اهتمت الصحف الصادرة بمنطقة أمريكا الشمالية بتقلبات الأجندة المثيرة للجدل لإدارة ترامب في مجالي الهجرة والبيئة، وبالنزاع القائم حول الخشب بين كنداوالولاياتالمتحدة. وهكذا، ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن قاضيا أمريكيا في كاليفورنيا علق العمل، بمرسوم للرئيس دونالد ترامب يهدد بتجميد التمويلات الفدرالية لما يسمى "المدن الملاجئ" التي تحمي المهاجرين غير الشرعيين. وأوضحت الصحيفة أن القاضي ويليام أوريك اعتبر أن الرئيس قد تجاوز سلطاته، وأن المرسوم الرئاسي ليوم 25 يناير الماضي يستهدف فئات واسعة من الأموال الفدرالية، ليس فقط تلك المخصصة لسياسة الهجرة، والتي للكونغرس فقط السلطة لوضع مثل هذه الشروط على الإنفاق. بالنسبة للصحيفة، فإن الأمر يتعلق بانتكاسة قانونية جديدة لإدارة ترامب بشأن قضية الهجرة في المائة يوم الأولى له في الرئاسة، حيث تم تعليق مراسيم أخرى من قبل المحاكم، من بينها ذلك الذي يمنع دخول مواطنين من سبعة بلدان ذات أغلبية مسلمة إلى الأراضي الأمريكية. على صعيد آخر، أبرزت الصحيفة أن الرئيس ترامب قد يوقع على أوامر تنفيذية التي يمكن أن توسع نطاق الولوج إلى الوقود الأحفوري، وإعطاء بالتالي دفعة لأحد وعود حملته الانتخابية الرامية إلى عكس السياسة البيئية لسلفه باراك أوباما. ونقلت الصحيفة عن خبراء اعتقادهم بأن الأوامر من غير المحتمل أن تؤدي إلى تنمية طاقية جديدة أو إحداث فرص الشغل في المستقبل القريب، موضحين أن مسلسل إلغاء قوانين وأنظمة الإدارة السابقة والتحديات القانونية التي ستواجهها قد يستغرق سنوات. بدورها، تطرقت صحيفة (واشنطن بوست) لصعوبة أخرى يواجهها الرئيس ترامب، بالإشارة إلى أن مسؤولين من إدارته محبطون بشكل متزايد إزاء بطء التعيينات لشغل مئات الوظائف العليا. وحسب الصحيفة، فقد حذر مسؤولو البيت الأبيض من أن هذا الوضع يعيق عمل الوكالات الفدرالية ويقوض أجندة الرئيس ترامب. وذكرت بأن مجلس الشيوخ أكد إلى غاية الآن 26 اختيارا للرئيس ترامب لحكومته وغيرها من المناصب العليا الجديدة، ولكن بالنسبة ل530 المناصب الأخرى رفيعة المستوى الشاغرة التي تتطلب تأكيد مجلس الشيوخ، فإن الرئيس اقترح فقط 37 مرشحا. من جهتها، لاحظت (وول ستريت جورنال) أنه في الوقت الذي يعبر فيه الآن الرئيس ترامب عن الاستعداد لتأجيل قضية تمويل الجدار على الحدود مع المكسيك، فإن نواب الكونغرس اقتربوا من اتفاق لمنع اغلاق الحكومة الفدرالية، ولكن لا تزال تواجهه عددا من المشاكل التي لم تحل. وأشارت الصحيفة إلى أن الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تهدد باستخدام سلطتها الفعلية لوقف تمرير المزانية إذا استمر الرئيس في اشتراط أن يتضمن القانون تمويل بناء الجدار على الحدود الجنوبية للبلد. بكندا، كتبت (لوجورنال دي مونريال) أنه في الوقت الذي تتهم فيه المعارضة حكومة أوتاوا بالبقاء مكتوفة الأيدي، في لحظة تواجه فيها صناعة الخشب زيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على