وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الأربعاء، قرارين؛ الأول، ببناء جدار يفصل بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك، والثاني بتشديد الإجراءات لمنع وصول المهاجرين إلى بلاده، وبينها معاقبة مدن «الإيواء» للمهاجرين. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، خلال الموجز الصحفي، إن الأمر الأول تضمن «بناء حاجز مادي كبير على الحدود الجنوبية» (جدار مع المكسيك)، فيما تضمن الأمر الثاني «إيقاف وزارة الخارجية منح سمات الدخول (تأشيرة) واستخدام أدوات لضمان أن تقبل البلدان استعادة الذين قدموا من بلدانهم». وأضاف: «سنضمن أن تستعيد هذه البلدان هؤلاء الأشخاص، كما أننا سنقطع المنح المالية الفيدرالية عن ولايات الإيواء والمدن (الأمريكية) التي تؤوي مهاجرين غير شرعيين». ومن المتوقع أن يقلص ترامب في الأيام المقبلة عدد اللاجئين الذين تستقبلهم الولاياتالمتحدة إلى 50 ألفا سنويا انخفاضا من 100 ألف، وأن يفرض حظرا مؤقتا على معظمهم. ويشمل الأمر التنفيذي الخاص بضبط الحدود خططا لتعيين خمسة آلاف ضابط آخر من ضباط إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية؛ بغرض اعتقال المهاجرين عند الحدود، وزيادة عدد ضباط الإدارة التنفيذية للهجرة والجمارك الأمريكية؛ لاعتقال وترحيل المهاجرين الذين يعيشون في الولاياتالمتحدة بصورة غير مشروعة. وتكافح إدارة الجمارك وحماية الحدود بالفعل للوفاء بتفويضها لتعيين عناصر جدد؛ إذ يعمل بها ما يزيد قليلا على 19 ألف ضابط من 21 ألفا حصلت الإدارة على موافقة من الكونجرس بتعيينهم. ومن المتوقع أيضا تعزيز إنفاذ قوانين الهجرة بعيدا عن الحدود؛ بالسعي لوضع نهاية لما يعرف «بمدن الحماية»؛ حيث يرفض مسؤولو إنفاذ القانون التعاون من سلطات الهجرة الاتحادية. وسيدعو ترامب إلى إنهاء هذه الممارسة، وربما يوجه الحكومة الاتحادية لوقف تقديم بعض التمويل لمدن ترفض الالتزام. ومن المتوقع -في وقت لاحق هذا الأسبوع- أن يعلق ترامب إصدار تأشيرات لأشخاص من دول لا تحدث فيها عملية تدقيق كافية. ويتوقع مسؤولو الهجرة أن تشمل هذه الدول سوريا والعراق وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن. وكان البيت الأبيض قد أعلن تراجعه عن فرض ضريبة بقيمة 20% على الصادرات المكسيكية لتمويل الجدار، الذي يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشييده على الحدود بين البلدين. وانتقد أعضاء في الكونغرس الفكرة، وقال العضو الجمهوري مارك ميدوز: «عندما تنظر إلى الانعكاسات التي يمكن أن تنجم عن الدول التي تستخدم تعرفاتك الجمركية ضدها، فإن إمكان لجوئها إلى معاملة بالمثل لن يدعم نموا اقتصاديا جيدا لبلدك». وكان البيت قال إن فرض الضريبة على المكسيك، يمكّن من جمع عشرة ملايين دولار في العام الواحد، وتسديد كلفة الجدار . ورد الرئيس المكسيكي «إنريكي بينا نيتو» على ذلك بالرفض، مبديا أسفه لمساعي ترامب في بناء جدار جديد على طول الحدود الأمريكية-المكسيكية، وقال: «المكسيك لن تدفع مقابل أي جدران يتم بناؤها». وقال الرئيس المكسيكي، في