في أول رد فعل لقيادة حزب التجمع الوطني للأحرار على البلاغ الأخير للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، "رئيس الحكومة المكلّف" عبد الإله بنكيران، أكد رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي، أن منطق "حزب الحمامة" في المفاوضات لتشكيل الحكومة "لن يتغير". وضمن لقاء جهوي ل"حزب الحمامة" بمدينة فاس، اليوم الثلاثاء، أطره رئيس الحزب عزيز أخنوش، وهو الذي غادر الموعد قبل نهايته بسبب ارتباطه بانعقاد مجلس وزاري فيمدينة مراكش، أعلن الطالبي العلمي أن "منطق التجمع الوطني للأحرار في المفاوضات لن يتغير"، مضيفا: "لا نريد تكرار أخطاء الماضي.. نحن ثابتون على موقفنا". وبينما سجل "رئيس التجمع"، عزيز أخنوش، أن "رئيس الحكومة استعمل الورقة الحمراء ضد حزب التجمع الوطني للأحرار، ولذلك لا يمكنه أن يعلب هذه المباراة"، أكد عضو المكتب السياسي الطالبي العلمي أن "رئيس الحكومة أغلق الباب بالعرض الوحيد الذي قدم"، مبرزا أن "هذا ليس منطقيا تفاوضيا حول تشكيل حكومة". وردا على إعلان عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية مصطفى الرميد أنه لن يعوض رئيس الحكومة، وأنه لن يكون "بنعرفة العدالة والتنمية"، لخلافة أمينه العام على رأس السلطة التنفيذية، أجابه العلمي بالقول: "شْكُون سوّْلك بْعْدَا؟"، وزاد: "لا أحد طرح إمكانية تعويض عبد الإله بنكيران. نحن في مفاوضات لا غير". "لا يمكن للأمانة العامة للعدالة والتنمية أن تتفاوض كلها في تشكيل الحكومة، لأن الذي يقود المفاوضات هو رئيس الحكومة المكلّف فقط"، يقول العلمي، مؤكدا أن مطالب حزبه تتمثل في "تشكيل حكومة قوية بهدف ضمان نجاحها"، ومضيفا: "هذا منطقنا في المفاوضات ولن نغيره". الطالبي العلمي أشار في مداخلته إلى أن وزراء حزبه كان لهم الفضل في صياغة كبرى المشاريع التي دشنها المغرب في الماضي والحاضر، مرجعا تراجع الحزب انتخابيا إلى "رفضه نهج منطق الابتزاز أو التباكي الذي اختاره البعض"، حسب تعبيره. وسجل المتحدث ذاته، في هذا الصدد، أن حزب الذي يشتغل عضوا في مكتبه السياسي، "تنظيم لرجال الدولة، ولا يبحث عن المصالح الحزبية الضيقة"، مؤكدا أن "الأحرار حزب المشاريع الكبرى، وهو ما أثبته من خلال مشاركته في الحكومة السابقة والتي قبلها"، على حد قوله. وكان أخنوش، في كلمته الافتتاحية، أكد أن "هذه الجهة (فاس- مكناس) مثل باقي جهات المغرب تحتاج وضوحا في الرؤية وثقة في المستثمرين"، وزاد: "نحن في حاجة إلى اقتصاد يخلق مناصب الشغل لمحاربة الفقر والبطالة، ما يتطلب المعقول والجدية". وطالب "كبير التجمعيين" بضرورة تعزيز المناطق الصناعية، مشيرا إلى أن المنطقة تحتاج الكثير رغم المجهودات التي بذلتها الدولة، ومشددا على "ضرورة انخراط التجمع الوطني للأحرار في بناء الوطن"، وقف تعبيره.