الحدود الأمريكية، تباحث رئيس الوزراء جوستان ترودو، هاتفيا مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب من جانبها، كتبت (لودروا) أن الولاياتالمتحدة بدأت حربا تجارية مع كندا بخصوص الخشب، مشيرا إلى أنه منذ 35 سنة فإن الشريكين الاقتصاديين قد شهدا فترات هدوء وجيزة جدا في هذا المجال. من جهتها، قالت (لابريس) إنه إذا كان الخشب الكندي لا يستفيد من إعانات مفرطة، فإن المنتجين الأمريكيين قد تمكنوا مرة أخرى من إقناع الحكومة بفرض رسوم تعويضية بما يقرب من 20 بالمئة، وذلك بأثر رجعي. وأضافت الصحيفة أن الشركات المحلية تحتاج بالتالي إلى الكثير من السيولة لمواصلة البيع في السوق الأمريكية. بدورها، أبرزت (لو جورنال دو كيبيك) أن أزمة الخشب ستكون اختبارا كبيرا وأن كافة المؤشرات تسير في الاتجاه ذاته: هذه الأزمة ستكون رهيبة، من دون التقليل من الأزمات السابقة، والتي كلفت الآلاف من فرص الشغل وعانت منها بعض المناطق بشكل كبير. بالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن وزير الخارجية المكسيكي لويس فدغراي كاسو أكد، أمام نواب البرلمان، أن بلاده لن تقبل أي إعادة للتفاوض على اتفاقية التبادل الحر لمنطقة أمريكا الشمالية (نافتا)، وتفضل أن تتركها قبل ذلك، وإذا أصرت حكومة دونالد ترامب على إقامة الجدار لن نقف مكتوفي الأيدي. وأضافت الصحيفة أن المسؤول أوضح أن الحكومة المكسيكية لم تشرع في أي إجراء قانوني لأنه لم يتم بناء الجدار، وأن هذا الأمر لا يعني أننا لسنا بصدد إعداد دفاع قانوني، مشيرا إلى أنه تم توجيه الموارد البشرية للوزارة من أجل تفادي مختلف السيناريوهات. أما صحيفة (ال يونيفرسال) فأبرزت أن المناظرتين الأولتين بين المرشحين الستة لمنصب حاكم ولاية مكسيكو تميزتا بشن الهجمات وتسليط الضوء على قضايا تتمحور أساسا حول الأمن العمومي والتنمية الاجتماعية. ببنما، سجلت صحيفة (لا إستريا) أنه بعد عدة أسابيع من افتحاص مجموعة من مشاريع البنيات التحتية، ستقدم هيئة المراقبة العامة للجمهورية تقريرا إلى النيابة العامة يتضمن نتائج تدقيق الصفقات المتعلقة بخمسة مشاريع كبرى، موضحة أن الهدف من التحقيق، الذي انطلق بعد جدل كبير حول تقديم رشاوى لمسؤولين للحصول على الصفقات العمومية، يكمن في معرفة إن شهدت هذه المشاريع اختلالات مالية أو إدارية أو تقنية. ونقلت الصحيفة عن المراقب العام، فيديريكو هومبرت، أن عملية الإفتحاص الأولى انتهت وسيسلم تقريرا إلى النيابة العامة التي ستحدد ما إذا كانت ستقوم بمتابعات قضائية، موضحا أن الأمر يتعلق بخمسة مشاريع طرقية بالعاصمة بنما، دون إعطاء مزيد من التفاصيل. في موضوع آخر، تطرقت صحيفة (لا برينسا) إلى قرار حكومة الشيلي دعم مسعى بنما للانضمام إلى حلف الهادي الذي يضم، بالإضافة إليها كلا من كولومبياوالمكسيك وبيرو، مشيرة إلى أن الإعلان عن القرار جاء خلال زيارة رئيس بنما، خوان كارلوس فاريلا، إلى هذا البلد الأمريكي الجنوبي ولقائه بنظيره الشيلية ميشيل باشليت.