أفردت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية أبرز عناوينها للوضع الصحي للرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري وللمسيرات الحاشدة التي شهدتها مختلف المدن الأرجنتينية، أمس الجمعة، للتنديد بتزايد حالات العنف ضد النساء، وكذا لانشغالات رئيس مجلس الشيوخ بالبرازيل، رينان كالييروس، بعد تقليص آجال الحسم في إجراء العزل النهائي للرئيسة ديلما روسيف من عدمه، ولسعي الحكومة المؤقتة لتفادي حدوث انقسام في صفوف أعضاء مجلس الشيوخ بشأن هذا الإجراء، فضلا عن إحداث وزارة المرأة والمساواة بين الجنسين في الشيلي. فبالأرجنتين، اهتمت الصحف المحلية بالوضع الصحي لرئيس البلاد ماوريسيو ماكري وبالمسيرات الحاشدة التي شهدتها مختلف المدن الأرجنتينية، أمس الجمعة، للتنديد بتزايد حالات العنف ضد النساء والمطالبة بشديد القوانين للحد من هذه الظاهرة. فقد أوردت الصحف أن الرئيس ماكري خضع مساء أمس، لفحوصات طبية بإحدى المصحات الخاصة ببوينوس أيرس إثر إصابته ب"اضطراب خفيف" على مستوى نبضات القلب، قبل أن يغادر بعد استقرار وضعه الصحي، في اتجاه مقر إقامته القريب من المؤسسة الاستشفائية. ونقلت الصحف عن بلاغ للرئاسة الأرجنتينية أن الرئيس ماكري شعر، بعد زوال يوم أمس باضطراب خفيف على مستوى نبضات القلب، لم يمنعه من مواصلة أجندة أنشطته، قبل أن يخضع، عند المساء، لفحوصات طبية بمصحة "أوليبوس" بالعاصمة الأرجنتينية، مشيرة إلى أن الفريق الطبي أوصى الرئيس ماكري (57 عاما) بالخلود للراحة خلال نهاية الأسبوع قبل استئناف أجندة أنشطته المعتادة بعد غد الاثنين. من جهة أخرى، خصصت الصحف حيزا هاما من صفحاتها إلى المسيرات الاحتجاجية التي شهدتها العشرات من المدن الأرجنتينية بدعوة من تجمع "لا للمزيد، ولا واحدة أخرى"، الذي يضم أهالي واقارب النساء ضحايا جرائم القتل، وعرفت مشاركة العديد من المنظمات النسائية والنقابية والطلابية والإعلامية. وتحت عنوان "لا للمزيد، ولا واحدة أخرى: صرخة أخرى ضد العنف الذكوري"، كتبت صحيفة "كلارين" أن المشاركين في هذه المسيرات رفعوا شعارات مناهضة للعنف ضد النوع وتطالب بتعزيز الحماية القانونية للضحايا وتشديد العقوبات ضد الجناة، وكذا بوضع إحصائيات رسمية عن الظاهرة، يتم تحيينها باستمرار، للكشف عن حجمها الحقيقي وعن أبعاد العنف ضد النساء وطبيعته وتجلياته. وأشارت اليومية، استنادا إلى معطيات للمنظمة غير الحكومية "لاكاسا ديل إنكوينترو"، إلى أن الارجنتين سجلت، في الفترة ما بين فاتح يونيو من السنة الماضية ومتم ماي المنصرم 275 جريمة قتل استهدفت النساء، بمعدل ثلاث جرائم قتل خلال كل اربعة أيام. من جهتها، وتحت عنوان "على قيد الحياة"، أبرزت صحيفة "باخينا 12" المشاركة الواسعة والعفوية في هذه المسيرات، التي تأتي بعد عام على تنظيم مسيرات مماثلة للتنديد بتوالي حالات جرائم القتل ضد النساء والاعتداء عليهن، حيث شهدت سنة 2014 مصرع 