توقف مسيحيون وشيعة مغاربة كثيرا عند مقتطف من حوار خص به الملك محمد السادس الصحافة الملغاشية، قبل أيام قليلة، أكد فيه أنه "أمير المؤمنين بجميع الديانات"، وأن "المغرب لا يقوم بحملة دعوية، ولا يسعى قطعا إلى فرض الإسلام". واستبشر شيعة مغاربة بقول الملك إنه "أمير المؤمنين بجميع الديانات"، إذ قال قيادي شيعي معروف إن "التصريح الملكي من مدغشقر تبنى المفهوم الواسع لإمارة المؤمنين"، داعيا إلى عدم "اعتماد هذا التوسع فقط في العلاقة مع المؤمنين بالشرائع السماوية، بل أيضا في العلاقة مع المؤمنين بالمذاهب الإسلامية من داخل الشريعة". من جهته اعتبر رشيد حمامي، الإعلامي المغربي المسيحي، المقيم بقبرص، والذي يشتهر بلقب "الأخ رشيد"، في تصريح لهسبريس، أن "ما قاله الملك مفرح ومشجع إلى أقصى حد"، مبرزا أن "المسيحيين المغاربة ينظرون إلى ملك البلاد بالفعل بأنه ليس أميرا للمسلمين، بل أميرا لجميع المؤمنين". وذكر "الأخ رشيد" أن "المسيحيين المغاربة يتداولون في ما بينهم أن الملك عن قصد يحمل لقب أمير المؤمنين، وليس أمير المسلمين، لأنه أمير كل المؤمنين بجميع المذاهب والأديان المختلفة، فهو أمير المسلمين المغاربة، وأمير اليهود المغاربة، وأمير المسيحيين المغاربة". وكشف حمامي أنه تلقى رسائل واتصالاتٍ من العديد من المسيحيين المغاربة الذين أبدوا فرحتهم بما أدلى به الملك لأول مرة، يسألونه بالقول: "واش شفتي أشنو قال الملك؟"، مردفا بأن "ما صرح به العاهل المغربي يعد سابقة تاريخية"، وزاد: "نحن جد سعداء بهذا التصريح والتوجه". واسترسل مقدم ومُعد عدة برامج في قناة قبرصية بأن "الملك محمد السادس يضع اللبنات الأساسية لمغرب تعددي يشمل الجميع، ولا يستثني أحدا"، مضيفا: "هو الذي أمر بمراجعة المناهج الدينية لكي تتم تنقيتها من كل ما يتعارض مع قيم التعايش مع الآخر، الذي ليس سوى "غير المسلم"". وذهب حمامي إلى أن "التصريح الملكي بشأن إمارته للمؤمنين بجميع الديانات إشارة يتعين على المسؤولين في المغرب أن يلتقطوها ليتعاملوا مع المغاربة المسيحيين من منطلقها، لكونهم أبناء هذا الوطن، ويريدون الخير لبلدهم، ومستعدون للتضحية من أجله"، وفق تعبيره. ودعا المتحدث ذاته الملك إلى أن "يزور الكنيسة، بمناسبة دنو عيد الميلاد المجيد، حتى يزرع الطمأنينة في قلوب المغاربة المسيحيين، لأن الكثير من العائلات المسيحية تخاف أن تفصح عن إيمانها، وتخشى من الشرطة، ومن مصادرة كتبها المقدسة، واعتقال أفرادها لمجرد أنهم يعبدون الله". وأكمل "الأخ رشيد" بأن "المسيحيين المغاربة يخافون المجهول في بلد إلى حد الآن لا توجد فيه حرية دينية"، قبل أن يتساءل: "الملك يقول إنه أمير جميع المؤمنين، فهل بقية المسؤولين، بدءا من رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، سيعملون على تفعيل هذه المقولة على أرض الواقع؟".