رسالة وجهها لمواطنيه إن «بلاده لن تدفع كلفة بناء جدار دونالد ترامب على الحدود». وأدان بينا نييتو قرار ترامب بخطته لبناء الجدار، مضيفاً أن « بلاده لا تؤمن بالأسوار»، إلا أنه لم يلمح إلى نيته إلغاء أو تأجيل زيارته المقررة لواشنطن في 31 يناير للقاء الرئيس الأمريكي الجديد. وأضاف الرئيس المكسيكي «لقد قلت مراراً وتكراراً بأن المكسيك لن تدفع لأي جدار». وأشار إلى أن « قرار ترامب يأتي بالوقت الذي تناقش فيه بلادنا قوانين جديدة تتعلق بالتعاون التجاري والاستثماري والأمني والهجرة مع أمريكا الشمالية». ويتعرض بينا نييتو لضغوط متزايدة لإلغاء الاجتماع المقرر الأسبوع المقبل في واشنطن مع ترامب، ردا على إعلان ترامب أن حكومته ستبدأ على الفور ببناء حائط بين بلاده والمكسيك، وهو أحد الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية، بهدف منع الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات. « ووقع ترامب، مرسوما تنفيذيا لبناء جدار على امتداد الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك، والذي كان في مقدمة تعهداته خلال حملته الانتخابية. وقال ترامب في حديث تلفزيوني إن العمل في بناء الحواجز في الجدار سيبدأ خلال أشهر. وإن المكسيك «ستعوض الولاياتالمتحدة بنسبة 100% ، بالتأكيد» عن كلفة بناء الجدار. وكان بناء حواجز تمتد على مسافة 2000 ميل على امتداد الحدود مع المكسيك أحد التعهدات الأساسية لترامب في حملته إبان الانتخابات الرئاسية. وسبق أن قدر ترامب أن بناء الجدار سيكلف نحو 8 مليارات دولار، بيد أن منتقديه قالوا إنه سيكلف ضعف هذا المبلغ. ووفقا لصحيفة لاراثون الإسبانية فإن مقارنة ترامب للجدار الحدودى فى المكسيك بالجدار الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية «ورقة غير رابحة» على الإطلاق، خاصة وأن المكسيك أكبر ثالث شريك تجارى للولايات المتحدة. وقالت الصحيفة إنه قبل البدء فى تحقيق وعد ترامب الانتخابى الأبرز ببناء جدار على حدود المكسيك للحد من الهجرة غير الشرعية، واجه الرئيس الأمريكى أزمة بإلغاء الرئيس المكسيكى إنريكى بينا نييتو زيارته التى كانت مقررة إلى واشنطن، على خلفية خلاف مع نظيره الأمريكى بشأن الجدار، وكتب بينا نييتو على «تويتر»: «أبلغت البيت الأبيض هذا الصباح أننى لن أحضر اجتماع العمل المقرر الثلاثاء». وعلاقة بالموضوع نفسه، أفادت وسائل إعلام أمريكية أن رئيس دوريات الحدود والاستطلاع الأمريكي، مارك مورجان، تقدم باستقالته احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي بإنشاء الجدار على الحدود مع المكسيك. هذا، وقد تعهد عدد كبير من أعضاء الحزب الجمهوري في الكونجرس بتمرير قانون بناء الجدار بطول الحدود الأمريكيةالمكسيكية. وأكد المتحدث باسم الكونجرس، عضو الحزب الجمهوري، بول ريان، اليوم الخميس، أنه سيتم تمرير قانون بناء الجدار قبل الثلاثين من سبتمبر، هذا العام، ولم يجب حول ما إذا كان سيتم إقرار قانون بزيادة الضرائب أو تقليل النفقات لتمويل البناء، وفقًا لمجلة «بوليتيكو» الأمريكية. كما أوضح رئيس الأغلبية