277 سيدة في جرائم تدخل في إطار العنف ضد النوع. وبالبرازيل، رصدت الصحف المحلية انشغالات رئيس مجلس الشيوخ، رينان كالييروس، بخصوص تقليص آجال الحسم في متابعة الرئيسة ديلما روسيف المتهمة بتلميع صورة الحسابات العامة، وكذا سعي الحكومة المؤقتة لتفادي حدوث انقسام في صفوف أعضاء مجلس الشيوخ بشأن إجراء عزل الرئيسة روسيف. وأوردت يومية "جورنال دو برازيل" تصريحا لرئيس مجلس الشيوخ، رينان كالييروس، أعرب فيها عن قلقه بشأن تقليص آجال متابعة الرئيسة، معتبرا أن هذه الإجراءات من شأنها أن تمس "بحقوق الدفاع التي يكفلها القانون". وحسب ذات اليومية، فإن رد فعل كالييروس جاء في أعقاب قرار رئيس اللجنة المكلفة بالإقالة، رايموندو ليرا، تقليص الآجال المحددة لتقديم الحجج النهائية من قبل النيابة العامة ودفاع الرئيسة ديلما لمدة 20 يوما، مشيرة إلى أن هذا الاقتراح أثار الجدل والخلاف بين أعضاء مجلس الشيوخ. ونقلت عن البرلماني تأكيده على "ضرورة الإسراع في عملية الاقالة حتى لا تطول إلى ما لا نهاية"، معتبرا أن "هناك إمكانية لخفض المساطر الادارية، ولكن دون تقييد الإجراءات القانونية، وخصوصا الحق في الدفاع". ومن جهتها، كتبت يومية (أو غلوبو) أن الحكومة تضاعف جهودها لإقناع أعضاء مجلس الشيوخ بعدم تغيير مواقفهم بشأن إجراء عزل الرئيسة. وسجلت اليومية أن الرئيس المؤقت، ميشال تامر، يتابع عن كثب ما يحدث في مجلس الشيوخ للحيلولة دون فقدان الأصوات المؤيدة لهذا الاجراء داخل المؤسسة التشريعية، لاسيما بعد استقالة وزيرين من حكومته في ظرف أسبوعين على خلفية تسريبات لمحادثات انتقدا فيها سير التحقيق في فضيحة غسل الأموال من قبل شبكة فساد داخل شركة "بيتروبراس" النفطية العمومية. وبالشيلي، اهتمت الصحف المحلية، على الخصوص، بإحداث وزارة المرأة والمساواة بين الجنسين، التي ستحل محل المصلحة الوطنية للمرأة. وتوقفت صحيفة "لا تيرسيرا" عند تنصيب نائبة المدير السابقة للمصلحة الوطنية للمرأة، كلاوديا باسكوال، على رأس الوزارة الجديدة خلال حفل نظم أمس الجمعة بقصر "لامونيدا" (مقر الحكومة) ترأسته الرئيسة ميشيل باشليت. ونقلت الصحيفة عن الرئيسة باشليت قولها، في كلمة خلال هذا الحفل، إن خلق هذه الوزارة الجديدة سيسهم في تغيير التشريعات الحالية المتعلقة بالعنف ضد النوع، مشددة على ضرورة اتخاذ سلسلة من التدابير الكفيلة بتعزيز مشاركة المرأة في سوق الشغل. وذكرت الصحف المحلية بأن الرئيسة باشليت كانت وقعت مشروع القانون المتعلق بخلق هذه الوزارة في 8 مارس من السنة الماضية بمناسبة الاحتفال باليوم المرأة العالمي، مشيرة الى ان الوزارة الجديدة سيشرف على إعداد وتفعيل سياسات ومخططات وبرامج لمكافحة التمييز ضد المرأة، كما سيسهم في تعزيز المساواة في الحقوق والفرص بين الرجال والنساء. وأبرزت الصحف أن الشيلي ستتوفر، من خلال إحداث هذه الوزارة الجديدة، على أداة أساسية لوضع حد لعدم المساواة بين الجنسين.