المكسيكية، معتبرا أن الأمر سيؤثر على 17 برنامجا أفقيا، 15 منها تتطلب 4 مليارات و725 مليون بيزو على الأقل، مضيفا أن أثر خفض ميزانية الصحة والتعليم ستكون أكيدة. ونقلت الصحيفة عن إريكا ستراند، رئيسة السياسات الاجتماعية بالمنظمة، تحذيرها من أن هناك خطر تزايد الفجوات في مجال رعاية الطفولة المبكرة للأطفال أقل من خمس سنوات أو ارتفاع معدل سوء التغذية جراء هذا الخفض في الميزانية. أما صحيفة (لاخورنادا) فكتبت أن شركة النفط المكسيكية (بيميكس) تكبدت خسائر متراكمة في سنة 2015 ناهزت 521 مليار و607 مليون بيزو (30 مليار دولار)، الأكبر من نوعها في تاريخ المؤسسة، وهو ما يمثل زيادة قدرها 97.7 في المئة مقارنة بالخسائر المسجلة سنة 2014، والتي بلغت 263 مليار و819 مليون بيزو. وأضافت الصحيفة أن هذا الانخفاض يعزى أساسا إلى العبء الضريبي الثقيل وانخفاض قيمة البيزو، من بين عوامل أخرى، مشيرة إلى أنه في سنة 2015 شكلت الضرائب والرسوم ما قيمته 400.7 في المئة من المردود التشغيلي، وهو الرقم الذي يقارن سلبا مع 121.2 في المئة المسجلة في 2014. ببنما، أشارت صحيفة (بنماأمريكا) إلى أن تراجع سعر النفط في الأسواق الدولية أثر على أداء قناة بنما خلال الأشهر الأخيرة بسبب تفضيل أرباب البواخر تفادي المرور من قناتي بنماوالسويس نظرا للكلفة المالية المرتفعة للعملية، موضحة أن استهلاك البواخر من المحروقات تراجع من 60 إلى 20 بالمائة من كلفة الرحلة من جنوب شرق آسيا إلى شرق الولاياتالمتحدة. وأوضحت الصحيفة أن هذا المعطى الجديد دفع بالعديد من شركات الملاحة البحرية الدولية إلى تفضيل الالتفاف عبر رأس الرجاء الصالح (جنوب القارة الإفريقية) او كاب هورن (جنوب القارة الأمريكية) عوض المرور بقناتي بنما أو السويس، وهي الخدمة التي قد تكلف نصف مليون دولار لكل سفينة شحن. في موضوع آخر، أبرزت صحيفة (لا إستريا) أن الحزب الثوري الديموقراطي سيعيش خلال الأشهر المقبلة على وقع حرب داخلية بين الطامحين إلى تولي مناصب المسؤولية داخل الهيئة السياسية استعداد للانتخابات العامة المرتقبة سنة 2019، مبرزة أن حوالي 55 ألف طلب داخلي وضع لاختيار 4200 مندوب بالمؤتمر الوطني الذي سيتمخض عنه تشكيل مختلف هياكل الحزب. بالدومينيكان، تناولت صحيفة (إل ديا) الاتفاق الذي تم توقيعه أمس الاثنين بين المرشح الرئاسي عن الحزب الثوري العصري، لويس أبيناضر، والخبير الأمني والعمدة السابق لمدينة نيويورك، رودولف جولياني، حول وضع هذا الأخير تجربته التي راكمها رهن إشارة الحزب المعارض من أجل وضع استراتيجية فعالة لمكافحة الجريمة، مشيرة إلى أن أبيناضر أعلن أن الخطة الأمنية سيتم تنفيذها في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية المقررة شهر ماي المقبل للقضاء على الجريمة التي تعتبر من المشاكل الهيكلية التي يعاني منها المجتمع وذلك بالرغم من أنها تتطلب اعتمادات مالية كبيرة. من جهتها، تناولت صحيفة (هوي) بخصوص التحالفات الحزبية في أفق الانتخابات الرئاسية المقبلة، إعلان الحزب الليبرالي الإصلاحي عن دعمه لانتخاب الرئيس دانيلو ميدينا لولاية رئاسية ثانية بالنظر إلى الانجازات التي حققتها حكومته وعلى رأسها تقليص الفوارق الاجتماعية وخلق 400 ألف منصب شغل وتحقيق الاقتصاد لنسبة نمو تناهز 7 بالمئة في سنة 2015 تعد الأعلى بأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.