أولت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية اهتمامها، على الخصوص، لأداء الميزان التجاري الأرجنتيني خلال الشهر المنصرم ولطلب الحكومة الأرجنتينية إعادة النظر في قرار قضائي يسمح بنقل مسؤول أمني سابق مدان بالمؤبد في جرائم ضد الإنسانية خلال فترة الديكتاتورية العسكرية بالبلد الجنوب أمريكي (1976-1983) من السجن إلى الإقامة الجبرية. كما تطرقت صحف المنطقة لآخر التطورات المرتبطة بعزل الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف المعلقة مهامها حاليا من قبل مجلس الشيوخ في انتظار محاكمتها بتهمة تلميع الحسابات العمومية، وكذا للصعوبات والتحديات التي تعترض قطاع النحاس بالشيلي. وأبرزت الصحف الأرجنتينية، في هذا الصدد، أن الميزان التجاري للبلاد حقق فائضا بقيمة 270 مليون دولار خلال يوليوز الماضي، مقابل عجز بقيمة 102 مليون دولار خلال الشهر ذاته من العام الماضي، وذلك نتيجة تراجع حجم الواردات أكثر من الصادرات. وأوضحت الصحف، استنادا إلى معطيات للمعهد الوطني الأرجنتيني للإحصاء، أن صادرات البلاد، والتي شملت على الخصوص المواد الأولية والمنتوجات الفلاحية، بلغت 96ر4 مليار دولار، بتراجع بنسبة 9ر10 في المائة قياسا بشهر يوليوز من السنة الماضية، في حين بلغ حجم الواردات 69ر4 مليار دولار، بانخفاض بواقع 3ر17 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي. وأشارت إلى أن البرازيلوالصين والولايات المتحدة مثلت أبرز الشركاء التجاريين، حيث استقطبت هذه البلدان الثلاثة نحو 70 في المائة من الصادرات الأرجنتينية خلال الشهر الفائت، مضيفة أن الميزان التجاري للأرجنتين راكم خلال السبعة أشهر الأولى من العام الحالي فائضا بقيمة 754 مليون دولار. وفي موضوع آخر، توقفت الصحف الأرجنتينية عند إعلان كتابة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان عزمها التقدم بطلب للمكمة العليا بالبلاد لإعادة النظر في قرار إحدى المحاكم الفيدرالية قبول طلب نقل رئيس الشرطة الأسبق، ميغيل أوزفالدو إتشيكولاتز، المدان بالمؤبد بسبب التورط في جرائم ضد الإنسانية ارتكبت خلال فترة الديكتاتورية العسكرية بالأرجنتين، من السجن إلى الإقامة الجبرية، وهو الطلب الذي تقدم به دفاع المسؤول الأمني السابق، الذي يرقد حاليا بأحد المستشفيات الخاصة بالسجناء بضواحي لعاصمة بوينوس أيرس. وأوردت صحيفة "كرونيستا" أن كتابة الدولة الأرجنتينية المكلفة بحقوق الإنسان ترى أن "الاعتبارات الصحية" التي استندت إليها إحدى محاكم محافظة بوينوس ايرس "تخالف الواقع أو تثير الشكوك على الأقل"، مذكرة بأن المسؤول الأمني السابق بمدينة بوينوس أيرس (87 عاما)، الذي صدرت في حقه أربعة أحكام بالمؤبد بعد أن ثبت تورطه، إلى جانب أمنيين وعسكريين آخرين، في إقامة مركز للاحتجاز والتعذيب والقتل في السبعينيات من القرن الماضي، لن يستفيد فورا من الترخيص بنقله إلى الإقامة الجبرية، إلى حين البث في حكم آخر صدر بحقه يحول دون نقله من السجن إلى الإقامة الجبرية في الوقت الراهن. وأضافت اليومية أن كتابة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان، باعتبارها طرفا في قضايا الجرائم التي ارتكبت خلال فترة الحكم العسكري، ستقدم طلبا للمحكمة لإعادة النظر في الاستجابة إلى طلب نقل المسؤول الأمني السابق من السجن إلى الإقامة الجبرية، ولن تتقدم باستئناف قرار المحكمة الفيدرالية المذكورة لكون القانون لا يسمح لها بذلك. وبالبرازيل، اهتمت الصحف المحلية بآخر التطورات المرتبطة بعزل الرئيسة ديلما روسيف، حيث ذكرت صحيفة "أو غلوبو" أن الرئيس المؤقت، ميشيل تامر، يستعد لتنصيبه حتى قبل أن تنتهي إجراءات الإقالة. وكتبت اليومية أن "مجلس الشيوخ، وبعد تسعة أشهر على موافقة النائب إدواردو كونيا على طلب إطلاق مسطرة عزل الرئيسة روسيف، شرع اليوم الخميس في المحاكمة التي ينتظر أن يتم بعدها الانتهاء من انتقال السلطة بالبلاد"، مشيرة إلى أنه في حال تأكيد التهم الموجهة ضد الرئيسة، ستكون هذه الأخيرة ثاني رئيس في تاريخ الجمهورية البرازيلية يتم عزله بعد الرئيس الأسبق فرناندو كولور ميلو. من جهتها، كتبت صحيفة "فوليا دي ساو باولو" أن رئيس مجلس الشيوخ رينان كالييروس صرح للرئيس المؤقت ميشال تامر أن عملية عزل الرئيسة روسيف يمكن أن تنتهي في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء المقبل، أي قبل يوم واحد الجدول الزمني المسطر لهذه العملية من قبل مجلس الشيوخ. واشارت إلى أن تقديم موعد انتهاء عملية الإقالة قد تفرضه أجندة الرئيس المؤقت، الذي يعتزم السفر الثلاثاء القادم إلى الصين لحضور اجتماع مجموعة ال20، مضيفة أن رئيس مجلس الشيوخ سيرافقه خلال هذه الزيارة. وأضافت اليومية أن رينان كشف، خلال لقاء مع الرئيس المؤقت، أن الجلسات البرلمانية ستعقد، إذا لزم الأمر، يومي السبت والأحد المقبلين، بهدف الإسراع بإنهاء عملية العزل النهائي للرئيسة روسيف. وبالشيلي، تطرقت الصحف المحلية، على الخصوص، للصعوبات التي يعيشها قطاع النحاس بالبلاد والتحديات التي يواجهها، حيث ذكرت صحيفة "لاتيرسيرا"، في هذا الصدد، أن رئيس فيدرالية عمال قطاع النحاس، رايموندو إسبينوزا، عزا هذه الصعوبات إلى تدبير شركة "كوديلكو" العمومية، وهي أكبر منتج للنحاس في العالم، مشيرا إلى أن العمال سبق أن دقوا ناقوس الخطر بهذا الخصوص. ونقلت الصحيفة عن إسبينوزا تأكيده عزم عمال قطاع النحاس "مواصلة المفاوضات، والدفاع عن عقودهم الجماعية، والمناقشة مع الإدارة من أجل التوصل إلى اتفاق، ولكن ليس بأي ثمن". وذكرت الصحف بتصريحات وزير المالية رودريغو فالديس، اول أمس الثلاثاء، والتي أكد من خلالها أن سعر النحاس يمر بفترة انخفاض قوي، وهو ما يطرح تحديات أمام شركة "كوديلكو" وكذا بتصريحات الرئيس التنفيذي للشركة العمومية الشيلية، نيلسون بيزارو، والتي تطرق من خلالها للصعوبات التي تواجه قطاع النحاس، بعد تراجع سعر المعدن الأحمر، مؤكدا على ضرورة مواجهة واقع البنى التحتية للشركات الشيلية العاملة في هذا المجال.