الجمهورية في الكونجرس، ميتش ماكونيل، أن قانون بناء الجدار لم يتم كتابته بعد؛ لذا فالاختلاف حول آلية تمويله سابق لأوانه، مضيفًا أن موضوع الجدار كان تم عرضه أثناء إدارة بوش الابن، إلا أن إدارة أوباما قد غضت الطرف عنه، ولكن هذه المرة، إدارة ترامب جادة في نيتها بشأن بناء الجدار. وسيحتاج الجمهوريون موافقة ثمانية أعضاء، على الأقل، من الديمقراطيين ليتمكنوا من تمرير هذا القانون، ولكن قيادات الجمهوريين متفائلة بسبب إعادة إجراء انتخاب عشرة أعضاء كونجرس ديمقراطيين في ولايات تابعة لترامب، لكنها ستكون معركة في جمع الأصوات لتمرير القانون. وقد رصدت صحيفة «واشنطن بوست» خمس تحديات تواجه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى مساعيه لبناء الجدار ، فى وقت يواصل فيه عدد من نواب الكونجرس إدانتهم لمثل هذه الخطوة. وبحسب الصحيفة، فإن التحديات الخمسة جاءت على النحو التالى: طبيعة الأرض: الأراضى الوعرة على الحدود بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك، ستجعل من خطط بناء مثل هذا الجدار أمس صعب ويحتاج تكاليف باهظة ووقت طويل. ملكية الأراضى: بناء الجدار الحدودى سيتطلب نزع ملكية بعض الأراضى ، ويشكل تعدى على ممتلكات خاصة للأمريكيين أو الأجانب، وبحسب الصحيفة، فإن جزء كبير من الأراضى الحدودية فى ولايتى أريزونا ونيو مكسيكو تمتلكها الحكومة الفيدرالية، لكن أراضى ولاية تكساس يملكها أفراد أو مؤسسات بفضل شروط انضمامها للاتحاد الفيدرالى قبل 200 عام. غياب الحدود الطبيعية: عدم وجود جبال أو نهر أو ما يمكن تسميته بالحدود الطبيعية لا يجعل من بناء الجدار عملاً كافياً للهدف الذى يسعى إليه ترامب. تحديات أمنية : لن يمثل الجدار أى عقبة أمام من يريدون العبور ما لم تتم مراقبته عبر إجراءات أمنية مكثفة. الاضطرابات فى أمريكا الوسطى: الاحتجاجات والأزمات السياسية والاقتصادية، ستدفع سكان أمريكا الوسطى إلى الرغبة فى العبور للولايات المتحدة، وهذا يعزز اندلاع المزيد من الأزمات حال بناء الجدار. وفى إطار متصل، علقت صحيفة «إيه بى سى» على توقيع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مرسوما تنفيذيا لبناء الجدار على الحدود بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالمكسيك، وقالت إن الجدار الحدودى يعتبر بداية حروب ترامب مع العالم ، ومع المكسيك بشكل خاص. وأثار توماس هودغسون، عمدة مقاطعة بريستول، موجة من الضحك حين اقترح ً أن يتولى المساجين عبر الولاياتالمتحدة القيام بعملية بناء جدار ترامب الفاصل مع المكسيك، قائلاً: «لا يسعني التفكير بمشروع آخر يحظى بتأثير إيجابي على مساجيننا وبلادنا أكثر من مشروع بناء الجدار». وأفادت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، أن اقتراح هودغسون جاء خلال حفل أداء القسم لولاية رابعة. وقد أشار ماساشوستس، التابع كما ترامب للحزب الجمهوري إلى أن إشراك المجرمين في عملية بناء الجدار سيتخذ طابعاً رمزياً ويساعد هؤلاء في صقل مهاراتهم. غير أن ناقدين من اتحاد الحريات المدنية الأميركية أدانوا الاقتراح ووصفوا