خلدت الأطر العليا المعطلة مساء يوم الخميس 23/01/2014 على الساعة الثانية زوالا، ذكرى استشهاد المناضل عبد الوهاب، وقد حجت جل الأطر العليا المعطلة المنوية تحت لواء جميع التنسيقيات من حملة شواهد الماستر والإجازة، صوب مقبرة حي القرية بسلا حيث يرقد جثمان الشهيد زيدون، وفي لحظات من الخشوع والبكاء رفعت آلاف الأيادي المعطلة أكفها إلى الله بأن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة، وأثناء الدعاء على الشهيد استحضر أحد الأطر العليا المعطلة وأصدقاء الشهيد ما كان يتمتع به هذا الأخير من حس نضالي قوي وسماحة وخلق حيث كان حافضا لكتاب الله. وتعود تفاصيل استشهاد عبد الوهاب زيدون مباشرة بعد الاعتصام المفتوح الذي أقدمت عليه الأطر العليا المعطلة سنة 2012، بمقر ملحقة وزارة التربية الوطنية بحي الليمون بالرباط، وقد تم تطويق المكان بجدار أمني قوي حال دون وصول الأغذية والأدوية والأفرشة إلى المعتصمين بالملحقة، وبعد محاولة فاشلة من طرف كل من محمود الهواس وعبد الوهاب زيدون بإثارة انتباه قوات الأمن عن طريق صب البنزين على أجسادهم اشتعلت النار فجاة في المناضل محمود فحاول الشهيد زيدون إنقاذه ناسيا أنه مبلل بالبنزين فاشتعلت النار في جسده النار، وبعد محاولة الأطر المعطلة إخماده منعوا وحوصروا من طرف قوات المخزن بل الأكثر من ذلك تم تعنيف كل من خولت له نفسه الاقتراب من الشهيد، أضف إلى ذلك تأخر سيارة الإسعاف لما يقارب 40 دقيقة، كل هذا كان كفيلا بأن تجعل النار من جسد زيدون هيكلا أسودا. وفي حديث خفيف مع أحد الأصدقاء المقربين من الشهيد زيدون الذي حضر الحادث يحكي ما جرى وعيناه تدرفان دما وآسى، يقول: "كان زيدون رحمه الله يحترق ويحتضر وأنا أبكي لا أستطيع أن أفعل شيئا وكانت رائحة لحمه المشوي تشم من بعيد" وبعد مكوثه ستة أيام في العناية المركزة بمركز الحروق بمستشفى إبن رشد بالدار البيضاء, أسلم الشهيد روحه إلى العلي القدير تاركا رسالته الكبرى "لا تنازل عن قضية التو ضيف المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية" التي من أجلها استرخص جسده في سبيل تحقيق العدالة المشروعة. مراسلة من الرباط