توقفت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الشمالية، على الخصوص، عند قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا في غضون بضعة أشهر، وتهديده بفرض رسوم جديدة على المنتجات الصينية، وتفاؤل كندا بشأن التوصل إلى صيغة جديدة لاتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، وكذا عند قرار بنما سحب سفيرها من فنزويلا وعند إشكالية الهجرة غير الشرعية بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك. فبالولاياتالمتحدة، تطرقت صحيفة "واشنطن بوست"، تحت عنوان "هدية ترامب المذهلة لأعداء أمريكا"، لتهديد الرئيس الأمريكي بسحب القوات الأمريكية من سوريا قبل أن يقنعه المستشارون بعدم ارتكاب هذا الخطأ. واضافت أن الموقف الجديد لترامب، الذي يفكر في سحب القوات الأمريكية و"تعليق المساعدات الحكومية المتواضعة التي خصصتها وزارة الخارجية مؤخرا، يوحي بالتخلي عن المسؤولية المرتبطة بهذه التحديات، ويشكل ضربة للقوات السورية التي يقودها الأكراد، والتي تعاونت مع الولاياتالمتحدة في الحرب ضد تنظيم داعش، ويمكن ان تجد نفسها الان وحيدة في مواجهة نظام تركي مصمم على القضاء عليها". وأشارت إلى أن "الانسحاب المنتظر من قبل ترامب يمثل هدية لفلاديمير بوتين وقد لا يكون مفاجئا، بالنظر إلى رغبة ترامب المثيرة للفضول في إرضاء الزعيم الروسي"، معتبرة أن "انسحاب الأمريكيين سيزيل إحدى العقبات الرئيسية أمام التوسع العسكري لطهران، وقد تكون النتيجة النهائية حربا إسرائيلية إيرانية يمكن أن تدمر سوريا ولبنان وإسرائيل نفسها". من جهتها، تطرقت صحيفة "وول ستريت جورنال" لتهديد ترامب الجديد بفرض رسوم إضافية بقيمة 100 مليار دولار على المنتجات المستوردة من الصين، معتبرة أن الأمر يتعلق ب"تصعيد كبير" في التوترات التجارية مع بكين. واعتبرت أن هذه الخطوة من شأنها أن تضاعف ثلاث مرات حجم المنتجات الصينية التي ستطالها الرسوم عند الدخول إلى الولاياتالمتحدة، مشيرة إلى أن ترامب يبرر هذا التصعيد بقيام بكين "بإجراءات انتقامية غير عادلة يمكن أن "تضر بالمزارعين والمصنعين الأمريكيين". وفي كندا، كتب "لابريس" أن رئيس الوزراء جوستين ترودو اعتبر أن كل المؤشرات تدل على أن بلاده والولاياتالمتحدةوالمكسيك ستتوصل قريبا إلى توافق بشأن تحديث اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، مضيفا أن هناك إمكانية كبيرة للتوصل إلى اتفاق "رابح-رابح-رابح" بين البلدان الثلاثة الشريكة. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء، الذي أبدى تفاؤله بشأن إبرام اتفاقية تجارية جديدة، أعرب عن أمله في أن يتحقق ذلك خلال قمة الأمريكتين التي ستنعقد في العاصمة البيروفية ليما يومي 13 و14 أبريل الجاري. من جهتها، ذكرت يومية "لو دروا"، أن وزير المالية الفيدرالي، بيل مورنو، طمأن بدوره رجال الأعمال الذين اجتمعوا خلال لقاء تحضيري لقمة مجموعة السبع، مذكرا إياهم بأن كندا في وضع جيد لمواجهة تحديات الغد، بفضل توفرها على أقوى نمو اقتصادي بين بلدان مجموعة السبع ونسب بطالة منخفضة بشكل كبير. وأضافت الصحيفة أن مورنو أبدى تفاؤله ايضا بشأن مفاوضات تحديث اتفاقية "نافتا" وأكد وجود فرص للتوصل الى نتيجة قريبا، مضيفة أن الوزير أشار إلى أن كندا ستبقي على دعمها للنظام الزراعي لتدبير العرض، والذي يحمي أسواق الدواجن والألبان، على الرغم من انتقاده من قبل الجانب الأمريكي. وفي بنما، توقفت صحيفة "لاإستريا" عند إعلان الحكومة البنمية عن قرارها سحب سفيرها من فنزويلا وطلبها من كاراكاس سحب سفيرها من بنما، وذلك ردا على قرار للحكومة الفنزويلية وقف العلاقات التجارية مع عدد من المسؤولين والشركات البنمية. ونقلت اليومية عن بلاغ لوزارة الخارجية أن الحكومة البنمية "أخذت علما بقرار نظيرتها الفنزويلية تعليق جميع العلاقات الاقتصادية والتجارية والمالية مع بعض المسؤولين والشركات البنمية" بسبب تورط مزعوم في تبييض للأموال، و"لذلك، قررت سحب سفيرها في فنزويلا، ميغيل ميخيا، وتطلب من الحكومة الفنزويلية سحب سفيرها المعتمد في بنما، خورخي دوران سينتينو". وذكرت الصحيفة بأن قرار كاراكاس جاء إثر نشر اللجنة الوطنية البنمية لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل انتشار أسلحة الدمار الشامل، في 27 مارس المنصرم، قائمة الشخصيات الفنزويلية التي تعتبرها مصدر خطورة عالية" فيما يتعلق بتبييض الأموال، مشيرة إلى أن بنما انضمت من خلال هذه الخطوة إلى جهود دول أخرى، بينها الولاياتالمتحدةوكندا والمملكة المتحدة وكذا الاتحاد الأوروبي، "من أجل حماية الأنظمة المالية الدولية والدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان". وبخصوص نفس الموضوع، كتبت صحيفة "لابرينسا" أن قرار الحكومة الفنزويلية وقف العلاقات التجارية مع عدد من المسؤولين والشركات البنمية شمل الرئيس خوان كارلوس فاريلا، ونائبته ووزيرة الخارجية، إيسابيل دي سان مالو، وكذا شركة الخطوط الجوية البنمية "كوبا إيرلاينز". وفي المكسيك، ذكرت يومية "إل أونيفرسال" أن الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو، انتقد، في خطاب متلفز، قرار دونالد ترامب إرسال الجنود إلى الحدود مع المكسيك. واشارت الصحيفة إلى أن بينيا نييتو رفض "المواقف القائمة على التهديد" و"عدم الاحترام" الصادر عن الرئيس الأمريكي، وسط تزايد التوتر على الحدود بين البلدين بشأن قضية المهاجرين. ونقلت اليومية عن الرئيس المكسيكي قوله إن العلاقة بين المكسيكوالولاياتالمتحدة "قوية وديناميكية وتطرح، بشكل طبيعي، عددا من التحديات، لكن هذه التحديات لا يمكن أن تبرر المواقف القائمة على التهديد أو غياب الاحترام بين بلدينا". وبخصوص نفس الموضوع، أفادت صحيفة "إل صول دي ميخيكو" أن الرئيس ترامب وعد بإرسال "ما بين 2000 و4000" عنصر من الحرس الوطني إلى الحدود مع المكسيك للمساعدة في مكافحة الهجرة غير الشرعية. واضافت الصحيفة أن الرئيس قال إنه "من المحتمل أن تبقي هذه العناصر" بالحدود "أو على الأقل جزء كبير منها" إلى ان يتم بناء الجدار الحدودي مع المكسيك.