الفكرة ب»المنحرفة، وغير الإنسانية واللادستورية». وقال هودغسون: «إضافة إلى التعلم وصقل مهارتهم في البناء، هناك رمزية قوية الطابع في الاعتماد على السجناء لبناء جدار يمنع الجريمة من التفشي في مجتمعنا ويحافظ على الوظائف وفرص العمل لهم ولبقية الأميركيين». ولم يستجب مسؤولون في إدارة الرئيس المنتخب لطلب بالتعليق على الاقتراح. في حين أشار محامٍ في اتحاد الحريات المدنية الأميركية إلى أن اقتراح هودغسون قد ينتهك حريات السجناء. وعلقت المستشارة في الاتحاد لورا روتولو في حديث هاتفي بالقول: «يعتبر الاقتراح منحرفاً غير إنساني وغير دستوري على الأرجح. ومن المؤكد أنه لا علاقة له بمساعدة السجناء في ماساشوستس أو عائلاتهم، وله ارتباطات سياسية». إلى ذلك، كتب فوكس على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الخميس 26 يناير، سلسلة من التغريدات التي استهدف من خلالها ترامب، مدشنا هاشتاغ «Fucking Wall» الذي تصدر قائمة الأكثر تداولا لساعات. ويستخدم فوكس خلال الفترة الأخيرة في تصريحاته التلفزيونية أو تغريداته كلمات «قوية» وأحيانا «فجة» جعلت بعض المغردين يصفونه ب»الخروج عن اللباقة» لكونه رئيسا سابقا. ومنذ أن أعلن الرئيس الأمريكي عن خططه للجدار بين المكسيكوالولاياتالمتحدة خلال حملته الانتخابية، أحدث فوكس صخبا لمعارضته ما أسماه ب»النصب التذكاري العنصري». أما الآن فقد أطلق عليه «Fucking Wall». وكتب فوكس: «لقد قلت وأخبرت دونالد أن المكسيك لن تدفع أبدا ثمن الجدار اللعين. والآن أنا مضطر لأعيد ذلك إلى ذاك الشخص، شون سبيسر». يذكر أن نقد فوكس اللاذع أثار انتباه ترامب الذي غرد في فبراير 2016 الماضي مطالبا رئيس المكسيك السابق بالاعتذار، غير أن ذلك لم يمنع فوكس من إعادة جملته المشهورة، وهذه المرة على تلفزيون «سي.إن.إن»، قائلا: «لن أدفع ثمن هذا الجدار اللعين». بعض المعلومات عن الجدار المزمع تشييده: 1- يبدأ العمل في تشييد الجدار خلال الأشهر القليلة القادمة. 2- الرئيس ترمب قدر كلفة الجدار الحدودي العام الماضي «بثمانية مليارات دولار على الأرجح»، بحسب قوله، غير أن هناك تقديرات أعلى من ذلك. 3- دافعو الضرائب الأميركيون سيتحملون تكلفة بداية تشييد الجدار إلا أن الأموال الأميركية المستخدمة في بداية المشروع ستسددها المكسيك لاحقاً «بنسبة 100%»، بطرق لم تحدد بعد، بحسب تعبير الرئيس ترمب نفسه في حديث مع شبكة «إي بي سي نيوز ABC News». يذكر أن الرئيس المكسيكي يرفض أن تتحمل بلاده تكلفة بناء الجدار. 4- يمتد السياج لمسافة 1600 كيلومتر بسبب تضاريس الحدود. يذكر أن طول الحدود الأميركية المكسيكية يمتد بطول 3 آلاف و200 كيلومتر. 5- على إدارة الرئيس ترمب أن تلتزم بما نصت عليه اتفاقية وُقعت بين البلدين عام 1970، وهي الاتفاقية التي تضع ضوابط ومعايير محددة حول تشييد أي أبنية على الحدود بين البلدين، بحسب ما ورد في وكالة «أسوشيتد برس». 6- تنص الاتفاقية أيضاً على أن أي بناء لا يجب أن يعرقل تدفق مياه الأنهار، وهي المتواجدة على الحدود بين المكسيك وتكساس، وكذلك حدود المكسيك مع أريزونا.