خرجت عدد من الأطر المعطلة في مدينة الرباط إلى الشارع لإحياء الذكرى السنوية لوفاة الشاب عبد الوهاب زيدون، والذي كان قد قام بإضرام النار في جسده بمقر مديرية الشؤون العامة والميزانية والممتلكات بشارع المهدي بن تومرت بالرباط. وانطلقت مسيرة المعطلين من ساحة البريد وسط العاصمة وصولا إلى مديرية الشؤون العامة والميزانية، حيث ردد المحتجون شعارات مطالبة بالتوظيف في أسلاك الوظيفة العمومية. كما دعا المشاركون في التظاهرة إلى فتح تحقيق في حادث إضرام النار، بعد مرور ما يناهز ستة عوام عن هذا الحادث. وقدم محمود الهواس، وهو أحد أعضاء حركة المعطلين بالرباط، وكان قد أصيب بحروق خلال اليوم الذي أضرم فيه زيدون النار في جسده، شهادته حول هذا الحادث. وقال الهواس، في تصريح لهسبريس، "نحتج في إطار تخليد الذكرى السنوية لاستشهاد عبد الوهاب زيدون على إثر المحرقة المشؤومة التي راح ضحيتها والتي كانت بفعل المخزن الذي لم يتدخل وفرض علينا شتى الظروف الحصار داخل هذه المنشأة"، على حد تعبيره. وأوضح الهواس أنه بتاريخ 18 يناير 2011 كانت احتجاجات للتنديد بعدد من الممارسات التي تقوم بها الدولة بسبب ما أسماها ب"التوظيفات المشبوهة"، مضيفا "كنا نطالب بتنفيذ المرسوم الوزاري؛ ولكن الدولة تنكرت لهذا المرسوم ومع ذلك وظفت 165 منصبا في وزارة التربية الوطنية". وفيما قال بأنه طوال السنوات الخمس الماضية تحيي حركة المعطلين بالرباط هذه الحادثة، ندد المتحدث ذاته بما اعتبرها "المقاربة القمعية التي تتعامل بها الدولة"، داعيا إلى محاسبة من قام بهذه الجريمة، على حد تعبيره. وذكر الهواس بأنه جرى تأسيس "هيئة وطنية لإنصاف الشهيد"، وقدمت مراسلات من توقيع أزيد من ثلاثين جمعية من المجتمع المدني للمطالبة بفتح تحقيق في هذه القضية، "وأعطانا الرميد وعدا بفتح تحقيق وبعد ست سنوات لا يوجد شيء كما وجهنا عشر مراسلات إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان؛ لكن دون إجابة وما زلنا نعاني في صمت وما يقع منكر ونتمنى أن تتدخل الجهات من أجل أن ترفع الحيف الذي يمارس في حقنا". وفي الوقت الذي تحدث فيه الهواس عن مذكرة مطلبية لإنصاف عائلة الراحل وفتح تحقيق في الواقعة، طالب حفيظ السليماني، عضو المكتب التنفيذي للتنسيق الميداني للأطر المعطلة، بتدخل الملك محمد السادس من أجل الاستجابة لمطالب المعطلين بالتوظيف في أسلاك الوظيفة العمومية، بعد ما وصفه "خذلان الحكومة" في التفاعل مع مطالب المعطلين وإغلاقها لباب الحوار معهم.